حراك السفراء بين الرفض و التنويه
كتب عبد الفتاح ولد اعبيدن من اسطنبول
الزمان أنفو _
أقدم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى،على تبادلات و تعيينات معتبرة فى السلك الدبلماسي،و إذا كانت إقالة نجل المخطار ولد داداه المؤسس،قد أثارت ردود فعل متبانية،غلب عليها الانتقاد،فقد تفهم كثيرون، تحويل الزميل، شيخنا ولد الننى، من دكار إلى اليونسكو بباريس،للتمثيل هناك، و ربما لتقريب فرص علاجه،شفاه الله.
كما لوحظ إنصاف سلمى بنت أوفى،بتعيينها قنصلة لاس بلماس،بعد عاصفة اتهامها بالسامية، من قبل غربيين،إثر تغريدة سابقة،و حولت سيسه بنت بيده إلى واشنطن، و أقيلت بنت اصوينع،التى حظيت مرات بالتعيين و التكليف الحكومي.
و أعيد محمد محمود ولد سيد أحمد ولد داهى لموسكو،بعد أن أقيل منها سابقا، أيام عزيز،بعد أن كلفه بسفارتها،لفترة وجيزة،و لعله عارف أكثر من غيره بالروس،فقد تخرج من جامعاتها،أيام الاتحاد السوفياتي،و له روابط عائلية بهم،و قد عمل سنوات طويلة، أمينا عاما لوزارة التنمية الريفية و التجهيز و النقل،و هو باختصار، أحد وجوه نظام الرئيس الأسبق،معاوية ولد الطايع،و ربما من أكثر الدبلماسيين معرفة بروسيا، و قدرة على العمل على تطوير و تعميق العلاقات الموريتانية-الروسية،و محاولة إرجاعها لأوج إزدهارها.
و قد لقي تعيين السفير محمد محمود ولد سيد أحمد ولد داهى،تجاوبا إعلاميا و سياسيا واسعا،و بوجه خاص فى نخبة آدرار،و وادان و أطار، بوجه أخص،ربما لسمعة الرجل الطيبة و علاقاته الواسعة.
و من وجه آخر، نقل الدبلماسي الخلوق المهني،الحسين ولد سيد عبد الله ولد اديه، من الخرطوم إلى جاكرتا،لتكون فرصة واعدة،لتطوير العلاقات مع دولة اندنوسيا، المسلمة العملاقة.
و نقل الشاعر المبدع، محمد ولد الطالب، من جاكرتا إلى صنعاء،ضمن “لمسة دبلماسية”،لتقريب الشعر من هويته و منبعه العربي،و لفرصة تمثيل أكثر جدوائية ربما،مع تزايد فرص انطفاء الحرب اليمنية،بإذن الله.
تغييرات و تبادلات دبلماسية متنوعة معتبرة،أثارت الارتياح عند البعض،مثلما أثارت الامتعاض عند البعض الآخر،و هي أكبر عملية حراك دبلماسي،منذو تولى الرئيس غزوانى دفة الحكم.
و ضمن سياق هذا الحراك اعترض بعض الإعلاميين على إقالة محمدن ولد مختار ولد داداه من سفارتنا بالكويت،بحجة أن ذلك إهانة للمؤسس، رحمه الله،و معروف أن حرم هذا السفير، السيدة زينب بنت الشيخ،أثارت حوله زوبعة واسعة،على إثر كلمتها المثيرة للجدل،و ذلك أوان ذكرى العيد الوطني للكويت.
و فى سياق الملاحظات، مازالت الجالية الموريتانية فى تركيا،تنتظر إنشاء قنصلية فى اسطنبول،لإعطاء فرص أكبر،لتحسين ظروف الجالية و الزائرين عموما، و لرفع سقف العلاقات الموريتانية-التركية.
و عموما فقد حظيت هذه التعيينات باهتمام الرأي العام الموريتاني، و تميزت بتكليفات جريئة نوعية،كما تميزت بتفعيل دور المرأة فى المجال الدبلماسي، الحساس المحوري.
و لعل الدبلماسية جديرة دوريا،بالمزيد من التفعيل و المراجعة، و الرقابة الرسمية و الإعلامية،لمكانتها فى تمثيل الدولة و التنمية،من خلال دفع العلاقات البينية.