الإعلام اللبناني:اغتيل الاستقرارمع اغتيال وسام الحسن
(انواكشوط ـ الزمان )افتتحت الصحف اللبنانية صفحاتها اليوم مغيبة العميد وسام الحسن(الصورة) الذي قتل أمس في انفجار هز منطقة الأشرفية في بيروت … فقد كان هذا الحدث الأبرز الذي خيم على مقالات الصحف اللبنانية وما تبع ذلك من تداعيات أمنية وسياسية .. حيث وقعت اشكالات أمنية أولها وأهمها في منطقة شمال لبنان إذ حدث تبادل لإطلاق نار بين باب التبانة السنية وجبل محسن العلوي .. إلى جانب تكرار ظاهرة قطع الطرقات في العديد من المناطق اللبنانية بالاطارات المشتعلة … أما سياسيًا فثارت الاستنكارات لبنانيا، عربيا ودوليا، وطالبت قوى 14 من آذار برحيل الحكومة الحالية محملة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مسئولية مقتل العميد الحسن.
فمن جانبها نشرت صحيفة “السفير” مقالا حول اغتيال العميد وسام حسن والمخاطر التي سيعيشها اللبنانيون في المستقبل القريب وذلك مع تلاحق الأحداث من اغتيال الحسن الى الثورة السورية المشتعلة والتي تمتد نيرانها الى لبنان الى جانب المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. فقالت السفير ” الرجل الذي كان يعرف، ترك اللبنانيين على مفترق لايعرفون معه إلى أين هم ذاهبون … من يستطيع غدًا أن يوقف هجمة الانفعالات وسيل الاتهامات التي قد تطال أطرافا داخلية، كما ألمح بعض قادة السياسة في لبنان ؟ من يستطيع أن يلم الشارع الملتهب بالغضب والانتقام والاتهام؟ من بإمكانه أن يغلق أبواب الجحيم التي فتحت أبوابها في أكثر من مدينة وبلدة وحي وشارع من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب مرورا بالعاصمة والبقاع والجبل؟ ما من قوة في لبنان، قادرة على لجم التدهور ووقف التداعيات، إلا اذا ظل الاستقرار مطلبًا دوليًا وإقليميا لعل “حزب الله” أكبر حماته، بوصفه القوة القادرة من جهة، والمقتنعة بالتواضع والحماية والتحصين الوطني، من جهة ثانية.” وشبهت الصحيفة جريمة اغتيال العميد الحسن بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ” نعم هي جريمة لا تشبه بردود فعل الشارع كل الاغتيالات السابقة، ما عدا جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري”، مشبهة كذلك وضع الحكومة اليوم بحكومة الرئيس عمر كرامي في حقبة اغتيال الحريري ” لبنان بات منكشفا.. وللجريمة وظيفة، مثلما كان لكل جريمة سياسية وظيفتها منذ ثماني سنوات حتى يومنا هذا. ولعل وظيفة هذه الجريمة لا تشبه في ظروفها، إلا جريمة اغتيال الرئيس الحريري…نعم، فقد سقط الحريري شهيدا، يوم أقصى نفسه أو أقصي عن السلطة، فكان الاستشهاد قوة دفع جعلت عمر كرامي يستقيل من رئاسة الحكومة، مع ارتفاع أول صوت في مجلس النواب مناديا باستقالته، لتكر بعدها سبحة انهيار “سلطة الوصاية” و”أجهزتها” اللبنانية! وذكرت السفير أن أحد السفراء الغربيين قال: إن وسام الحسن تلقى تحذيرات في الآونة الأخيرة، بوجوب مضاعفة الاحتياطات الأمنية الخاصة به. أما صحيفة المستقبل فكتبت تحت عنوان “وسام الحسن… على صدر الجمهورية ” متهمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتنفيذ الجريمة ” نالت يد الغدر من الجمهورية مرة ثانية، وقصفت واحدًا من أبرز أعمدة أمنها وأمانها، ومنطقة من أعز مناطقها، وصار في قدرة الطاغية بشار الأسد وزمرة المجرمين والقتلة التابعين له التفاخر بأنهم “أنجزوا” أخيرا ماعجزوا عن إنجازه على مدى سنوات، وأن “يطمئنوا” في تالي الأمر إلى أن أبرز الأبطال الذين واجهوا مؤامراتهم وإجرامهم وتفجيراتهم ومخططاتهم راح من طريقهم، وذهب لملاقاة ربه ضمن قافلة شهداء الحرّية والسيادة والاستقلال”. أما عن موقف النائب سعد الحريري من الجريمة فكتبت المستقبل ” ولم يتأخر أو يتردد الرئيس الحريري في توجيه الاتهام إلى الأسد مباشرة بالوقوف وراء جريمة اغتيال الشهيد الحسن وعاهد في مداخلة له عبر تلفزيون “المستقبل” وأخرى عبر محطة “العربية” بأنه لن يسكت ولن يهدأ، وقال: “أنعي لكل اللبنانيين باسمي وباسم عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباسم تيار المستقبل وكل الأحرار في لبنان أخي وصديقي ورفيق دربي، العميد الشهيد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي”. وأضاف: “لقد كان العميد الحسن صمام أمان كبير ورئيسي للبنانيين، كما كان يشكّل لهم الطمأنينة بعدما كشف الكثير من الشبكات الإجرامية، وسجل الكثير من الإنجازات وآخرها كشف مخطط نظام بشار الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات في لبنان، عبر ميشال سماحة الموقوف وغير ميشال سماحة، وعبر على المملوك. بالتالي فإن من اغتال وسام الحسن مكشوف كوضح النهار، أنا أكيد أنّ الشعب اللبناني لن يسكت عن هذه الجريمة البشعة، وأنا سعد رفيق الحريري أتعهّد لكم أني لن أسكت ولن أهدأ”. أما صحيفة “الأخبار” اللبنانية فكتب فيها حسن عليق مقالة عن شخصية العميد وسام الحسن عنوانها ” وسام الحسن: شهيد تليق به الحياة” تحدث فيها عن أن العميد الراحل كان يتوقع واحد من الاحتمالين كنهاية لحياته “أمس، رقي وسام الحسن إلى رتبة لواء. ربما يكون أصغر ضابط برتبة لواء في الجمهورية، لكنه حمل رتبتين: لواء وشهيد، كان منتظرًا أن يحمل الرتبة الأولى وحدها في العام المقبل، ويصبح مديرًا عاما لقوى الأمن الداخلي، وعندما كان يسمع مزاحًا من يستخدم تلك الرتبة في مخاطبته، كان يرد مبتسما: لا تضعني في صراع مع القدر، ما أقوم به مصيره واحد من ثلاثة، إذا كان حظّي جيدا، فالمنفى أو السجن، وإلا فالقبر”. وتابع عليق قائلا ” لم يختر وسام الخيار الثالث بإرادته، فاجأه الموت وهو متجه إلى مكتبه، غادر ذلك المنزل المشؤوم في الأشرفية، وهذا المنزل لم يحمل لوسام سوى سوء الطالع، قبل أشهر، عرف الحسن أن منزله السري في الأشرفية قد انكشف، صار البيت “ساقطا أمنيا” لكنه لم يغيره، ولم يبدل عاداته اليومية، قال له كثر: المنزل مكشوف، اتركه، لكنه لم يكن يعير هذه النصائح أي اهتمام.” وتحدث عليق عن مراحل حياة الحسن وانجازاته التي حققها لصالح لبنان، والدور الذي لعبه في حياة الرئيس رفيق الحريري وتأثره به وحرصه على التحقيق في جريمة اغتياله “الرجل مطبوع بالحريري الأب، أدار مكتبه منذ عام 1995. وعندما خرج الحريري من الحكم عام 1998، نفي الحسن إلى معهد قوى الأمن الداخلي، قبل أن يعيده غازي كنعان إلى إدارة مكتب الحريري بناء على طلب الآخير. وعندما خرج الآخير من الحكم في المرة الثانية (عام 2004)، استقال الحسن، قبل أن يعود عن استقالته ليتعامل مع التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري كما لو أنها قضية شخصية إلى أبعد الحدود. وانطلاقا من هذه القضية، بنى الحسن الجهاز الأمني الأقوى في دولة ما بعد الطائف”. وفي خبر آخر ذكرت صحيفة “الأخبار” أن رجال الأمن لم يستطيعوا إنجاز عملهم بسبب الصدمة التي تلقوها بموت الحسن “بين ضباط فرع المعلومات ورتبائه، لم يكن أحد أمس قادرا على ممارسة عمله. “رجال وسام الحسن” فقدوا أباهم، الضربة مؤلمة بما لا يوصف، وكمية المتفجرات وقوة العصف في المكان لم تكونا لتساعد المحققين وهم في قمة تركيزهم على العمل. سيارة العميد وسام الحسن لم يبق منها أي أثر يُذكَر. في بداية تفحص مسرح الجريمة، عثر المحققون على هاتف أحمد صهيوني، وعلى جزء من مسدسه، وقطعة من بندقيته، ثم وجدوا الحذاء الرياضي الذي كان يرتديه الحسن. وقبل أن يستمرّوا في البحث عن الجثمان، صاروا متيقنين من أنهما قضيا في الانفجار. أما السيارة المفخخة، فحتى ساعات الفجر الأولى، لم يكن المحققون قد تعرفوا إليها”. وفي صحيفة “الجمهورية” حول الانفجار الذي أودى بحياة العميد وسام الحسن فكان مقالة عنوانها “وآخيرا… نجحوا في اغتيال وسام الحسن” حيث كتبت عن الزيارة الآخيرة التي قام بها الحسن إلى ألمانيا برفقة اللواء أشرف ريفي، حيث تفوه بجملة تشير الى تنبؤه باستهدافه ” في ألمانيا قبل يومين، قال الجملة الأخيرة، التي تنبئ بخشية أكيدة من استهداف محتوم. مازح من معه بشيء من الحزن، عندما سألوه عن خوفه من الاغتيال. قال لهم: “أنا هيك هيك رايح”. وربطت الجمهورية مقتل الحسن بإجراء توقيف النائب ميشال سماحة الذي اتهم منذ فترة ليست ببعيدة بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد ” لم يكن تنبؤه باستهدافه سرا أو تنجيما. كان يعرف أنه أصبح في دائرة الخطر الشديد. عائلته في فرنسا. أما هو فيقبع في مكتبه الوقت الأغلب من النهار سجينا طوعيا، لا يتحرك إلا للضرورة القصوى. كان يقول في الأيام التي تلت توقيف ميشال سماحة: “العملية كبيرة جدا، وهم لن يتركوني، سيستهدفوني أنا أو اللواء ريفي… لن يتركوني”. كان يقدر حجم توقيف سماحة، نفذ العملية باحتراف، حتى أقرب حلفاء النظام لم يستطيعوا التشكيك. كان يدرك أنه الآن الرجل الأول على لائحة الاغتيال.” وفي معلومات لصحيفة الجمهورية أن “مفاوضات مفتوحة أجريت بين بيت الوسط والمختارة وبعبدا، في ظل اشتراط رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط عدم إسقاط الحكومة وتوجيه الاتهام إلى الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس جهاز فريع المعلومات وسام الحسن وقد أوفد الوزيرين غازي العريضي ووائل أبو فاعور لإبلاغ رئيس الجمهورية هذا الموقف”.(صحيفة الدستور اللبنانية بتصرف)