بفراقكم يامحفوظ ولد الجيد إنا لمحزونون
في عمق ذالك التاريخ كانت نطفة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تنتقل بين المهاجر و المنافي جيلا بعد جيل لتصل آل بوكس ولتتفتح وردتها في أهل الطالب و لد أحمد المامي ولد خون ولد اجيد ولد الطالب محمد ولد بوكس بمنطقة آوكار سميت محفوظ ولد الطالب ولد أحمد المامي ولد خون ولد اجيد.
الأم كانت أم كلثوم بنت الدح ولد صاليحي ولد الطالب أحمادو ولد بوكس العلوي. ولم تكد تلك الوردة تصل سن البلوغ حتى كانت مضربا في الذكاء و العقل وبعد النظر، فدرس مختلف العلوم الشرعية وعلوم اللغة على أجداده وأبناء عمومته فتخرج عالما متمكنا . في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي كان الشيخ محفوظ و لد الجيد على موعد مع رحلة عائدا من أرض الساحل فتوقف في مدينة أطار فأحبها وأحبته فكان قاضيها ومفتيها ومعلمها ومربيها فأستقر المقام هناك حتى قبل أربعةأيام من كتابة هذا المقال بإستثناء أسفار للحج والعمرة والمشاركة في مؤتمرات دينية وطنية ودولية ، ورحلات للإستشفاء في العاصمة أنواكشوط و الخارج. كان الفقيه والشيخ قواما صواما قليل الأكل قوي البنية طويل القامة مهيب الطلعة وكان مضربا للمثل في الورع و الزهد . كان حجة للحق وحلم المستضعفي والمظلوم والمكلوم ، وكان في أشواقه وأحواله رجلا أخرويا مسكونا بالمعاني الكبار فكان نهاره قضاء لحاجات قاصديه وخدمة للعبادة ، وإذاخلا لأشجانه ومناجاته بالليل بكى خوفا من رب العباد مماجعل له في قلوب ساكنة آدرار ، ومن عرفوه مهابة وتقديرا كبيرا . كان العلامة يتقن لغة الإشارة وفك طلاسم السلوك ،مابين سواد شعره وعينيه يشرق بياض جبينه الوضاء فجرا صادق القسمات كان العارف شخصية شمولية مجمعا لحقائق الروح اللطيفة والظريفة ولصرامة الفروسية . كان والدنا العلامة محفوظ ولد اجيد بحق البرق في زمن الظلمات . حتى جاء مساء يوم الثلثاء الموافق 28 من شهر مايو 2013 الذي أصبح يحسب من أيام كسوف الشمس في الربوع الإسلامية والجمهورية الإسلامية الموريتانية بشكل أخص . والله إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولانقول إلى مايرضي الرب إنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإنا لفراقكم لمحزونون بقلم الشيخ أحمدو ولد الطلبة