وكالة اللاتضامن (مقال يتهم ولد المحجوب بالتستر على وصف أحدهم بالعبد بحضور رسميين)

في يوم الخميس الموافق 21 ـ مارس ـ 2012 أعلنت حكومة ولد عبد العزيز عن ماعرف بالوكالة الوطنية لمحاربة مخلفات الرق وللدمج ولمكافحة الفقر، كان الإرتجال باديا على قرار إنشاء الوكالة، فلم تحتفظ الوكالة باسمها، كطبيعة القرارات المرتجلة، في نظام مرتجل، ودون التعليق على التسميات الثلاث، التي مرت بها وكالة اللاتضامن،وقبل تعيين إدارة للوكالة..

التي رفض المعنيون بها الإخراج السيئ لميلادها، شد رجل المهام الصعبة في نظر عزيز وحاشيته حمدي ولد المحجوب الرحال إلى آدوابه حيث الفقر والجهل والغبن باديا للعيان يزكم الأنوف وتفوح منه رائحة الظلم واللامساواة، خرج الرجل يروج لما سماه إنجازات عزيز للفقراء والمحرومين، ولم يكلف المحامي نفسه في التفكير قليلا حول مافات من مأمورية عزيز، فعزيز الذي يقضي سنته الخامسة في الحكم منذ انقلابه 2008 لم يلتفت إلى آدوابة، إلا بعد أن قارب السنة الرابعة، بعد إعادة انتخابه رئيسا لموريتانيا، وبدى في الأفق أنه فقد كل أوراقه التي خدعت الشعب الموريتاني، والتي كان على رأسها محاربة الفساد والمفسدين، الذين يعيد تعيين من أقال منهم في لحظة نشوة عابرة خيل إليه فيها أنه محارب للفساد!! فكر منظروا عزيز الذين اعتادوا تزوير التاريخ في ورقة جديدة يمكن أن تلعب في الإنتخابات التي باتت على الأبواب، ثم فكروا وقدروا وقرروا التوجه إلى خديعة البسطاء من أبناء العبيد والعبيد السابقين.

كانت الوكالة مطلبا قديما للمدافعين عن العبودية في موريتانيا، والذين وصفهم عزيز في أحد لقاءات “التبذيروالتزوير والشقاق والنفاق” أو ما يعرف إعلاميا بلقاء الشعب، بأنهم يتاجرون بالعبودية مضيفا أنها لم تعد موجودة، ضنت الحكومة الموريتانية على لحراطين بأبسط ما ينبغي أن يقام به اتجاههم وهو اعتذار عن ما مورس بحقهم من ظلم وغبن وتعبيد وتسخير، ألا يستحق لحراطين الذين طال ظلمهم وتستمر معاناتهم، مثل ما حصل عليه إخوتنا من البولار والسونيكى والولف، “إعتذار رسمي من رئيس الجمهورية باسم الأمة الموريتانية” ألا تعلم ياعزيز أن من مورس عليه الإستعباد أومورس على أب له أو أم أوشقيق يستحق دعما معنويا قبل كل شيء، يواسيه في جرح غائر لا يندمل، إذا هي وكالة للتزوير ليس هدفها اللحمة الإجتماعية بين مكونات الشعب الواحد، بقدر ما تريد إبراز عزيزفي ثوب محرر لحراطين! في وجه الإنتخابات القادمة، وكما زور عزيز تاريخ موريتانيا الذي بات يقتصر على لقطات من تدشين المختار ولد داداه للعاصمة نواكشوط إلى يوم انقلابه!!

يستمر عزيز في التزوير فهو من اقترح وأنشأ الوكالة التي كانت مطلبا له منذ أمد بعيد، هكذا إذا تم تكليف المحامي باستغلال أفكار قوم قضوا جل حياتهم منافحين عن العبودية في موريتانيا، وإن كانت سرقة تلك الأفكار مجتزءة، فولد محجوب يأمر الإعلاميين بعدم نشر حادثة تهجم فيها أحد الشيوخ في عاصمة ولاية الحوض الشرقي النعمة، على أحد أبناء شريحة لحراطين واصفا إياه بالعبد وموجها له أبشع الأوصاف، قرر المحامي حجب الحادثة والتستر على مرتكبها، رغم قوله: إن وكالته مخولة لرفع الدعوى نيابة عن المتضررين من اجل إنصافهم، أين الإنصاف عندما لا تنصف عبدا سب واضطهد في قاعة رسمية بحضورك، وأمام ناطري الوالي والحاكم وقائد المنطقة، ومفوض الشرطة… لا بل ترفض الإعتراف بأن العبودية لا زالت موجودة على أديم هذه الأرض وتأمر بالتستر عليها، هي إذا مهزلة وورقة رابحة للمتاجرة بها، ففي نظر تاجرنا كل ما يوصل إلى الربح والتكسب مباح حتى ولوكانت المتاجرة بالمخدرات، أو هكذا يقول خصومه السياسيين على الأقل، وبالتالي كل ما يدعم في الإنتخابات القادمة مباح حتى ولوكان ببيع المواطنين مقابل البقاء في الرئاسة

الآن وبعد مشاهدة الحملة الترويجية للنظام، التي يقودها ولد محجوب باسم الوكالة، وما تخصصه وسائل الإعلام الرسمية من تغطية منقطعة النظير لهذه الحملة الإنتخابية، يمكن القول أن من تظاهروا ضد تعيين ولد محجوب على رأس الوكالة كانوا محقين فيما ذهبوا إليه، فولد محجوب ليس الشخص المناسب بناء على ما ينطق به من عبارات الولاء والطاعة العمياء لعزيز.

ينكر ولد محجوب وجود العبودية في موريتانيا، كما ينكرها ولي نعمته وحكومته، ولذلك يختار ولد محجوب العبارات التي يستخدم بعناية فائقة، فمن يدعي أن وكالته ستنوب عنهم في رفع الدعاوي لا يراهم إلا متضررين من…!!! متناسيا أن العبودية تعتبر من الجرائم في حق الإنسانية

الرق إذا في نظر عزيز مجرد ورقة يلعبها في وجه انتخابات تقترب منه وهو في أوحال التهم المنسوبة إليه من قبل خصومه في السياسة، وهذا ما يحز في النفس، فقضية الرق ليست قضية يمكن اللعب بها كما تم اللعب بشعار محاربة الفساد والمفسدين، لأن ذلك قد يكلف الوطن غاليا، وحلها يبدأ بالإعتراف بوجودها، ثم إشراك المعنيين بها، لا بل ينبغي إخراجها من الصراعات السياسية والتوافق على ميثاق وطني جامع شامل، يسعى الجميع إلى تطبيقه، هدفه إنصاف وإعادة الكرامة إلى لحراطين الذين مورس عليهم الرق ظلما وعدوانا وظلوا من أخلص الناس لهذا الوطن، رغم ما يعانوه من حيف وظلم وقهر وحرمان واضطهاد.

أحمد سالم ولد يب خوي