النظام يفتح الباب أمام الفوضى
نهب مقر ولاية تيرس زمور وتم تخريب أدوات الإذاعة الجهوية بالولاية، تم ذلك بأيدي شركات العمالة من الباطن: حصيلة نصف يوم من التمرد فى المدينة المعدنية.
لم نعتد أن تشهد المدن ذات الكثافة العمالية مثل هذه المظاهرات العنيفة المخيفة. تبعث فينا كثيرا من الخوف. وخصوصا فى هذا الزمن الذي أصبح الناس يلجئون إلى ما يسمى ‘الحرية الهمجية للاحتجاج’. أمام الرئاسة وأمام الوزارة الأولى وغيرها من المنشآت العمومية هناك أشخاص يرفعون مطالب أحيانا شخصية أو من أجل التدخل فى ملفات تتهم الإدارة بسوء إدارتها أو أنها خانت مبادئ التصحيح. والرئيس يعتبر أن في الأمر أحد المكتسبات الديمقراطية للنظام الحالي.
لكن المعارض أو المواطن العادي حتى ينتقد مثل هذه الفوضى التى تعنى عدم كفاءة أو عدم مسئولية من يديرون الشأن العام فى البلد، حيث أنهم يزرعون الفوضى فى البلد. السلطة تبرر وجود مثل هذه الفوضى بالخوف من إثارة السخط فى صفوف المواطنين. وبالتالى فإن المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم حتى أصبحت قريبة من الانفجار.
وهذا ما حدث فى ازويرات ويخشى أن يحدث فى كافة مدن البلد. ومشكلة الجورنالية هي مشكلة حقيقية ومظهر من مظاهر الظلم الصارخ. فكيف يمكن أن نقبل بأن آلافا من الموريتانيين يعملون فى ظروف غير إنسانية؟ لماذا لا تكتتبهم اسنيم بدل الإنفاق على المؤسسة الخيرية التى تعمل فى مجالات بعيدة عن مجال نشاطها؟ ولماذا تريد السلطة أن تقنعنا أن المشكلة يمكن حلها بسهولة؟ ومع ذلك تبقى الكثير من الأسئلة بدون أجوبة.
ومهما كانت نتيجة مفاوضات السلطة وعمالة ازويرات، فإننا لا يمكن أن نتخيل أن حلا لا يأخذ بعين الاعتبار أوجاع العمال لا يمكن أن يخرجنا من الوضع الحالي. وبدلا من الاستثمار فى الطيران والتأمين؛ لماذا لا تقضى اسنيم لعمال يسهمون بشكل كبير فى تقدمها حقوقهم.
Biladi N° 707
ترجمة: الصحراء