أي أمن هذا ؟ / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
من أكثر الأمور التي حيرتني في بلدنا العجيب هذه الأيام، هو هذا السلوك العدواني، الهمجي، المعلن و المتحدي للمجتمع و القيم و الأخلاق و القوانين من قبل “رجال الأمن”..
لا أفهم العقيدة التي تكوَّن عليها هؤلاء لكن أمرهم غير طبيعي على الإطلاق ؛ يتعاملون بنفس الخشونة و الاحتقار و الازدراء مع المجرم القاتل و مستعمل المخدرات و القاضي و المحامي و الطبيب و العالم و الكاسكادير و المريض و المرأة و الطفل و العجوز و يستوي فيهم الضابط و الجندي : لا يعطون أي اعتبار للأخلاق و لا للمكانة و لا لاختلاف الظروف كما لو كانوا في حل كامل من أي مساءلة قانونية..!؟
أنصح هذا النظام المرتبك، المتردد في كل شيء، العاجز عن إيجاد أي حل لأتفه قضية، الخائف من ظله، أن يسلم كل القضايا الأمنية للجيش و يشكل في أسرع وقت، لجنة مؤتمنة، من مختلف الاختصاصات ذات الصلة، لكشف أسباب همجية هذا الأمن المسعور.
لم يبق أمام الناس في هذا البلد المستباح، سوى أن تهرب إلى أي جحيم في الأرض أو تواجه هذا “الأمن” المتوحش بلا أسباب مفهومة، بنفس الخشونة و نفس الوسائل و نفس الحقد و الكراهية.
اتركوا لهذا الشعب المغلوب على أمره، المحاصر بالأوبئة و الجوع و الإهمال و اللصوص، سببا واحدا للصبر.. سببا واحدا للصمت.. سببا واحدا للاطمئنان..
و تذكروا الآن ، الآن ، أنكم مسؤولون أمام الله و أمام التاريخ و أمام الشعب عن شحن هذه الأجواء السلبية بكل ما يدفع إلى تفجير الوضع في البلد لأسباب ـ سنقول كاذبين ـ أننا عجزنا عن فهمها ..
و في الأخير ، أطلب من شعبنا الطيب و لست ممن يصفونه بالجبن و الخيانة، التحلي بأعلى درجات ضبط النفس في وجه هذه اللعنة التي يستنكر علينا البعض “حتى” أن نقول إنها تأتينا على يد هذا النظام الذي عجزنا ـ غير باغين و لا مستهترين ـ عن إيجاد أي تفسير لحقيقته ، في أمل أن يفرجها الله و ما ذاك عليه، جل و علا علوا كبيرا، بعزيز .