طبيب نفسي: الرجل الذي يتزوج مرة ثانية غير سوي نفسيًا
أكدّ الطبيب النفسي توفيق سلمان، أنه “لم يصادف أي حالة تتعلق بأسرة تزوج الأب فيها مرة ثانية بوجود الزوجة الأولى، وكان فيها نموذج ناجح أو تخلو من مشاكل”، لافتًا إلى أن الزوج من هؤلاء “غير سوي نفسيًا دون أن يعني ذلك أنه مريض نفسيًا”.
وقال إن من ملامح شخصية الرجل الذي يمكنه الزواج أكثر من مرة (بوجود الأولى)، امتلاكه “شعورًا بالسلطة المطلقة كرجل وعدم الاعتراف بالأنثى وحقوقها”.
وأكد سلمان خلال برنامج “شعاع الأمل” في حلقة خاصة بتعدد الزوجات، “وطن”: الزواج الثاني يسبب الصدمة النفسية بكل ما تعنيه الكلمة للزوجة والأبناء، ولها أثر غير قابل للنسيان بالمستقبل، حتى لو تم التراجع عنه، إضافة إلى التفكك وضياع المودة، وفقدان الثقة بين الأبناء نحو والدهم، الذي اعتبروه دائمًا الحاضن ومظلة الأمان إلى جانب والدتهم، عوضًا عن فقدانهم رمز الرجولة والعطاء والأمان.
وتابع: وتظهر اضطرابات نفسية لدى الأطفال، حيث تتباين حسب الفئة العمرية، وأكثر من يتأثر هم الأطفال في الفئة العمرية (9- 12 أو 13) عامًا، إذ تؤثر في بناء الشخصية، ما يؤدي غالبًا إلى انحراف الأطفال في سن المراهقة أو ممارسة عادات سيئة كالتدخين أو مرافقة أصدقاء السوء.
من جانبها، قالت منسقة برنامج تمكين المرأة النفسي والاجتماعي في المركز الفلسطيني للإرشاد، زهيرة فارس: المفاجئ هذه الأيام أن حالات تعدد الزواج تأتي من شباب، وليس من رجال في الخمسين وما فوق من العمر.
وعن أسباب هذه الزيجات، أو مبرراتها من قبل الزوج والمجتمع، قالت فارس خلال البرنامج الذي يبثه تلفزيون “وطن” وتقدمه الإعلامية سائدة حمد، بالتعاون مع مبادرة الشرق الأوسط (ميبي): يقول الزوج أنا غير مرتاح في حياتي، وكأن الحل بالزواج من أخرى! بدل معالجة المشاكل لا الهروب منها، إضافة إلى التبريرات الدينية، رغم أن قضية التعدد غير واضحة تمامًا أهي محللة بالمطلق أم مقيدة بجوانب عديدة، ويكثر فيها التفسير والاجتهاد، كما يدّعي البعض أن التعدد حل لمشكلة زيادة عدد الفتيات المتأخرات عن الزواج، وهذا ليس حلًا طبعًا.
وتخلل “شعاع الأمل”، مقابلة مع امرأة عانت بسبب زواج زوجها بأخرى، وتركها دون إعالة، وكانت عانت قبل ذلك من زواج والدها، ما اضطرها للزواج مبكرًا (15 عامًا) للتخلص من ظلم زوجة الأب، عوضًا عن أن ابنتها هي الأخرى واجهت ذات الشيء، حيث تركها زوجها ليسافر إلى دولة شقيقة بعدما تتعرّف بامرأة عبر شبكة الإنترنت، من ثم تزوج بها. وأوضحت المواطنة، التي تم إخفاء اسمها وملامحها عبر الشاشة، الظروف التي واجهتها بعد ذاك الزواج، حيث ترك ابنها التعليم، ولا يعمل الآن، وأن أحد أبنائها قام بضربها جراء توبيخه على بعض تصرفاته.
وختمت القول: بدي اطلع عالدار وانحر حالي عالحياة اللي انا فيها.. بس بقولوا الناس حرام!
في تعقيبه، قال سلمان: تبدو نتائج ذلك الزواج واضحة في حكاية هذه المرأة، حيث التفكك وفقدان الأمل والإحباط، واضطراب السلوك لدى الأبناء، الذين يعتدون عليها، حيث مورس عليهم العنف من قبل والدهم الذي تركهم في المدرسة والجامعة بالتالي يمارسون العنف على والدتهم.
وأشار إلى بعض الدراسات التي تفيد أن الأطفال يفقدون 20% من قدراتهم الذهنية إذا تزوج والدهم بأخرى، أو بمجرد طرح الفكرة أمامهم أو سماعها على سبيل المزاح.
وحول مشاعر النساء في مواجهة زواج أزواجهن، قالت فارس: مهما كانت الاختلافات بين النساء، من تعليم أو وظيفة أو أي شيء، سيشعرن بنفس الشيء في اللحظة التي يعلمن بوجود الزوجة الثانية، لكن الفرق يكمن في طريقة التعامل مع الموضوع، وأول ما يصيب المرأة شعور بالخجل والخوف من نظرة المجتمع الذي لا يرحم أمام هذا الحدث.
بينما قال سلمان إن: المرأة تشعر بالنقص في تلك اللحظة لأنها تشعر بأنها مرفوضة أو غير مقبولة من زوجها، وكأنها سلعة يشتريها ويبيعها وقتما يشاء.
دنيا الوطن – رحمة حجة