وزارة الصحة .. سببان وراء الفشل الرّاهن..!!ِ
هذه السطور جزء من رسالة كنت قد احضرتها معي زوال يوم الأحد الماضي في بداية الكارثة الصحية لأشرحها للسّيد الوزير و أسلمه نسخة منها إلا أن الوزير و للأسف اعتذر عن اللقاء بحجة أنه سيسافر , و الغريب أنه استقبل بعد ذلك عدة اشخاص لا علاقة لهم بقطاع الصحة و منهم من أتى قبلي و منهم من أتى بعدي.
و لذلك قررت أن انشر جزء من تلك الرسالة في الإعلام ليقرأها من يهمه الأمر لعلها تساعد في الإصلاح العام في الوزارة و تشخيص هذه الكارثة التي حصدت عشرات الأرواح و لازالت للأسف الشديد تحصد بدون رحمة , مع عجز مكشوف وواضح لوزارة الصحة حتى عن فهم المشكلة.و إليكم الأسباب الكامنة وراء عجز الوزارة عن فهم حقيقة الكوارث
السبب الأول و هو غياب قاعدةالشخص المناسب في المكان المناسبكما سوف أوضح الآن:
– وزير الصحة شهادة في الصحافة
– الأمين العام لوزارة الصحة شهادة في الأدب
– المدير المركزي للوقاية من الأمراض في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ممرض و ليس طبيب (لعلم التلفزة و الإذاعة الوطنيتين)
– المدير المركزي للطب الاستشفائي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية طبيب اسنان (بكلوريا + دراسة امراض الأسنان)
– قبل اسبوعان فقط تمت إقالة طبيبا حاملا شهادتا في تسيير المستشفيات ليعين محله آخر لا يحمل أي شهادة مديرا لمستشفى جهوي(و هذااستهزاء بأرواح الناس)…..إلخ.
السبب الثاني :و هذا السبب مرتبط أساسا بالسبب الأول حيث تم تهميش و إقصاء الأطباء المتخصصين في الصحة العمومية و الوبائية من الإدارات المركزية الحيوية المسؤولة المباشرة عن صحة المواطن (طب الاستشفاء و الوقاية من الامراض), ليحل محلهم اشخاص ليسوا بأطباء إطلاقا و هذه قمة أخرى من قمم الفساد المتراكم.
و لذلك اقترح على السيد وزير الصحة أن يستدعي الأطباء الأخصائيين في الصحة العمومية و الصحة الاستشفائية و كذلك الأطباء الأخصائيين في علم الأوبئةو ذلك لتدارس هذه الكارثة و الذهاب إلى الميدان وزيارة أسرة كل مرحوم على حدة , للتحقيق و التدقيق الوبائي مع المخالطين و المرافقين للمرضى و ذلك للخروج بنتيجة يعرف من خلالها السبب الحقيقي للكارثة ليتمكن الأطباء منتحديد العلاجوالوقاية مستقبلا,لأنني أشك بأن الحرارة هي السبب الوحيد وراء هذه الكارثة بل هي عامل مساعد فقط و ليست السبب الوحيد للوفاة.
و في الختام أقول بأني اعرف مسبقا أن هذه الرسالة لن تعجب البعض, إلا أن رضى الله سبحانه وتعالىو صحة المواطنين من وراء القصد “وكل الذي فوق الترابتراب” و من لا يعجبه هذا السرد للحقائق فليشرب ماء المحيط. كان الله في عون الجميع. قال تعالى(والعصر * إنالإنسان لفي خسر * الاالذين آمنواوعملواالصالحات * وتواصوابالحق وتواصوابالصبر ). صدق الله العظيم.
الدكتور : محمد ولد أممد