وزير الصحة بمشفى ألاك ثانية: الأطباء يتلاسنون والسكان ناقمون
ألاق- “تقدمي”،
ملاسنات وشتائم يتبادلها أطباء مشفى ألاق وسكان ناقمون على الطاقم الطبي ومرضى أمس يموتون اليوم:تلكم هي الصورة التي انعكست واضحة أمام عيني وزير الصحة الموريتاني أحمد ولد جلفون خلال ثاني زيارة قام بها الليلة الماضية ملثما لمشفى ألاق وهو في طريق عودته من مدينة كيفة.
زيارة الوزير وإن جاءت في وقت يقل فيه الزوار بالمشفى إلا أن ذلك لم يعصمها من حدوث بعض الغرائب أثناءها ، لعل أبرزها ذلك الحوار الساخن الذي جرى بين بعض أطر الوزارة ومدير مركز الاستطباب بألاق والذي صاحبه التشنج من الطرفين ، وحاول كل منهما النيل من الآخر ولمزه . ملاسنات وشتائم تلاسن الأطباء أمام وزيرهم جاء بعد سؤال الوزير عن أحد المرضى الذين مر بهم أول أمس وهم محتجزون بالمشفى فأخبر بوفاته ، فسأل عن الأدوية التي استعملت له والعلاجات التي قدمت له . فأجابه مدير المستشفى الدكتور محمد ولد سيدي بأنهم أجروا له فحصا عن طريق معاينة “السائل النخاعي له ” وملاحظة ما إذا كان سيتغير بعد جذبه منه ، فلم يتغير السائل …ما يعني أنه غير مصاب بالتهاب السحايا الذي اشتبه الأطباء بإصابته به ، إلا أن ذلك لم يمنع الأطباء ــ يقول مدير المشفى ــ من استعمال بعض المضادات الحيوية المعهودة لالتهاب السحايا له إلا أنه لم يتفاعل مع العلاج وتوفي بعد أيام من المعالجة . عدم تفاعل المتوفى مع العلاج هو ما أثار حفيظة مدير المؤسسات الاستشفائية بالوزارة الدكتور با فخاطب المدير قائلا لم لا تنتبهوا أنه بعد يومين من المعالجة وعدم التفاعل مع الدواء يجب أن يستبدل له الدواء ..ويتغير أسلوب المعالجة ، ولم لم ترسلوا عينات من نخاعه لإجراء فحوصات على المستوى المركزي أكثر دقة ؟؟؟ تمَعَّر وجه مدير المستشفى وخاطب الدكتور با قائلا هذا ليس طب الأسنان ؟ في إشارة إلى تخصصه ، وهو تخصص لا يمر صاحبه بالطب العام وإنما يقفز مباشرة من الجامعة إلى التخصص عكس التخصصات الأخرى ، وهو ما يرى فيه الأطباء ملمزا بالنسبة لأخصائيي طب الأسنان … ارتفعت الأصوات بين المديرين وخرج الوزير من بينهم قائلا “ألا بينكم انتوم أهل الصحة ” …ثم تدارك بعد ذلك وتحدث مع مدير المستشفى على انفراد ثم التحق بهما الدكتور با في خطوة رأى الحاضرون أنها ربما تكون محاولة من الوزير لرأب الصدع بين المديرين المتلاومين . مواطنون يطالبون بكنس المشفى من الأطباء .. ارتفع سقف مطالب المواطنين خلال زيارة الوزير الأخير للمستشفى حيث يبدو أنهم لم ينتبهوا له إلا متأخرا لكونه ليس في زيه الرسمي وفي زيارة ليلية ، إلا أنهم حاولوا تدارك ما فاتهم في اللحظات الأخيرة وبعد أن امتطى الوزير سيارته حيث تجمعوا حوله وطالبوه بتحويل كل الأطباء من المستشفى وكنس طاولة الصحة بالولاية من القمة إلى القاعدة حتى يتسنى له الإصلاح . كما طالب آخرون الوزير بإرسال مكيفات للمشفى الذي وصفوا غرفه ب”الحمامات ” غير الصحية ، فرد الوزير بعد ما أصغى لحديثهم “سترسل لكم المكيفات عاجلا إن شاء الله “… الإحرام بالحج لا مكان له ولا زمان ذلك ما أكدته السيدة أم كلثوم با التي قابلت الوزير خلال الزيارة وقالت إنها خدمت في الصحة 35 سنة دون كلل أو ملل وإن أمنيتها الوحيدة أن تحج وتريد من الوزارة أن تحقق لها هذه الأمنية مكافأة لها …فتبسم الوزير ..وأمرها مستشاره الشيخ باي بالإحرام متعهدا لها بالاستفادة من الحج على حساب الوزارة في أقرب فرصة … فهل تتحقق الأماني ويفي الوزير ومستشاره بوعودهم ؟ مظاهر غير لائقة اختفت في ليلة الوزير من أكبر الملاحظات التي يخرج بها المرافق للوزير في زيارته البارحة لمشفى ألاق هي أنها أجبرت العاملين به على إخفاء بعض المظاهر غير اللائقة التي كانت الطابع المميز للمستشفى حتى لا تثير حفيظة الوزير ، من هذه المظاهر القمامات المتناثرة عند بوابة المستشفى ، والمرضى الذي يتجولون بالحقن في الساحات العامة هربا من حرارة غرف المشفى ، إلى جانب الأطفال الذين تعلق لهم الحقن في العراء والذين تعرضت “تقدمي” لوضعيتهم في تقرير سابق وتعيد نشر إحدى الصور التي التقطتها من المستشفى في ليلة لا وزير بها . الوزير : الفحوصات أثبتت أن الحمى ليست وبائية على هامش الزيارة وفي سؤال ل”تقدمي” عن المراحل التي وصلتها الوزارة في محاولتها تشخيص الحمى الأخيرة ومحاصرتها بعدما حصدت الكثير من الأرواح بالولاية قال الوزير ” إن كل الفحوصات التي أجريت على المستوى المركزي أثبتت أن الحمى غير وبائية ، بل إنها في كثير من الأحيان تكون أكثر من عادية ، مستشهدا بحالة جاءت لأبي تلميت مساء أمس وبعد إجراء الفحوص لصاحبها تبين أنه مصاب بحمى “المالاريا”. .وطالب الوزير الطاقم الصحي بالمشفى بإجراء كل الفحوصات قبل بدء عملية المعالجة ” ــ حسب تعبيره ــ