موريتانيون يطلبون اللجوء باسبانيا بحجة غريبة
مدريد- “القدس العربي”:
الزمان أنفو _تقدم 13 من الموريتانيين وصلوا إلى جزر الكناري الإسبانية بطلب اللجوء السياسي بمبرر أنهم يعانون من العبودية في بلدهم موريتانيا، وهذه أول مرة يتم اللجوء إلى هذا المبرر للدفاع عن أحقية البقاء في هذا البلد الأوروبي وتفادي الترحيل.
وتبرز الصحافة الصادرة في جزر الكناري مثل “لاس بروفنسياس” و”إلديا” يوم الأحد أن الموريتانيين قد وصلوا إلى ميناء “لوس كريستيانوس” جنوب جزيرة تنيريفي ضمن أرخبيل الكناري يوم 8 أبريل/نيسان الجاري بعدما غادروا موريتانيا يوم فاتح أبريل. ونفوا في تصريحاتهم للقضاء وصولهم إلى جزر الكناري ضمن الهجرة السرية التي تشرف عليها مافيا منظمة، ونسبوا السبب الرئيسي إلى انتمائهم إلى إثنية الحراطين ومعاناتهم من العبودية والاسترقاق.
وشددوا في تصريحاتهم للقضاء على انتمائهم إلى قبيلة واحدة، وجاء قرار الهجرة لتفادي وضع الاسترقاق الذي يعانون منه. وقاموا بجمع مبلغ مالي بينهم واشتروا زورقا ومعدات الرحلة من شواطئ موريتانيا إلى جزر الكناري الإسبانية الواقعة قبالة الصحراء.
وتنقل الصحافة تصريحات ربان القارب المسمى محمد فال بقوله “نحن موريتانيون سود ما زلنا نعاني من العبودية التي يمارسها علينا الموريتانيون البيض”، مشيرا إلى الهروب من هذه الوضعية المقيتة للبحث عن أجواء الحرية والعمل والدراسة في إسبانيا، وهي “الأشياء التي يمنعونها عنا الموريتانيون البيض”، حسب تصريحات فال. ورغم هذه التصريحات، فقد أمرت النيابة العامة باعتقال بعضهم وخاصة محمد فال بالتشكيك في زعامته الهجرة السرية. وفي الوقت ذاته، قرر القاضي تمكينهم من تقديم اللجوء السياسي وعدم إرسال الباقي إلى مراكز احتجاز المهاجرين السريين في أفق ترحيلهم.
وهذه أول مرة تتقدم مجموعة من الموريتانيين بتبرير يتعلق بالعبودية والاسترقاق، ومن شأن معالجة هذا الملف إلقاء الضوء على وضعية الحراطين في موريتانيا، وهي فئة تنحدر من مواطني جنوب الصحراء الذين كانوا يعيشون عبيدا في الماضي. وتعد موريتانيا آخر دولة في العالم ألغت رسميا العبودية، وتتحدث جمعيات حقوقية دولية بين الحين والآخر عن استمرار تصرفات وممارسات أقرب إلى العبودية في هذا البلد المغاربي. وتنفي الحكومة الموريتانية صحة هذه التقارير.
وأصبحت موريتانيا مصدرا للهجرة السرية نحو جزر الكناري، ويتعلق الأمر بموريتانيين كما يتعلق الأمر بمواطني دول إفريقيا الغربية. ووقعت إسبانيا مع موريتانيا اتفاقيات ترحيل المهاجرين السريين الذين يصلون إلى جزر الكناري. ويجري بين الحين والآخر تطبيق الاتفاقية، ولكنها تشهد مشاكل خاصة خلال السنة الأخيرة بسبب الوضع المترتب عن جائحة كورونا.