برنامج إذاعي يتناول ظاهرة المعاشرة بدون زواج

خلص برنامج إذاعي مغربي عن انتشار لظاهرة المعاشرة بدون عقد زواج في المغرب إلى أن العلاقة بين شخصين بدون عقد زواج هي أمر اختياري بين شخصين ناضجين يتحملان مسؤولية اختيارهما، ورفض ربطها بالدعارة التي وصفها بعملية المتعة مقابل أجر، أي أنها علاقة تجارية، محرمة شرعا، تلزم عقوبة الزنا كسابقتها تمام أي علاقة المعاشرة بدون عقد زواج،  كما استهجن

التقرير العنف الفكري الذي يمارسه البعض كلما تعلق الأمر بالحريات الفردية والحريات الجنسية، وتعتبر المغرب الجارة من أكثر الدول التي يرتادها الطلاب الموريتانيون بأعداد كبيرة، وقد روى بعض الطلاب في مجالسهم الخاصة عن حالات عديدة لشباب طلاب يصطحبون فتيات مغربيات لغرف نومهم للمعاشرة الجنسية، وكثيرا ما تكتفي الفتاة فقط بتوفير مكان للنوم، الأمر الذي أفسد دراسة وحياة العديد من الطلاب الموريتانيين، خاصة ان المغرب من البلدان التي تنتشر فيها السياحة الجنسية رغم تحريمها علنا.   في برنامج إذاعي خاص بالمغرب، تم ربط الموضوع بالدعارة. إنه خلط خطير. أولا، لنتفق على المفاهيم. الدعارة هي عملية تجارية يمارس من خلالها شخص الجنس بمقابل مادي. أين هي أوجه التشابه بين علاقة يختار من خلالها الطرفان الارتباط بدون عقد زواج، وبين علاقة جنسية تجارية؟ هل يعني هذا أننا نختزل العلاقة بين الرجل والمرأة في الجنس؟

ثانيا، لست أفهم لماذا، كلما تعلق الأمر بالحريات الفردية والحريات الجنسية، يتم بسرعة ممارسة عنف فكري وربط الموضوع بالدعارة والاعتداءات الجنسية على الأطفال. هناك أشكال كثيرة من العلاقات تبقى غير مقبولة، مهما كانت توجهاتنا الإيديولوجية، كالاستغلال الجنسي للأفراد، الاعتداءات الجنسية على الأطفال، الاغتصاب… في بلدان بؤسنا العربي، نربط دائما الحريات الفردية والعلمانية بالبورنوغرافية والدعارة والمثلية.  بشكل عام، الكثيرون في مجتمعاتنا يرفضون هذه العلاقة بدون عقد زواج. طيب، هل سنرفض إذن بنفس الشكل زواج الإسلاميين الذين يكتفون بقراءة الفاتحة ليعيشوا معا تحت سقف واحد، في الحلال، لكن خارج القانون؟ في فرنسا مثلا، الكثير من المغاربيين يتزوجون بالفاتحة في المسجد وبدون عقد زواج لأسباب أغلبها اقتصادية، وأحيانا أيضا لتكون له زوجة ثانية حلال شرعا لكن ممنوعة قانونيا. هؤلاء كلهم إذن فاسدون؟ نساؤهم عاهرات؟ هذه المفارقة تفضح تناقضنا: في الحقيقة، نحن نرفض العلاقة بدون عقد حين يكون ذلك في إطار ممارسة حرية فردية حداثية. لا ضير منه إن كان عبر زواج بالفاتحة لأسباب اقتصادية أو دينية أو حتى لمماطلة القانون. هنا مربط الفرس.

 العلاقة بين شخصين بدون عقد زواج هي أمر اختياري بين شخصين ناضجين يتحملان مسؤولية اختيارهما. إنها ليست نموذج العلاقة الأكثرُ نجاحا في الكون، لكن الزواج أيضا ليس النموذج الأمثل. في الزواج القانوني، كما في العلاقة بدون عقد، هناك سلبيات وإيجابيات. فيهما معا قد يكون الغدر والاستهتار والكذب… فمنذ متى كان العقد القانوني هو الضامن لصفاء العلاقة الإنسانية ولصدق المشاعر؟

تقدم+ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى