الشيخ ولد حرمة ولد ببانا: أقلت بسبب تميّـزي في الدفاع عن نظام عزيز
نواكشوط – المحيط:
ألمح الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد ببانا، لأول مرة، إلى أن مقالاته وخطاباته المدافعة عن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز تسببت في إقالته من الحكومة، حيث كان يشغل حقيبة وزارة الصحة في أولى حكومات ما بعد انتخابات 2009.
وقال ولد ببانا في مقال تأبيني في رحيل المغفور له محفوظ ولد لمرابط، إن هذا الأخير “كان إنسانا عالي الأخلاق، سريع الفهم، وسريع البديهة، وكان ينزل الناس منازلهم، ويقول كلمته بكل عفوية دون تكلف أو تزلف”.
وأضاف “أذكر يوم ألقيت خطاب حفل تشدين مركز الأنكولوجيا أمام رئيس الجمهورية.. لقد تقدم مني (ولد لمرابط) صحبة بعض السفراء العرب وقال لي “أهنئك بهذا الخطاب الراقي وأهنئ نظام ولد عبد العزيز بمثلك”.. ثم قال “لكني أخشى أن تكون قد وقعت بهذا الخطاب المتميز إقالتك من الحكومة لأن فاتورة التميز في بلدنا هي الإقصاء “.
وأضاف ولد ببانا قائلا إن ولد لمرابط “كان لا يقرأ ما بين السطور فحسب، بل “يقرأ ما بين الأحداث”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يشير فيها ولد ببانا إلى أن أداءه السياسي وكتاباته المدافعة عن نظام ولد عبد العزيز تسبب في إقالته من الحكومة، بسبب منافسيه من بطانة النظام.
وكان مراقبون قد لاحظوا تضايق كبار المسؤولين وخاصة الوزير الأول مولاي ولد محمد الأغظف من الأهمية والضجة التي تثيرها مقالات وخطابات ولد ببانا المدافعة عن النظام، وذلك خشية تعيين ولد ببانا وزيرا أول.
وحرص ولد الأغظف، وهو صهر ولد ببانا، على توجيه ضربة سياسية لولد ببنا داخل البرلمان معترفا – وقتها- بحدوث فساد في صفقة بوزارة الصحة.
وكان ولد ببانا قد كتب سلسلة مقالات نارية في أوج الأزمة السياسية بين النظام والمعارضة شن فيها على زعماء المعارضة هجوما لاذعا غير مسبوق لغة وخطابا سياسيا.
وأثارت مقالات ولد ببانا ردود فعل واسعة، ودفع ذلك كبار قادة أحزاب المعارضة، وخاصة “التكتل” و”اتحاد قوى التقدم” إلى مهاجمة ولد ببنانا بردود ساخنة.
وبعد فترة على إقالة ولد ببانا من وزارة الصحة، عيّـن رئيسا لمجسل إدارة الشركة الموريتانية السودانية للخدمات البحرية، لكن سرعان ما تمت إقالته أيضا من هذا المنصب.
وتفيد تسريبات خاصة ل”المحيط” أن ولد ببانا وقع في كمين المنافسة مع كبار أركان النظام وخاصة الوزير الأول، ومدير الديوان ، ورئيس الحزب الحاكم. حيث كان ولد ببانا مرشح لشغل أحد هذه المناصب. نظرا لقربه من ولد عبد العزيز ولقاءتهما المتكررة وتكليفه بحملة إعلامية ضد زعماء المعارضة في أوج تبنيها لشعار رحيل النظام.
يشار إلى أن ولد ببانا، من أكبر أطباء البلاد، وعاد مؤخرا لمزاوله مهنة الطب في مستشفى “الشفاء” بالعالصمة نواكشوط. كما قام بعدة رحلات مؤخرا إلى دول خارجية وخاصة العراق والمغرب.
وكان ولد ببانا قد عاد لموريتانيا ودخل في خلافات مع نظام معاوية ولد الطايع ورفض قبول الوزارة في عهده، ولعب دورها مهما في حملة ولد هيداله الانتخابية 2003، واعتقل وحوكم إلى جانب ولد داداه وولد هيداله في قاعدة عسكرية بواد الناقة. ومن تلك القاعدة كان مسجونا ألقى خطابا أمام المحكمة بعنوان “رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”.. وكان ذلك الخطاب أول ما كشف عن موهبة الكتابة السياسية لدى الرجل.
ولا تعرف بالضبط ، في هذا التوقيت، خلفية قيام ولد ببانا بالإشارة الواضحة لأسباب إقالته من الحكومة.
لكن الرجل مرر عن “قصد وسبق إصرار” فيما ما يبدو “رسالته” عبر مقال تأبيني.. فهل قرر ولد ببانا “تأبين” موالاته لنظام ولد عبد العزيز، والتحول إلى المعارضة.