سعيد ولد حبيب يكتب في تأبين محمد سعيد المحجوب
الزمان أنفو _ وداعا ولد المحجوب.. الغريب ..القريب من الروح .ورضي الله عن الشيخاني القطب الذي آوت اليه النفوس من كل حدب وصوب
شكل الشيخاني ولد الطلبه رضي الله عنه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ظاهرة فريدة في زمانه فقد هوت اليه افئدة من مختلف البقاع والبلدان ضمن هجرات متلاحقة بحثا عن ذلك الرجل الذي سرت الركبان باخباره واحواله
كان محمد سعيد ولد المحجوب واحدا من رجال الصحراء الذين هاموا على وجوههم سعيا للوصول الى الشيخاني
ترك كل شيء خلف ظهره شمالا وطفق جنوبا ..انا الشيخاني
لقد جمع الشيخ الشيخاني نجل الشيخ محمد الحافظ علوم الشريعة والحقيقة ومزج بين مدرستين في التصوف خرجا من نفس المشكاة احداهما في الشمال والاخرى في الجنوب
وكان الجنوب بالنسبة للشيخاني مصدر الهام ومنغرس اشجان وبداية فيض لا يعرف الخمول ولا الطمور شلالا يتدفق ومعينا يتجدد من الفيض الرباني الذي سقى ارضا يبابا
من جملة تلك المجالس وفي فترة من الفترات كان ولد المحجوب شابا يافعا مفتول العضلات قوي الشكيمة وكانت روحه تواقة الى الشيخاني ذلك المدد الذي تحدثت عنه الركبان ووجد فيه كثيرون سكنا للروح وسقاية للانفس يشربون منه حتى الثمالة
بعد وفاة الشيخاني رضي الله عنه منتصف الثمانينيات قرر ولد المحجوب البقاء بجوار ضريح شيخه مؤذنا للصلوات وحين يتعطل المؤذن يخرج بأعلى صوته مبلغا المصلين دون حاجة لمكبر ..
لن ننسى ذلل الصوت الوديع وتلك الحبال الصوتية التى تعقب كل فجر تجمع للضعاف والمحتاجين الصدقات ليخرج هو بنفسه موزعا إياها على المحتاجين
ولن ننسى ذلك الانشاد المتواصل لقصائد شيخه وشيخ شيخه الشيخ ابراهيم نياس في مدح خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم ذاك الذي من اجل محبته التقى الجميع مشايخ ومريدين
لن ننسى ونحن صغار كيس ولد المحجوب المملوء حلوى وبسكويت وماشاء الله من الهدايا في كل يوم
وحين تعرض لانزلاق وكسر في الساق لم يبرح جوارقبر شيخه وظل يتنقل على عكازه يمارس هوايته المفضلة في ادخال السعادة على القلوب الى ان تحكم فيه الضعف ولم يعد يقوى على شيء نقل الى نواكشوط للعلاج وبقي فيها الى ان وافاه الاجل المحتوم تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جنانه
أصالة عن نفسي ونيابة عن كل من يقبل نيابتي عنه اقدم احر التعازي للاخت عيشة بنت المحجوب ولكل آل الشبخاني وخلفائه ومقدميه واحباب الشيخ جميعا وإنا لله وإنا اليه راجعون..