حول عصابة الحرابة و “القائد الرمز” / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
الحديث اليوم عن ما يدور في موريتانيا يحتاج عدة وقفات للفصل بين ما يدور في العلن و ما يتخمر في الخفاء :
– يتحدث المقربون من اللص عزيز (من مواليد ما بعد الستينات) ، عن معارك دموية موقوتة بحجم “القيامة”، لا تنتظر غير إصدار حكم عقابي في حق “القائد الرمز” . و معروف أن التهديد هو أسلوب الجبناء ؛ فقد كانوا يطلقون مثل هذه التهديدات إذا تم استدعاؤه و لم يستطيعوا إظهار وجوههم حين تم استدعاؤه و توقيفه في غرفة غير مفروشة بالورود..!
فليطمئن الشعب الموريتاني؛ هؤلاء لا يستطيعون كسر جناح ذبابة و لا يستطيعون الحديث بمثل هذه اللهجة إلا من خلف الجدران الموصدة.
– يتحدث هؤلاء (من خلف متاريس جبنهم)، عن جبهة “شمالية” تنتهي حدودها بأقصى “الجنوب الانفصالي”، يستغل ماكروها (تماما مثل ولد الشدو)، جبن عزيز و جهله لاستنزاف ثروته المهددة بالمصادرة. و تحتاج هذه الجبهة التي تُلهِم نفوس العابثين حقا، ألف عام لتستطيع قطع طريق فرعي في نواكشوط الشمالية مدة عشر دقائق ..
– لقد هزلت حقا ، حين أصبح أفيل ولد اللهاه مُلهِم الجماهير و روبيس بيير ثورة روميل موريتانيا “القائد الرمز” ولد عبد العزيز ..!؟
هذا بالضبط ما عناه المتكلمون حين قالوا “من البلية ما يضحك”.
– هزلت حقا حتى سامها كل مفلس، حين أصبح سمسار الخردة في بلجيكا، صديق أحمد بوحبيني، يفرش طاولة البوكير بخارطة البلد ، مهددا (من دون أن يعرف اسم الشارع الذي يسكن فيه)، بقطع المساعدات الأوروبية و الأمريكية عن موريتانيا . و يتوعدنا هذا القزم المأجور بثورة شمالية تأخذ أنفاسها من لهفته لتعويض الخدمة، بعد ديباجة تفتقر إلى أبسط أبجديات زمالة التاريخ و الجغرافيا ، عن حق تقرير مصير ، لم يستطع توفيره لنفسه بعد ثلاثين سنة من التسكع على أرصفة التشرد.
و يذكرنا هذا الأبله المأجور (في ربط لا يفسر غير اختناق مستوى علاقاته داخل صفوف الدياسبورا الإفريقية) ، بما يحدث في السنغال وبِتَواصُله مع مُحَرِّكِيه الذين لم تستطع المخابرات الفرنسية و السنغالية حتى الحين، أن تحدد غير المتعطشين منهم إلى النهب و التخريب تماما مثل من يدافع عنهم قاضي النفاق(صديق أحمد بوحبيني) ، في بث مسجل ، لم يساهم إلا في تعرية جهله للقانون و عقوقه للوطن، لتفضحه عبقرية اللغة في ترنحه على حلبة الدفاع بالدفع..
– لقد هزلت حقا ، حين أصبح جحا زمانه ولد عبد العزيز ، يجلس على كرسي “القائد الرمز” (رمز القُبَاري طبعا) في قصر مغارة علي بابا ، المحفورة في جوف الرمل باتجاه بورصات درن غسيل الأموال و دلال شوارع الانحراف المتمرغة في الديوثة و عربدة كارتلات الإتجار و التعاطي و القمار و التشبيك..
– أنتم مفلسون حقا ، حين تصنعوا قائدا من لص تطارده تقارير محكمة الحسابات و اللجنة البرلمانية و محاكم نواكشوط و شرطة الجرائم الاقتصادية و نساء جريمة الشيخ الرضا و يقف على خط الدفاع الأول عنه أفيل ولد اللهاه و ولد الشدو و المادة 93 غير المختصة كما يصف ولد الشدو محاكم البلد و غير المتخصصة كما يصفه هو زملاؤه في المهنة و أعداؤه في بغض الامتهان.
– أنتم حقا مضحكون حد الشفقة ، حين تصنعوا “رمزا” ممن تخجل حتى السجون من استقباله ..
الأهم من هذا كله الآن، مما لا يدركه الكثيرون ، هو أننا “إجرائيا”، (بعد تقارير محكمة الحسابات و تقرير اللجنة البرلمانية) ، لم نعد ملزمين بأي حكم قضائي محلي : باستطاعة كل حزب اليوم أو منظمة غير حكومية أو هيأة محلية أو رجال أعمال أو تجمع أشخاص، أن يرفعوا ألف قضية أمام أي محكمة دولية أو في أي بلد ينعم بالعدالة، لمقاضاة عصابة حرابة “القائد الرمز” و إصدار مذكرات اعتقال دولية في حق أي منهم.
يبدو الآن واضحا ، أننا لا نواكب ما طرأ من تغيرات كبيرة حولت العالم إلى قرية واحدة: حتى من يقاضون ولد عبد العزيز اليوم، تمكن مقاضاتهم و اتهامهم بالتهاون و التواطؤ إذا لم يؤدوا مهمتهم بأمانة ومهنية..
مخطئ من يعتقد أننا يمكن أن ننسى ما ارتكبه اللص ولد عبد العزيز و عصابة حرابته في حق شعبنا و بلدنا . و يخطئ أكثر من يعتقد أننا لا نعرف طريقنا أو يمكن أن تشغلنا أي قضية أخرى عن ملاحقتهم حتى ينالوا جزاءهم : هذه هي رسالتنا إلى الشعب الموريتاني و التزامنا أمامه . و هذه هي معركتنا المقدسة و قناعتنا الراسخة بأفضل طريقة لقطع دابر الفساد على أرضنا..
كان حصولنا على تقرير اللجنة البرلمانية انتصارا تاريخيا ، قد تحتاجون بعض الوقت لفهمه ، لكن حين يأخذ زمن القضية دورته ، ستفهمون أنه كان زاوية الرؤية الأهم و بوابة معركة الانتصار المختزلة لأصعب مراحل المواجهة.
لن تنتهي معركتنا مع عصابة الحرابة قبل استصدار حكم قضائي، يؤكد استقلالية القضاء و فصل السلطات، بإعداد نُصُب تذكارية لرموز الخيانة على أهم ملتقيات طرق العاصمة و ساحاتها العمومية، انتقاما لشعبنا المعذب و إكراما لتضحيات حراس الذاكرة و الوجدان..
و تذكروا جيدا : لا تنهي الأشياء إلا بنهاياتها .