من هو عزيز، أعزكم الله ؟/ سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _’
ثمة صراخ ساذج، يتصاعد مع الوقت ، أصبح من واجبنا أن نرد عليه حتى يفهم أصحابه أنهم آخر من يحق لهم أن يتكلموا و أنهم يتجنون على أنفسهم تماما كما يتجنى عزيز على نفسه بحديثه عن الديمقراطية و العدالة و محاربة الفساد و جبل مسروقاته العابرة للقارات ، غامضة المصدر ، مجهولة المكان :
تذكروا أن من تتكلمون عنه هو عزيز الانقلابي، الخارج على الشرعية بلا قضية ،
– عزيز المزور للانتخابات،
– عزيز الذي حل مجلس الشيوخ بعد رفض الأخير حذف المواد المانعة لترشحه لمأمورية ثالثة ،
– عزيز الذي سَجن و عذب من دون محاكمات ،
– عزيز الذي اختطف أجانب و عذبهم خارج القانون في قضايا شخصية و أجبرهم على الدفع له خارج القانون ،
– عزيز الذي باع السنوسي في جريمة دولية ، لن تمر من دون محاسبة،
– عزيز الذي ملأ سجن بير أم أگرين في تصفية واضحة لكل من لم يسايروه في نهجه التدميري، أو كانوا ضحايا لدعايته الكاذبة،
– عزيز الذي نهب سونمكس و إينير و أمر بإصدار شهادة وفاة لكل منهما لطمس آثار جريمته،
– عزيز بطل فضيحة آكرا_گيت ،
– عزيز الذي اتهمه النائب الفرنسي مامير برعاية المخدرات في المنطقة ،
– عزيز الصديق الوفي لقائد القوات البحرية الغينية السابق ، ل”احميدَ ولد بشرايَ” ، ل” الروجي” ، ل”إيريك والتير” و اللائحة تطول،
– عزيز بطل فضيحة “أطويله” و فضيحة كذبتها الأغبى،
– عزيز الذي عاش الشعب الموريتاني أكثر من عقد من الزمن يصحو كل يوم على فضيحة له أحط من كل سابقاتها…
ليس لولد عبد العزيز دين و لا فضل على غزواني و لا على غيره لأن ليس لولد عبد العزيز فضل أصلا ليكون له على أي أحد..
ولد عبد العزيز لم يرشح غزواني إلا حين فرضه أمر واقع لم يدرك عزيز حتى الحين خفايا كنهه، وحين التحق بحملته “مرغم أخاك لا بطل”، كان عبئا ثقيلا عليها حين تقاسم جل مخصصاتها التي لم يساهم فيها ، مع ابنته اسماء و أراد إفشالها بكل الطرق في نهاية الحملة..
عزيز ليس إنسانا سويا . و قد أدرك الشعب الموريتاني كله اليوم أنه كان يُقاد (أو يُدمَّر ُ على الأصح) ، من طرف شخص مختل تتجاذبه نزعات مريضة ، قادر على ارتكاب أي فعل مشين من دون أي وخز من ضمير أو مسؤولية..
و ليس لولد عبد العزيز فضل على أي أحد في هذا البلد. حتى من خصهم ببعض “استثناءاته” هم من يشقون اليوم بسبب علاقتهم به..
لم يكن ولد عبد العزيز في يوم من الأيام وفيا لأي شيء في الوجود غير غرائزه..
لم يُحسن أحد يوما إلى ولد عبد العزيز (و اسألوا أقرب الناس إليه) ، إلا و رد عليه بالإساءة و التنكر حد الانتقام ..
ولد عبد العزيز إنسان مريض تتعاوره العقد و التخلف و اللؤم و الجهل. و حين وجد نفسه على رأس السلطة (من دون أن يصدق) ، تحول إلى وحش كاسر فعاث فسادا في الأرض، معتقدا بكل غباء أن كل شيء ممكن في هذا البلد الغبي.
على من يتهمون ولد الغزواني اليوم بتصفية الحسابات مع ولد عبد العزيز و ب”التنكر لولي نعمته” ، أن يتذكروا أن لا نعمة و لا منة لولد عبد العزيز على أحد في هذا البلد و أن العكس (في حالة ولد الغزواني) هو الصحيح ؛ فقد حماه طيلة فترة اغتصابه للدولة. و هذا ما يبرره اليوم غزواني و نخبة كبار الضباط التي رافقت المرحلة ، بالحفاظ على السلم المدني و تجنيب البلاد لهزات كان المجرم عزيز يزرع ألغامها خفية و كانوا يتابعونها عن كثب و كانوا مستعدين لمواجهتها في أي لحظة . و هذا ما لا يعرفه و لا يدركه الكثيرون..
لم يرض ولد الغزواني و لا غيره من كبار و لا صغار ضباط الجيش يوما، عن ما كان يقوم به ولد عبد العزيز ، لا على المستوى السياسي و لا على المستوى العسكري و لا على المستوى الأمني و لا على المستوى الأخلاقي أو اللا أخلاقي على الأصح ، لكنهم كانوا يقرؤون قضية الحفاظ على استتباب الأمن و استقرار الحياة و استمرار الدولة من زاوية مغايرة لرؤيتنا و على خلفية معطيات غائبة عن إدراكنا..
و على هؤلاء الجهلة أن يفهموا أن محاكمة ولد عبد العزيز مطلب شعبي و سياسي و أمني و أخلاقي ما كان ولد الغزواني و لا غيره يستطيع أن يستمر في الحكم من دون الاستجابة له . و حين تتأملون بتعقل (إن كان فيكم عاقل)، تهجمكم على غزواني بسبب عدم حمايته للمجرم عزيز و تتأملون اتهامات غيركم له بالتراخي و التسامح الزائد في ملفه ، لا بد أن تفهموا مدى قصوركم و تفاهة مزاعمكم و حتمية خيبة مساعيكم ..
أنتم مخطئون و سذج، إذا كنتم تعتقدون أن غزواني أو غيره يمكن أن يحمي مجرما نهب كل ثروة بلدنا و احتقر شعبنا و دمر قيمنا و كل ما شيدته نخبنا منذ الاستقلال من تراكمات إدارية و تنظيمية و قانونية و أخلاقية ، مهما كانت ناقصة و متجاوزة ..
لقد كان عزيزكم كارثة على هذا البلد على جميع الأصعدة. و كل أحرار البلد يؤجلون اليوم كل مشاريعهم للتفرغ لمعركة محاسبة هذا المجرم . و أغبى ما يردده هذا الأرعن اليوم هو تكراره بأنه يتعرض لعملية “تصفية حسابات” : نعم يا غبي، سنصفي معك الحساب حتى آخر فلس تخفيه في حشو أضراسك ..
لقد اكتشفنا كل حيلك و كل مماطلاتك و كل مراوغاتك و عدم ترفعك عن أي حقير أو تجاوزك لأي تافه ..
اليوم يكتشف الجميع _ كما كنّا نحذرهم منذ قدومك _ أن وراء كل ما تفعله جريمة :
تبديل العملة، تبديل العلم ، حل مجلس الشيوخ، إفلاس سونمك، إفلاس إينير، تنظيم القمة العربية (بعد رفض المغرب تنظيمها لأنها قمة بلا أجندة) ، دخول حرب أزواد الذي أرادت فرنسا أن تظهر من خلاله أنها ليست عملية إبادة لشعب عربي من قبل دول زنجية ، تضن عليه بفتح مدرسة ابتدائية أو مركز صحي من خيرات أرضه التي يتصارع العالم للاستحواذ عليها ..
ولد عبد العزيز قزم يتنفس الإجرام ، كان عقوبة من الله لشعبنا بسبب عقوقه لوطنه و تهافته على المادة و تخليه عن أمانته التاريخية . لكن ولد عبد العزيز كان أيضا ضربة على رؤوسنا أيقظت برق الحقيقة في أعيننا ..
و صحيح مع الأسف، أنه لا توجد عقوبة على الأرض توازي بشاعة جرائم هذا اللص الحاقد في حق شعبنا، لكن يكفينا أن نسجل موقفا أمام التاريخ بأن جرائمه في حق شعبنا لن تمر من دون عقوبة.