لقد تم فك شفرة رسالتهم / سيدي علي بلعمش

لن نطلب من الجيش أن يتعافى من مرض الإنقلابات

الزمان أنفو _
مؤلم و محير ما يحدث لأهل تيفيريت ؛ مؤلم أن تقوم دولة تدعي مثقال ذرة من الإنسانية ، بإلقاء جبال من القمامة كريهة الرائحة و مسببة للأوبئة و الأمراض، على رؤوس مواطنين لا حول لهم و لا قوة. و محير أن لا يجد بلد لا يملك غير المساحات الخالية من نواكشوط إلى الجزائر، غير رؤوس مواطنيه ليرمي عليهم أوساخ نواكشوط بما تحمل من روائح كريهة و أمراض أكيدة !!؟
ثمة أمور في بلدنا، يعجز العقل عن استيعابها، لا تُذكِّرُ إلا بممارسات الاستعمار، المهينة “للسكان” و المتحدية لإرادتهم.
الهجوم الأمني على السكان بلا سبب و تعذيب الآباء أمام أطفالهم و سحل النساء في الشارع و تكسير عظام الأطفال و الشيوخ ، أصبح مظهرا يوميا في كل مكان من البلد ، لم تعد تحيرنا أسبابه و لا بشاعته ؛ لقد أصبحت رياضتهم المفضلة في حصص تطبيقية من تكوينهم على احتقار المواطن و إذلاله.
و تخطئ الأجهزة العسكرية و الأمنية إذا كانت تعتقد أن إرغامها للناس على القيام بثورة على النظام، سيفتح أمامها الفرصة لتبرير انقلاب، لم يعد مقبولا في العالم لأي سبب.
لقد تم فك شفرة رسالتهم :
لن نطلب من الجيش أن يتعالج من مرض الانقلابات الراسخ في ذهنه. و نذكر من ينفذون هذه الأوامر المتجاوزة للقوانين و الأخلاق، أن المحاكمات ستطالهم واحدا واحدا، مهما طال الزمن. و نطلب من شعبنا ـ إذا وقع انقلاب لأي سبب ـ أن تكون كلمته الوحيدة الموحَّدة “لا لحكم العسكر” و إذا رشح العسكر مدنيا في مسرحية أخرى، أن يكون الإجماع على رميه بالبيض في كل مكان و قطع كل صلة معرفة أو قرابة أو جيرة مع كل من يساعدهم. لم يفهم هؤلاء بعد أن كل شيء تغير إلا هم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى