Baba Ahmed: يوم قابلت بلعور
ماذا يجرى عندما تتقاطع بالصدفة طريق صحفي في شمال مالي مع طريق القيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار المطلوب على المستوى العالمي. لقد كنت مع ذلك حذرا. في هذه الأيام السماء ملبدة بالغيوم في غاوه.
فى مدخل المدينة كان هناك عناصر من حركة التحرير الأزوادية، لم يشد انتباههم لون بشرتي. وقد كنت تلقيت تحذيرات على الطريق من قبيل خذ حذرك يا صاحب البشرة البيضاء فإن القاعدة فى المدينة. الإسلاميون الذين التقيت بمجموعة منهم عندما كنت فى تمبكتو لم يكونوا مطمئنين بل على العكس كانوا يثيرون القلق.
فى غاوه التقيت بعدد من الشخصيات من القيادات الوسيطة للجهاديين. لكن لقاءي الأبرز كان مع القيادي (السابق) فى تنظيم القاعدة محاطا بعدد من حرسه، ويحمل فى يده الكلاشينكوف. ألقى علي نظرة فاحصة. لقد كان لدي دائما شوق إلى لقاء واحد من أهم القيادات الجهادية والذي يدعى بالأعور. أدركت أن مباغتته بالسؤال لن يكون الطريق الأفضل لإنجاح المقابلة معه. بلعور ذو الأربعين سنة يشتهر بالقسوة، منذ التمرد فى الجزائر فى بداية التسعينات. كان مسحورا بتجربة المجاهدين الأفغان منذ طفولته، وقد شارك فى الأعمال الجهادية فى أفغانستان وهو دون العشرين مع العمر، قبل أن يعود إلى الجزائر ويشارك فى تأسيس الجماعة الإسلامية المقاتلة، ثم بعد ذلك الجماعة السلفية للدعوة والقتال التى تحولت إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي. ومنطقة الساحل ليست بالغريبة على بلعور حيث سبق أن قام بعمليات عسكرية فى هذه المنطقة. لقد كانت هذه السيرة الدامية للرجل حاضرة فى رأسى وتبعثنى على الوجل والخوف.
توقفت الجماعة على بعد أمتار منى وبادرتنى بالسؤال بالحسانية عن اسمى، وما ذا أفعل هنا؟ وقد حاول رفيقي الذى كان معى أن يجيب على هذه الأسئلة دون أن يشير إلى وظيفتى. بقي بلمختار صامتا ثم صافحنى بقوة حيث ضغط على يدى حتى لم أستطع تحمل هذا الضغط.
ترجمة الصحراء
لمطالعة أصل المقال اضغط