ولد صلاحي يبسط وقائع مثيرة للغاية في “يوميات غوانتنامو”
سطر السجين السلفي الموريتاني محمد ولد صلاحي معاناته في اغوانتنامو وما مهد لها في مذكرات تقع في 466 صفحة اطلع موقع State.fr على نسخة خطية منها حذفت منها الرقابة العسكرية الأمنية الأمريكية كل أسماء الجلادين الأمريكيين الذين أذاقوا ولد صلاحي والمتهمين من أمثاله صنوفا من العذاب البدني والنفسي الممنهج يصعب تخيلها.
ونشر الموقع المذكور ملخصات لفقرات من المذكرات لم تعد مصنفة في خانة الأسرار العسكرية والأمنية الأمريكية منذ 2012 لتعلقها بعشرية منصرمة. ورغم أن المذكرات وصاحبها يستحقان وقفات أطول وأشمل فإننا نورد بعض الشذرات على أن نلخص مستقبلا ما وسعنا ذلك ما هو منشور من فصول المذكرات. ولد صلاحي ومذكراته البداية المؤلمة محمد ولد صلاحي شاب موريتاني متعلم ولد سنة 1970م ودخل سجن اغونتنامو في 4 أغسطس 2002 وكتب مذكراته حول فترة التحقيق الممتدة من 2005 إلي 2006، وأخرجها إلي العالم بخط يده. كانت البداية في 20 نوفمبر 2001 حين خرج محمد ولد صلاحي من منزل أسرته بضواحي انواكشوط، وتوجه بصورة طوعية إلي الشرطة الموريتانية مشهرا براءته وآملا في مساءلة عادلة من أمن موريتانيا مسقط رأسه… لكن الأحداث تسارعت وفي ظرف اسبوع وبطلب ملح من السلطات الأمريكية أخذ ولد صلاحي على عجل إلي طائرة أمريكية حطت بمطار انواكشوط، وداخلها لف رأسه وعصبت عيناه ووضعت له حفاظة وخدر ليجد نفسه في اليوم الثاني بمركز أمني بضواحي عمان تديره الأجهزة الأمريكية… ويعيد ولد صلاحي أسباب إرساله للأردن إلي انه كان أقام بها وبكندا في فترات سابقة للدراسة، وتم استجوابه في الأردن حول علاقة محتملة بما عرف “بمؤامرة الملينوم” التي كانت مشروع تفجيرات محبط من تدبير الكندي احمد رسام استهدف تفجير قنبلة في مطار لوس أنجلوس الدولي يوم 31 ديسمبر 1999م ورغم تبرئة ساحة ولد صلاحي من هذه القضية تسلمته الاستخبارات المركزية الأمريكية من جديد يوم 19 يوليو 2002م ونقلته جوا في ظروف تخدير إلي قاعدة “بأغرام” الأفغانية. ونتوقف عند بعض تفاصيل رواية ولد صلاحي لصنوف تعذيب سجن “بأغرام”. يقول ولد صلاحي: كان يمنع علينا التحدث بعضنا إلي بعض وكنا نكتفي بتبادل النظرات وكانت الأيدي والأرجل موثقة والبراقع الحمراء جاهزة لسدل عتمة الظلم على رؤوسنا، وشاهدت عديد السجناء يغيبون عن الوعي بعد حلقات تعليق بالأيدي والأرجل في قضبان حديدية… وكان السجناء يهذون في حلقات التعذيب المعلق قبل الغيبوبة مما يدفع الجلادين إلى مضاعفة التعذيب املا في الحصول على اعترافات. كان السجناء يجمعون في سبع عنابر مسيجة تحمل اسماء العمليات الجهادية ضد الأمريكيين مثل “نيروبي” “USS Cole” “دار السلام” ومن كل عنبر كان هنالك سجين يطلق عليه “الإنجليزي” وتوكل إليه ترجمة الأوامر لباقي السجناء. وكان “إنجليزي عنبري” سوداني يتحدث إنجليزية بسيطة وطلب مني سرا المساعدة يقول ولد صلاحي ولكني رفضت رغم أني بالنسبة له كنت شكسبير… وفي يوم من الأيام نزع الغطاء فوجدتني أمام مجموعة من الأمريكيين يأكلون ويمضغون باستمرار كانت أجسامهم قوية بعضهم اتسم باللطف ومنهم من كان العنف سمة معاملاته… بادرني أحدهم هل تعرف الإنجليزية فأجبت نافيا بعبارات مترهلة فعلق… نحن لا رغبة لدينا في ان تتكلم الإنجليزية… نريدك أن تموت ببطء… لم أعطه أي انطباع بأني فهمت لكن ذلك كان بداية ايام العذاب الذي لا يطاق… كانوا يعذبون السجناء نهارا ويمنعونهم من النوم لمدة 3 أيام أو تزيد وعندما يحتج أحدهم يقولون بأن الإرهابين لا يستحقون النوم. استمر ذلك العذاب الهمجي الذي لا يتسع المقام لاستعراض كل صنوفه لغاية يوم 4 أغسطس 2002 حيث أخذ ولد صلاحي من جديد معصب العينين ممنطقا بحفاظة مخدرا وأقلعت به طائرة أمريكية هو و30 من رفاقه في رحلة دامت 36 ساعة نحو اغوانتنامو التي كانت لها حكاية أخرى. {تمت الترجمة بتصرف واختصار من طرف طاقم “الرأي المستنير”}