اللهم لا شماتة / سيدي علي بلعمش
سيدعلي بلعمش: اللهم اشهد انني سامحته من كل قلبي
الزمان أنفو _
قبل أسابيع، كان هنا رحمه الله و عفا عنه ، مُحمَّلا برسالة من النظام (كما ادعى) إلى الرئيس السنغالي( شاء الله أن تكون آخر مهام عبدِه الطيب، الوطنية الخالدة)، تشتكي معارضتي للنظام بكتابات “لاذعة” من أرض “الجارة الشقيقة”.
كان، غفر الله له، متحمسا (بدافع القرابة و الوطنية و الولاء)، لاتخاذ أي إجراءات رادعة ضدي ، لم يتوفق مع الأسف، في الحصول على وعد باتخاذها من بلد يحسب ألف حساب للرأي العام و حق التعبير و حقوق الإنسان، صَدَّعه عزيز قبله و أغراه و هدده بالعدول عن اتفاقية الصيد و تباكت له تكيبر في ذراعيه و زودته خلية “الهمال” بمئات التقارير الكاذبة، وصلت تفاصيل فضائحها مكتب الأمم المتحدة في داكار.
مع عودته غفر الله له، إلى أرض الوطن، كان الجميع يتناقل بحيرة البعض و استنكار البعض و استياء البعض، لائحة من كان المغفور له محمد الحافظ ولد الخرشي طيب الله ثراه كما طيب ذكراه، يسميهم “المستمعين الأحرار” ، في عهد ولد الطائع البوليسي. و كان من الطبيعي لمن يعيش في أحضان أهل عبد الله و يبحث عن صفقات الجيش مع العربي ولد الجدين، أن يكون على رأس أوائل لائحة المرحوم أعل ولد محمد فال و مقدمة قنوات المرحوم (PRDS).
و فيما كان كبار الدولة و معاونوهم و المدافعون عن عبقرية نذيرو في مواجهة وباء ، أصبحت موريتانيا اليوم بؤرة انتشاره الأخطر في الغرب الإفريقي بشهادة العالم أجمع، يتهموننا بالتهويل و المبالغة في نعت تخبط وزير الصحة و دعايته المضحكة بالأقرب إلى الجنون و الهستيريا، عاد رومل من مهمته الصعبة بخفي حنين و تاج كوفيد 19 .
كانت محنة الرحيل من الحجر إلى العناية المركزة تكفي لفهم لماذا نصرخ في موريتانيا.. كانت تكفي لاستيعاب أسباب تذمرنا و استيائنا .. كانت تكفي لمعذرة تخوفاتنا و آلامنا ، لكن الأوان كان قد فات مع الأسف: اللهم لا شماتة.
اللهم اشهد أنني قد سامحته من كل قلبي كما أسامح كل مسلم أغوته المادة و الجاه لتحوله إلى مصدر شقاء لغيره، متمنيا له الرحمة و الغفران و لذويه الصبر و السلوان.
و مرحى هنا لمن يتأملون بتمعن معنى: إنا لله و إنا إليه راجعون.
غفر الله له و طيب ثراه و تجاوز عنه و أسكنه فسيح جناته . و إنا لله و إنا إليه راجعون.