الظلم و التعذيب و تدوير المفسدين : فلله الأمر
كتب سيدعلي بلعمش:
الزمان أنفو _
ما زلت أشتم في أكثر أخطاء عهد غزواني (الغريب)، ولاءً فائقَ الذكاءِ لولد عبد العزيز بأيادي متمرسة ترفض حتى أن تكون خفية لاستبعاد اتهامها:
ـ ما حدث من قمع بأعلى درجات الخشونة في أحداث الجامعة (25 سنة)، لم يحدث أبدا في زمن ولد عبد العزيز..
ـ ما حصل من تعذيب و تنكيل للمتظاهرين في الزويرات و داخل مباني الولاية ، ما زال أمرا غامضَ الأسرارِ، لا يمكن تصديقه و لا تخيل حقيقة أسبابه..
ـ استفزاز محامي و قاضي لرجل تحت صدمة اغتصابِ ابنته و تَصَيُّدُ ردة فعله في لحظة ترتيبات خاطئة إجرائيا و ممنوعة قانونيا و ببرودة أعصاب تنم عن عدم اكتراث الاثنين بحالته النفسية، حد تعاطفهما مع الجاني، أمر يتكرر أمام أعيننا كل يوم من قبل رجال الأمن و القضاء ، في ممارسات، أصبحت روتينية ، على من لا يرضخ لقهرها أن يضرب رأسه في الحائط..
إن تحالف بعض القضاة و المحامين مع ظلمة لم يراعوا ظرفا نفسيا لأبِ مُغتصَبةٍ في سن الزهور، تم استفزازه باعتماد الطرق الملتوية المكشوفة في مرحلة تحضير الملف، أمر مؤسف لا سيما من قبل هيئة المحامين التي ظلت تحافظ على قدر محترم من الاعتدال و التسامح اتجاه المجتمع و التي تعي أكثر من الجميع ما يعانيه المواطنون من قهر من قبل أجهزة القضاء مما يستوجب أو يجعل مفهوما على الأقل ، أي ردة فعل محتملة: هذا القضاء فاسد .. هذا القضاء ظالم.. هذا القضاء غير مؤتمن على حقوق الناس.. هذا القضاء مسؤول عن أضعاف ما يقوم به المجرمون من إجرام: تكييف القضايا على المزاج، الحكم لصالح من يشاؤون بما يشاؤون .. توريط من يشاؤون بما يشاؤون.. انتشار الرشوة و الزبونية و الوساطة أمام أعين الجميع و رغم أنوف الجميع : أي قضاء هذا .. أي بلد هذا .. أي ذنب ارتكبه شعبنا ليعاقبه الرب بمثل هذا القضاء ؟؟؟
ـ و ستظل قضية إصدار حكم ضدي غيابيا (من دون إشعاري، عمدا)، الساعة الثامنة ليلا ، بعد ساعات فقط من استقبال الشكوى ، مجهولة المصدر، أغرب من كل ما يمكن أن يحصل في هذا البلد العجيب !!
حين تدققون في الحرقة التي تواجه بها الأجهزة الأمنية المتظاهرين السلميين ، لا بد أن تتساءلوا ، هل يسقط هؤلاء من السماء ، هل تجري في أجسادهم دماء بشرية ، هل هم لعنة تنزل بأرضنا ؟؟؟
هل يمكن أن يظل رجال الأمن و القضاء يحتمون بقوانين حد الحصانة العمياء، هم أكثر من يدوسها و أقل من تسري عليهم ؟
إذا كنتم ستسجنون كل من يقول إن ممارساتكم خاطئة و مشينة و استفزازية و مخجلة ، فاسجنوا كل الشعب الموريتاني (هذا حديث لا ينقطع بين جميع أفراده) ..
إذا كنتم ستسجنون كل من يقول إن الأمن و القضاء أسواق رشوة مفتوحة لم يعد أهلها يستحون من شيء و لا يأبهون بشيء، فاسجنوا كل الشعب الموريتاني و كل من زار موريتانيا من الأجانب منذ 40 سنة ..
إذا كنتم ستسجنون كل من يقول إن هذا الأمر تجاوز كل حدود و لم يعد يمكن أن يستمر ، فاسجنوا كل المحللين السياسيين الأجانب ، المهتمين بشؤون البلد قبل كل شيء و اسجنوا كل الشعب الموريتاني باستثناء نقابة الصحافة الموريتانية و اتحاد الأدباء و رابطة العلماء و “رابطة تخليد بطولات المقاومة” و اتحادية الرماية و اتحادية الصيد التقليدي و اتحادية كرة القدم و المدير الجديد لـ”صوملك” و سلفه سعيد الحظ، الذي حظي بآخر نقشة في تدوير المفسدين ليصبح على رأس المنطقة الحرة “بين الأهل و الأحبة”.
أنصحك لوجه الله يا غزواني و”الدين النصيحة”؛ أستبدل هؤلاء القضاة و ضباط الأمن بأي عقلاء يخافون الله ريثما ترتب أمور القطاعين؛ هذا لم يعد يطاق.. هذا لم يعد مقبولا.. هذا لم يعد يخدم غير ما يسعى له عزيز من فشل و فوضى في هذا البلد..