لا توقظوا الزعيم : لقد “أعدل فنام” / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
تصويب : لقد تعودت في حياتي أن أكتب في وقت متأخر من الليل و لأن أكثر قراء مقالاتي (5000 صديق و 7500 متابع و عدد أكبر على الواتساب يفرض عليهم “واجب التحفظ” و حظر التجول التزام بيوتهم من الخامسة بعد الظهر تفاديا لأي عرقلة قد يكون ثمنها ليلة شتاء قارس في مؤخرة سيارة شرطة تتلذذ بتعذيب المواطنين، قررت أن أتعاطى مع هذا الوضع بإيجابية من أجل استمرار التواصل معهم.
ـــــــــــــ
في الأيام الأخيرة الماضية، تمت (بسبب قلة خبرة القائمين على الأمر)، إثارة إحدى فضائح النظام المرتبطة أساسا بالخراب المعشش في قلب الدولة؛ حيث أظهرت لائحة مستشاري الرئيس (من تم التمسك بهم و من تمت إحالتهم إلى إدارات أخرى لتخريبها)، أن البلد يعيش حالة إفلاس لا يمكن تصورها : لم يكن من بين هذا الطابور الكامل من المستشارين، من يصلح ليكون سكرتيرا في بلدية ريفية:
ـ تصوروا أن السيد الرئيس أيقظه الله سالما من نومته الطويلة، مهتم جدا بقضية التعليم و يريد فعلا أن يبحث لها عن حلول ناجعة ؛ فمن سيختار من بين مستشاريه (قبل تفكيكهم و بعده) ليقدم أو يقدموا له مجرد تصور أولي عن الموضوع، يستطيع من خلاله ـ إذا استيقظ من نومته ـ مناقشة الجهات المختصة محليا أو دوليا؟. أريدكم أن تعطوني أسماء من بين كل هذا الطابور المتهالك من المعوقين فكريا و ثقافيا و اجتماعيا..!
ـ تصوروا أن الوضع على حدودنا الشمالية دخل مرحلة تعقيد تفرض على موريتانيا أن توقظ رئيسها أطال الله بقاءهً ، لاتخاذ موقف سريع و واضح يحمي مصالحها و يناسب مستوى قوتها العسكرية من دون كشف ضعفها و يحافظ على عمقها الاستراتيجي و التوازنات المطلوبة في المنطقة و على مستوى العالم العربي و القارة الإفريقية و يتناغم مع التوجهات الدولية و بما يسمح لها في أي خطوة قادمة، مراجعة أي موقف أملته تطورات جديدة لم تكن في الحسبان، إلى من سيلجأ فخامة الرئيس من بين خبرائه الاستشاريين المعروفين لديكم جميعا؟ أريدكم أن تعطوني اسما و لو واحدا ..!
ـ ضعوا افتراضات في أي مجال آخر من الحياة و ابحثوا لها عن مجرد معين لفخامة الرئيس إذا استيقظ، ريثما يجد الوقت للاستعانة بقطاعات أخرى، و ابحثوا عن من من بين هؤلاء يمكن أن توكل إليه..!
على مستوى التجربة الإنسانية، ليس هناك في الحقيقة ما يحير في هذا الأمر: الصغار يبحثون دوما عن من هم أصغر منهم و الكبار يبحثون دوما عن من هم أكبر منهم. المشكلة الحقيقية في بلدنا أن العالم أجمع يخجل من أخطائه و يبحث لها عن حلول أو محاليل و رؤساؤنا يتبجحون بأخطائهم لأن مهمة “الأغلبية” و حزب الحاكم و وكالة الأنباء و الإذاعة و التلفزة و اتحاد الأدباء و رابطة الأئمة و نقابة الصحافة هي أن تحول هذه الأخطاء إلى عبقرية لا تطال..!
إذا كان رئيس الجمهورية يغط في نومة سابعة و مدير ديوانه يمضي وقته في تتبع و متابعة من يكشفون خفايا علاقته بنؤوم الضحى و مستشارو فخامته يمضون وقتهم في لعب الورق مع الحواسيب مغبرة الشاشات، فماذا يمكن أن تنتظروا ؟
لكن ما لا يمكن فهمه أكثر، هو أن لا يستيقظ الشعب من غيبوبته ليستحق لقمة عيشه بدل أن يظل يشحتها، في حين يطلب من فخامة الرئيس أن يستيقظ من غفوته و هو من لا يفضل فقط (لحسن حظهم) أكل لحم البشر لأنه “مالح” كما قال إيدي آمين دادا (…)