”أنت جاهل وغبي ومغتر”.. هكذا خاطب زعماء ”القاعدة” الأمير بلعور
عثر صحافي لوكالة الأنباء ”AP ” على رسالة من 10 صفحات منسوبة للقاعدة في بلاد المغرب العربي مؤرخة في 3 أكتوبر2012، تتعرّض فيها الجماعة لانتقادات واسعة لمختار بلمختار بسبب رفضه اتباع الأوامر، وفشله في إنجاز عمليات كبيرة. رسالة القاعدة التي عثرت عليها أسوسيايتد برس AP، داخل بناية كان يستغلّها مقاتلوها في مالي،
عبارة عن نافذة على أحد أبرز قادة القاعدة الطموح جدا، انسحب من قيادة المنظمة لأنه يريد أن يكون أقرب من القاعدة الأم.يقول رودولف عطا الله، القائد السابق في البنتاغون لمكافحة الإرهاب بإفريقيا، وأحد الخبراء الثلاثة الذين وثّقوا العشر صفحات التي تكوّن الرسالة المؤرخة في 3 أكتوبر، إن هذه الرسالة ساعدت على معرفة ما حدث في الجزائر والنيجر، حيث تبنى بلمختار الهجومين، فبلمختار، حسب هذا الأخير، أرسل رسالة مباشرة إلى الشمال لقادته السابقين في الجزائر، يقول لهم من خلالها: ”أنا جهادي، أستحق أن أنفصل عنكم”. كما أنه يرسل رسالة للقاعدة يقول فيها ”أنظروا إلى هؤلاء الأغبياء في الشمال لا يملكون الكفاءة، يمكنكم الحديث معي مباشرة”، والتي أراد من خلالها أن يبرز شخصيته من خلال هذين الهجومين، ومن ضمن ما جاء في الرسالة التي تم العثور عليها في تومبوكتو بين الآلاف من صفحات الوثائق المكتوبة بالعربية في بداية السنة، تثبت نهاية ولاء بلمختار للقاعدة في المغرب الإسلامي خلال السنة الماضية، وتروي قصة العلاقات الصعبة بينهما، حيث تحمل الرسالة الموقعة من قبل مجموعة من ٤١ شخصا يشكّلون مجلس الشورى، وصفا لعلاقة بلمختار بالقاعدة بـ”الجرح الدامي”، وتنتقد اقتراحه بمغادرة القاعدة وتكوين جماعته الخاصة، ومن بين هذه الانتقادات قولهم ”رسالتكم… حملت كمّا كبيرا من الغيبة والشتائم والاحتقار”، مضيفين ”امتنعنا عن الخوض في هذه المعركة في الماضي آملين في أن إمكانية الإصلاح… لكن الجرح استمر في النزيف، ونزف في الواقع على نحو متزايد، حتى وصلت رسالتك الأخيرة، وقضت على الأمل في إيقاف النزيف وشفاء ذلك الجرح”.وحسب ذات الرسالة، فإن الجماعة ذهبت إلى مقارنة جماعتهم بجبل شاهق قبل الأعاصير العاتية وموجات القصف، يقولون إن خطة بلمختار ”تهدّد كيان المنظمة وتمزيق أطرافها إربا إربا”، ثم يواصلون سلسلة انتقاداتهم وشكاويهم من مختار بلمختار في أكثر من 30 نقطة، حيث يقولون إن ”أبو العباس لا يريد اتباع أحد”، ثم يضيفون مستعملين لقبه الحربي، ”أبو العباس لا يريد سوى أن يكون مُتّبعا لا تُعصى أوامره”.ومن الناحية المادية فقد أشارت الجماعة في الرسائل إلى المبالغ المالية الكبيرة التي تم جمعها سنة 2008 بعد اختطاف الدبلوماسي الكندي روبيرت فولر ومرافقه من قبل رجال بلمختار، أين احتجزوهما لمدة ٤ أشهر، وفي كتاب نشره فولر، يقول فيه إنه لم يكن يعرف ما إذا تم دفع فدية.الرسالة ذاتها تقول إن الجماعة طلبت من القيادة المركزية للقاعدة الضغط على الولايات المتحدة التي تقوم بحرب في أفغانستان لكن بلمختار بادر بنفسه وطلب فدية بـ700 ألف أورو، نحو 900 ألف دولار، من أجل إطلاق الرهينتين.الشيء الذي جعل الجماعة تنتقده قائلة ”بدلا من الوقوف إلى جانبنا في التخطيط، تصرّف في القضية كما كان يحلو له”، مضيفين ”نتساءل كيف سلم الرهينتين مقابل مبلغ صغير”، كيف يمكن تسليم رهينتين بهذا الوزن مقابل دراهم معدودة 700 ألف أورو !!”، في إشارة إلى أن بلمختار تلقى أكثر من هذا المبلغ وحوّله لنفسه، وكشفت نفس الرسالة أن مختار بلمختار لم يحترم عملية صرف الأموال المتحصلة من جراء تسليم الرهائن، حيث إن المعمول به هو أن أموال الفدية لتحرير الرهائن الأوروبيين تذهب مباشرة لشراء الأسلحة لشن هجمات ضد الأهداف الغربية، لكن بلمختنار نقض هذا التشريع. ومن ضمن ما انتقد فيه أعضاء مجلس الشورى بلمختار هو عدم قدرته على التفاعل مع رفاقه، حيث يقولون إنه ذهب إلى ليبيا بلا إذن من مسؤوليه الذين أوكلوا ملف ليبيا لقائد منافس اسمه أبو زيد. كما أنهم أرسلوا وحدة إلى الصحراء، قضت 3 سنوات دون أن تستطيع اللقاء به حيث جاء فيها ”لماذا يجد كل الأمراء المتعاقبين على المنطقة في صراع معك؟، أنت شخصيا دون أحد؟، آ كلّهم مخطئين والأخ خالد محق؟!”. الرسالة تكشف أيضا الخلافات، ليس فقط بين بلمختار ومسؤوليه ولكن بين الجماعة والقيادة المركزية للقاعدة، مما أثار غضب القادة المحليين.
المصدر:(النهار الجديد)