في ذمة الله بدن بن عابدين/ عبدالقادر ولد أحمد
الزمان أنفو _
اسم ارتسم في ذاكرة وطن ناضل من أجله بثبات المومنين ايام كان للنضال معنى و سعى مع رفاقه الى تأسيس حركة وطنية رسمت بواسطة صيحة المظلوم لشباب موريتانيا بمختلف اعراقها و جهاتها طريق مقارعة الظالمين
و ظل وفيا لمبادئه إلى ايام الفراق بين الرفاق .. أدى الأمانة التي أسندت إليه في سياق المهام الخاصة في ظروف السرية المحكمة ثم اعتزل السياسة و تفرغ لشؤونه الخاصة .. و بعد ذلك بعقود من الزمن أدلى بشهادته الصادقة علي ما ارتسم في ذاكرته حول نضال جيل سميدع رافضا أن يخوض في أعراض الرفاق أو أن يتحدث عن بعض الخلافات التي عصفت بحزب الكادحين بعد الاندماج المريب في حزب الشعب أو التصفية كما يحلو للبعض أن يسميه .
رفض بدن بن عابدين رحمه الله أن يغوص في ذلك الوحل التاريخي و كان ذلك هو السبب الحقيقي في توقف حلقاته حول تاريخ الكادحين بهذه الصفحة و كذلك بالصفحة التي اقترحنا عليه إنشاؤها و التي سماها ب ” ما ارتسم في الذاكرة ” و ابى الا تكون ذاكرته صفحة من رياض الصالحين يمتزج فيها امال شباب تطلع في ما مضى إلى فكرة نبيلة من موريتانيا و ضحى من أجلها قبل أن تتحطم أحلامه على جدار واقع مؤسف مع ذكر عظماء رسموا تاريخ هذا الشعب بالعلم و المعرفة … و الورع ..
لقد مضى الرفيق بدن ولد عابدين إلى رحمة الله الواسعة و ذهبت معه أسرار حكاية لم تكتمل اصر علي أن يدلى منها شهادات في حق الرفاق الذين قضوا قبله من أمثال الرفيق بدر الدين و سيمضي من بعده حميع رفاقه و كل من أدركهم أو من أخذ منهم و سنمضي جميعا من بعدهم لكن ما ارتسم في الذاكرة سيبقى شاهدا على ربيع مورتانيا الذي تزهر منه الامال ..
لقد اصر الفقيد رحمه الله تعالى على أن أن ينسج كفن ذاكرته النضالية المشرفة بذكر الاولياء و الصالحين و ابى الا ان يحملها معه إلى رياض الصالحين و ستبقى حاضرة معه في مدافن الربوع التي تنشأ فيها بجوار العلماء ورثة الأنبياء من أمثال الحسن ولد زين و يحظيه ولد عبد الودود و محمد عالي ولد سعيد ” مع ” و محمد عالي ولد عدود و محمد سالم ولد عدود و بداه ولد البصيري و غيرهم من أقطاب مورتانيا الخالدة…
نموت نموت و يحي الوطن
عاشت موريتانيا …
اللهم ارحمه واغفر له وأكرم نزله
انا لله وانا اليه راجعون