وداعا ايها الانسان الرائع (في تأبين باري عبدالله)

كتب السفير عبدالقادر ولد محمد:

الزمان أنفو _

اليوم قدمت ضمن وفد رفيع المستوى من وزارة الشؤون الخارجية و التعاون و المورتانيين في الخارج. واجب العزاء باسم معالي الوزير و طاقم الوزارة و كافة موظفيها الى اسرة المغفور له باذن الله. بارى عبد الله . مستشار شؤون خارجية متقاعد ،،، الذي كان يتردد قبل ايام على الوزارة لمتابعة بعض الحقوق المترتبة على مساره المهني و للامانة تعاملت الوزارة مع ملفه بإيجابية تذكر و تشكر .
تجدر الإشارة إلى أن الفقيد رحمه الله التحق بالمدرسة الوطنية في بداية السبعينات كمحرر إدارة قبل أن يلتحق بها من جديد في الدفعة الاولى سلك أ. طويل ،، من شعبة الدبلوماسين ،،،
تلك الدفعة التى عانت بعد تخرجها سنة
1984
من سوء تفاهم. مع الوزارة ادى الى عدم تعيين أعضاءها في مناصب كانوا يستعجلونها كما استعجلها الذين جاؤوا من بعدهم ،،،،
لكن الففقيد رحمه الله تعالى عانى في نفس الفترة بعد تعيينه كرئيس لقسم الارشيف مما هو ادهى وامر حيث انه.دخل سجن ولاته في سنوات الجمر مع ناشطين سياسين محسوبين على حركة فلام ،،،، و مكث في السجن حتى استفاد من العفو العام الذي تم اعلانة غداة انطلاقة المسلسل الديمقراطي سنة 1991 ..
رغم فارغ السن عرفت الفقيد رحمه الله ايام الجامعة حيث جمعتنا مباني المدرسة الوطنية للإدارة و جرت بيننا على ما اتذكر نقاشات سطحية.. ..
لكنني اكتشفت بعد عودتي إلى قطاع الخارحية سنة
2014
جانبا من شخصيته ربما غاب عني بفعل الاختلاف في المواقف السياسية و الأحكام المسبقة و ذلك حين زارني في المكتب ليشرح لي وضعيته الإدارية و قد فاتحت معالي الوزير حينها السيد احمد ولد تكدي حول مشكلته فوجدته مهتما بها بل أنه أعرب لي عن عزمه على تعيينه مساعدا لي في إدارة أوربا خصوصا ان اشهرا قليلة كانت تفصله مع التقاعد الأمر الذي سرني جدا لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن…
فقد حصل بعد ذلك بقليل تعديل وزاري غادر بموجبه الوزير منصبه و انتهى معه مشروع تعيين كان من شأنه إفادة الوزارة بخبرة فايقة في التحرير باللغتين العربية و الفرنسية اكتسبت مذ منتصف السبعينيات لما كان الفقيد رحمه الله مكلفا بالصياغة و الترجمة في ولاية نواكشوط و كانت تقاريره اليومية بمثابة المراءة التي تعكس لو زارة الداخلية و رئاسة الجمهورية صورة حية مما يحدث في البلد كما حدثني بذلك العم و الوالد بمب ولد أحمدو رحمه الله الذي ربطته به إضافة إلى علاقة العمل أواصر الود و التقدير و قد عرفت في الفقيد ياري رحمه الله من خلال تلك العلاقة وفاءا منقطع النظير و فوق كل ذلك اكتشفت انه حامل لكتاب الله العزيز الأمر الذي ملا قلبه نورا و منعه من أن يحمل الحقد .رغم ما تعرض له من تهميش و ظلم بين ..
. ذلك ما عرفته في الفقيد رحمه الله و ذلك ما أدركت سره
اليوم و امس في زيارتي للأسرة الكريمة التي عاشت في ظلال القرآن الكريم ببركة أمام مسجد القديمة بكيفة الشيخ عبد الله باري عم الفقيد و سميه و كانت و لا زالت تلك الأسرة نموذجا للتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب المورتاني الأصيل… و قد شاهدت ذلك في تنوع المعزين في الفقيد و في شهادتهم المؤثرة التي تجلت لي فيها صورة من مورتانيا كما أحبها أن تكون
و مع الأسف كالعادة عندما يأتي الموت الذي لا مفر منه يتم اكتشاف معادن في اشخاص رائعين من أمثال ياري عبد الله جسدوا في سلوكهم سمو المعاني التي كنا تبحث عنها في عالم آخر فإذا هي أقرب إلينا من حبل الوريد….

عبد القادر ولد محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى