صرخة الشمال: لسنا من دعاة الانفصال عن الوطن الأم..!
لقد عمل الرئيس محمد ولد عبد العزيز المستحيل من أجل الفقراء، والمحرومين وزود الشعب الموريتاني بإنجازات جبارة،لولاه لم تتحقق، كمشروع إصلاح الإرث الإنساني الذي جعل الموريتانيين يتصالحون مع ذواتهم ، دونما ضغائن
.
لقد أنجز اكبر مشاريع اجتماعية في التاريخ الموريتاني كتخطيط مدن انواكشوط وازويرات وانواذيبو وكهيدي حيث استفاد المحرمون منذ عشرات السنين من قطع أرضية في وطنهم الذي تبلغ مساحته مليون وثلاثون ألف كيلومتر مربع ،إضافة إلى ذلك إصلاح الحالة المدنية التي كانت منذ استقلال البلد حجر العثرة دون تقدمه وتطوره.
وعندما استعصت الأزمة العالمية وتأثرت الأسعار في جميع أنحاء العالم.
أعلن الابن البار لوطنه محمد ولد عبد العزيز أن هناك مشروع جدي وحقيقي لإنقاذ الطبقات الهشّة من جحيم ارتفاع الأسعار تمثل في إنفاق ما يربو علي سبعين مليار من الأوقية علي خطتي “التضامن 2011″وأمل 2012 التي ما تزال سارية إلي يومنا هذا منتصف2013
هذا بالإضافة إلى شبكة طرق عصرية وانجازات شملت كافة المجالات والأصعدة ويشهد الجميع معارضة وموالاتا علي أهميتها وأتساعها.
لكن الشمال الموريتاني بصفة عامة بحاجة إلي لفتة كريمة من رئيس الجمهورية كي يتم إنتشاله ممّا يعانيه من مظاهر الفقر، والتهميش. ذلك لأنه هو عصب الاقتصاد الوطني وعموده الفقري. وتجبرنا وشائج الوطنية، والقربى والإنصاف، أن نعترف بمدي التقصير الذي نشعر به ويشعر به الكثير من ساكنة منطقة الشمال الموريتاني الذي يقوم عليه اقتصاد الدولة الموريتانية منذ نشأتها إلى يومنا هذا.
فهل يمكن أن نتصور دولة قائمة لولا خيرات منطقة الشمال الموريتاني؟…
الشمال القليل ساكنة ! الكثير خيراته: ما يزال مصابي لدغات الأفاعي، والنساء الحوامل يموت معظمهم لعدم توفر سيارات
الإسعاف وإذا توفرت فإن اللديغ لا تسعفه الطريق من القرى النائية والجبلية في أحيان كثيرة.
الطرق غير معبدة في غالبيتها الجبلية بينما وتتساقط المباني اليوم في بلديات قديمة متآكلة. وغيره…. وغيره…. !
لقد هجرت مدن كانت تزخر بالحياة في بلدية بئر أم اكرين وافديرك وشوم وعيـــن بنتيل التي خلّـــدت في تاريخ المقاومة الوطنيــة كما تعانـــــــي
جلها من مظاهر التخلف السحيق حيث إن زائرها لا يتحمل البقاء فيها أكثر مما يفرضه عليه ظروف النقل غير المتوفرة إلا بشق الأنفس.
قدر الإهمال إذن علي مدن كبيرة وذات وزن مثل ازويرات دون طريق معبد …صعوبة ومعاناة شديدة لمن يسلكون طريق نواكشوط ازويرات وبئر أم اكرين فكيف حال القرى لآخري..؟ من الشمال الموريتاني.
إن سوء التغذية والجهل والعطش يخيمون في منطقة العين الصفر التي يذكر الجميع الطرفة الشائعة التي تحكي واقع المناطق المنسية من الشمال حتى في نصيبها من أبسط حقوق التعليم حيث قال معلم لمديره بعد أن هدده ب”الفصل” وكل أنواع التهديد، كي يذهب إلي تلك المنطقة الشمالية النائية أجابه ممانعا:
:سيدي (أن العين الحمراء …لن تجبرني أبدا إلى الذّهاب إلى منطقة العين الصّفراء…مخافة أن أصير عينا بيضاء)
إن كل الشركات التي تبحث عن فرص التنقيب عن المعادن النفيس مثل الماس، الذهب اليرانيوم وغيرها …إنما جاءت عن قناعة وتقودها مؤشرات قوية نحو المنطقة الشمالية، وعلي سبيل المثال يعتقد أن أكبر اكتشاف لليورانيوم في السنوات الأخيرة هو في منجم بير النار من طرف شركة اورا انيرجي الأسترالية الأقوى على الإطلاق نظرا لاحتياطاته الضخمة وسهولة الاستخراج ويتم حاليا إعداد خطة لاستغلال المنجم بمليارات الدولارات، ناهيك عما يستخرج أصلا من بداية عمر الدولة الموريتانية وحتى الآن.
ونعلم جميعا أن هذه الشركات تقوم بدفع أموال طائلة إلى الخزينة العامة من اجل الموافقة علي فرصة التنقيب.
لقد اثبت مدن الشمال تعلقها ببرنامج رئيس الجمهورية من خلال مهرجان نواذيبو حيث استقبلته الجماهير الهادرة والمتعلقة ببرنامجه الإصلاحي والتنموي في وقت بلغت فيه القلوب الحناجر وبدئت الظنون من كل حدب وصوب، عندما ضرب الجفاف كامل التراب الوطني سنة 2011 وخرجت المعارضة علي الجميع مطالبة ب “الرحيل !”وزحف الربيع العربي ليقضي علي أنظمة كانت راسخة الجذور منذ عشرات السّنين ورمها خارج دوّارة الزمن. عندها خرجت المدن في الشمال عن بكرة أبيها خروجا في محله لاستقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز لترسل رسالة إلى العالم كله في الخارج.
وإلى المعارضة في الداخل كي يعلم الجميع إن الوضع مع الرئيس عزيز مختلف لأنه مسألة وفاء.
صحيح لقد أكدت الشفافية العالمية أن لدينا ما يناهز المليار من العملة الصعبة كمخزون احتياطي بالبنك المركزي الموريتاني!
لكن ماذا لدينا إذا ما أردنا إنصاف الوطن في الشمال الموريتاني.؟؟؟
كم سبب استخراج هذه الخيرات المعدنية من سرطانات وأمراض مزمنة، وتلوثات بيئية ،ونفوق حيوانات بسبب الحوادث علي السكة الحديدية والشاحنات التي تحمل مواد الاستخراج بمختلف الأنواع .. وغيرها …؟ مما يذكر بالمقولة الشهيرة التعب لنا والأجر ليوسف، أو لغيرنا.
وإذا رجعنا إلى التاريخ نجد أن المدن الأثرية القديمة في الشمال كانت هي رافد الاقتصاد عبر التاريخ حيث نجد أن التمور كانت هي العملة الصعبة التي يتم التبادل بها مع مختلف المواد الأخرى وحيث أن الشمال هو المورد الأول لهذه المادة بالإضافة إلى قوافل الملح التي كانت تأتي لنقله من الشمال.
وفي ظل الدولة الحديثة نذكر العمارات الشامخة والتي استفادت منها الدولة الموريتانية منذ نشأتها كدولة كانت جلها مشيدة عن طريق موارد الشمال من غير من ولا أذى:
1- إننا نطالب بأن يستغل نسبة محدد ودائمة من الموارد المنجمية لتنمية تلك المناطق فيه التي تزخر الآن بالفقر المدقع وسوء التغذية وضعف المواصلات بالإضافة إلى ندرة المياه.
2- كما نطالب بإصلاح ما سببته المصانع والمحركات النفاذة في تلك المناطق وإنشاء صندوق تنموي لهذا الهدف، الذي أصبح ملحا.
3- كما نرفض رفضا باتا دعوة المحبطين اليائسين في الشمال الذين يئسوا من تغير أوضاعهم كما يئس الكفار من أصحاب القبور طوال الأنظمة البائدة التي توالت علي البلد وقد وصل اليأس ببعضهم إلى المطالبة بالانفصال عن الوطن الأم.
4- إننا نقف وقفة رجل واحد خلف قيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ملتزمين ومتعلقين بأهدافه التنموية السامية دون أي قيد ولا شرط.
والله ولي التوفيق
محمد ولد سليمان ولد أمّهاه