حوض آركين: الجريمة الانسانية المنسية
الشيخ ولد معي يكتب:
الزمان أنفو _
من حقنا أن نتأسف ونتسآل عن الأسباب الحقيقية التي آلت إلى نفوق مئات الأسماك في حوض آركين ، لكن وبالمقابل كان علينا قبل ذلك وقبل احتضاننا للطيور المهاجرة من أوروبا والسهر على سلامتها في نفس المنطقة المُسَمَّدةبالاحداث التاريخية أن نتسآل عن سبب قتل المئات و سبي الألاف من الرجال والنساء وتهجيرهم القسري إلى البرتغال ،ليتم بعد ذلك بيعهم في أسواق النخاسة في البرتغال و جلب بعضهم إلى أمريكا ليباع هناك…!!
الأوروبيون يطاردون طيورهم المهاجرة في الظاهر لكنهم مع ذلك يستمتعون في سياحتهم لهذا المكان(حوض آركين ) استمتاعا مضاعفا فذاكرتهم التاريخية حية وعلى ذلك تشهد مقولة الجنرال فور غورو “ها نحن عدنا يا صلاح الدين”..والتي قالها في دمشق …!!!
لا تنسوا أن مدينة موريتانية تحمل مع الأسف إسم هذا الجنرال الغازي الصليبي…وأنه جاء لهذه الأرض مستعمرا وأن واقعة الزلاقة انطلق أبطالها من جزيرة لا تبعد كثيرا عن حوض آركين…
هناك جمل اعتراضية كثيرة من الأحداث المؤسسة في أرض المرابطين ونَفَس ملتهب من التاريخ تستوقفني وتستبكيني عند الحديث عن هذه الجريمة التاريخية المنسية، ومع ذلك فإنني أرى أنه من باب الوعي بتاريخ هذه الأرض كان علينا على الاقل أن نعرف أن لنا دين ثقيل ومسؤولية تاريخية في عنق البرتغاليين …
هناك مجتمعات صنهاجية أصيلة كانت تمتد على هذا الشاطئ وتم غزوها وقتلها ونفيها وأكثر من ذلك تم التعتيم على مصير أهلها من السبايا حتى اليوم ..
يعرف أحد الباحثين هذه الحرب بالقول :
“إنها حرب بين الوافدين الجدد مع ساكنة صحراء الملثمين حتى تطورت إلى حرب صليبية مرخصة من قبل البابا يوجنيوس الرابع عبر قرار بابوي صدر في مدينة فلورنسا بإيطاليا بتاريخ 19 ديسمبر 1442م” …
الجزائريون الأحرار ما زالوا حتى اليوم يطالبون الفرنسيين بالتعويض عن خسائر التجارب النووية في الجزائر، والغريب أن ساستنا يزورون جزيرة “غورو” في السنغال ويتعاطفون مع كل مظلوم في العالم ويجمعون له التبرعات ، في نفس الوقت الذي لم نسمع فيه حديثا ولو خافتا عن مصير الألاف من ساكنة هذه الأرض تم قتلهم وتم تهجيرهم القسري وتم بيعهم…!!!
اعتقد أن السؤال المحير بل السؤال اللغز
ماسر هذا التعتيم على هذا الهولوكوست الواقعي؟
ألسنا امام خيوط مؤامرة لا نعرف أسبابها الحقيقية؟ فمنذ دولة الاستقلال لم نسمع شيئا رسميا ولاشعبيا ولاشيئا مكتوبا من التاريخ عن مصير الألاف من أبناء جلدتنا؟
لماذا ومن باب أضعف الإيمان لا نطالب البرتغاليين بالكشف التاريخي عن هذا السر المكتوم ؟
عجبا لمن يسأل عن الأسباب الحقيقية لنفوق السمك في حوض أركين ولا يسأل عن أسباب نفوق البشر في نفس المكان …
وعجبا لمن يُنشأ مؤسسة للحفاظ على الطيور المهاجرة من أوروبا ولا يسأل عن البشر المُهَجَّر قسرا إلى أوروبا…!!!