رونالدو فقد أعصابه ليكتب نهاية درامية في نهائي كأس الملك
عندما أطلق الحكم كارلوس كلوس صافرة بداية مباراة ديربي العاصمة الأسبانية بين الجارين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد والتي انتهت بفوز أتلتيكو 2-1 ليتوج بطلا لكأس ملك أسبانيا ، كانت الأنظار موجهة بشكل أساسي إلى اثنين من عمالقة الهجوم والتهديف في القارة العجوز وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو في جانب الريال والكولومبي راداميل فالكاو جارسيا نجم هجوم أتلتيكو.
فالمنافسة بين النجمين البارزين عادة ما تشكل مباراة أخرى داخل المباراة حيث يعلق كل من الفريقين أماله بشكل كبير على هدافه الأبرز ، وبالفعل كان رونالدو المحور الرئيسي لأحداث المباراة ، ما بين تألق وتوتر حتى كتب نهاية درامية ، بينما أنجز فالكاو مهمته مبكرا وصنع الهدف الأول لأتلتيكو لكنه لم يستطع التخلص من الرقابة في أغلب فترات اللقاء. ظهر إدراك لاعبي أتلتيكو مدريد لخطورة رونالدو منذ البداية حيث شكل أبناء دييجو سيميوني رقابة لصيقة على النجم البرتغالي وقد عانى في الدقائق الأولى من الخشونة بعض الشيء وتعرض لأكثر من تدخل قوي لاستخلاص الكرة منه. لكنه وجد الطريق البديل لهز الشباك وقدم واحدة من اللعبات التي ينفرد بها بين أبرز الهدافين في العالم ، حيث تلقى كرة عالية من ضربة ركنية في الدقيقة 14 وارتقى لها بكل هدوء وثقة رغم حصار المدافعين ثم سددها برأسها بمهارة في الشباك معلنا تقدم النادي الملكي. على الجانب الآخر ، تلقى فالكاو الدعم الكافي لكن وصوله إلى الشباك كان أمرا في غاية الصعوبة نظرا للرقابة اللصيقة المفروضة عليه باعتباره مكمن الخطورة الرئيسي على مرمى الريال. وجاءت الدقيقة 35 ليضع فالكاو بصمته حيث صنع هدف التعادل لأتلتيكو ، فقد راوغ أكثر من لاعب بمهارة شديدة ثم مرر طولية ساحرة إلى دييجو كوستا الذي استغلها بالشكل الأمثل وسدد كرة ارتطمت بيد الحارس وسكنت الشباك معلنة تعادل أتلتيكو 1-1 . في الشوط الثاني وبعد عودة المنافسة لنقطة البداية بالتعادل ، تسابق النجوم في التسديدات الخطيرة طمعا في تسجيل الهدف الحاسم ولعب دور البطولة في التتويج باللقب ، وكان على رأسهم رونالدو وكذلك زميله مسعود أوزيل. أما فالكاو فلم يتمكن من تقديم ما كان منتظرا منه ولم يتوقف لاعبو الريال عن تضييق الخناق عليه وتقليص فرصته في الوصول للمرمى ، كما شدد أتلتيكو الرقابة على رونالدو بشكل أكبر لعدم منحه فرصة تلقي الكرات العالية التي يجيد استغلالها. عاند الحظ ريال مدريد بشكل كبير وتصدى القائم لأكثر من كرة كما أشهر الحكم أكثر من بطاقة صفراء للاعبي الريال بدعوى الخشونة وكانت إحداها من نصيب المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينو الذي احتج بشدة على القرارات التحكيمية وغادر الملعب إثر حصوله على الإنذار. وسيطر التوتر بشكل واضح على لاعبي الريال وعلى رأسهم رونالدو الذي تدخل بعنف أكثر من مرة وكاد أن يحصل على إنذار وربما طرد عندما تدخل مع خوانفران وأسقطه مصابا. ولكن رونالدو نجح في التغلب على توتره وفقدان أعضابه وكاد أن يسجل من ضربة حرة حيث سدد الكرة بمهارة وحكمة وكادت أن تسكن الشباك لكنها اصطدمت بالقائم ، لتزداد العصبية والخشونة في الأداء. وتوالت تدخلات رونالدو العنيفة حتى حصل على إنذار في الدقيقة 93 قبل أن ينته الوقت الأصلي بالتعادل 1-1 ، وكاد دييجو كوستا صاحب هدف التعادل أن يخطف الأضواء بشكل أكبر ويسجل هدفه الثاني في الدقيقة السادسة من الوقت الإضافي لكنه تسرع في تسديد الكرة ليتصدى لها الحارس. ورغم ضياع الفرصة ، كان لها أثرا على الحالة النفسية للاعبي الريال حيث ضاعفت التوتر لتهتز شباك الملكي في الدقيقة 98 عندما تلقى ميراندا عرضية وأسكنها برأسه في الشباك وسط ارتباك في منطقة الجزاء. وانتهت المباراة بأحداث درامية حيث تعرض رونالدو لعرقلة من قبل جابي ، ولدى سقوطه وجه ضربة قوية بقدمه في وجه جابي الذي سقط مصابا ودخل بيبي في مشادة خارج المستطيل الأخضر مع دييجو سيميوني ودخل في المناوشات بدلاء وأعضاء الجهاز الفني لكل من الفريقين ، لكن جرى فض الاشتباك واستأنفت الدقائق المتبقية القليلة التي لم تخل أيضا من التوتر ، وكان اللقب من نصيب أتلتيكو مدريد الي أنهى المباراة فائزا 2-1 .