هل كشفت مقابلة لوبينيون أسباب زيارة قائد قوات برخان لنواكشوط ؟ / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
أسئلة كثيرة و كبيرة و معقدة و متداخلة و مخيفة في شتى أوجهها و كل احتمالاتها ، تعصف اليوم بالمنطقة ، بعد انفراط العقد بين فرنسا و مالي و بحث الأخيرة عن بدائل لتولي الجيش المالي مهمة حماية بلاده بشكل “مستقل” ، كما أعلن ممثلها في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام و هو ما فسرته فرنسا (باستنكار مُشَوِّه) باعتماد مالي على قوات فاغنير التي تعتبرها باريس مرتزقة روسية و هي الجناح المسلح للمخابرات الخارجية الروسية (K.G.B).
فما هي كانت مهمة قائد قوات بارخان الجديد ، الجنرال لوران ميشون التي قادته على جناح السرعة إلى نواكشوط (27 سبتمبر 2021)، وسط غليان هذه الأحداث الساخنة التي كان أقلها أهمية وصول 4 مروحيات قتالية روسية إلى باماكو و تعزيز زيارة قائد قوات برخان بمقابلة مع صحيفة “لوبينيون” التي ما زالت تتلمس مواطئ أقدامها على الساحة (تأسست 2013) مع الرئيس غزواني الذي وصفته الصحيفة بالمقرب من المخابرات العسكرية الخارجية الفرنسية وقادة الأركان الخاصة لأمن الرؤساء الفرنسيين و المشهور بصفة خاصة (تضيف الصحيفة) بقربه من وزير أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لدريان .
حملت (المقابلة) الكثير من الرسائل المشفرة لمن يقرأ ما خلف السطور.
و الأخطر (في ما يخصنا)أن يأتي هذا التقارب الفرنسي الموريتاني (غير مفهوم الحدود بعد) في وقت وصلت فيه العلاقات الفرنسية الجزائرية حد استدعاء السفراء بعد طوفان الإساءات الذي وجهه الرئيس الفرنسي إلى الجزائر مؤخرا ..
من الواضح أن ما تطلبه فرنسا من موريتانيا اليوم لا بد أن يكون على حساب علاقاتنا مع الجزائر و مالي و هذا ما يمكن أن نسميه الحدود القصوى للخطر ..
السياسة الفرنسية في المنطقة تتخبط اليوم في دماء فشلها . و توجه باريس اليوم إلى موريتانيا الخارجة من جل المنظمات الغرب إفريقية ، لا بد أن يحمل حتى لا أقول يؤسس، على الإغراءات المفتوحة و الوعود المسيلة للعاب و هي عادة إغراءات و وعود بلا ضمانات و لا سقف زمني لأنها طُرُقٌ “تحت التجربة” لتليين مواقف الآخرين .. و هي _ إذا قبلتها موريتانيا _ مواجهة سياسية بالوكالة مع الأشقاء و الجيران ، لا يمكن أن تكون في صالح بلدنا إلا إذا كانت مشروطة بتخلي فرنسا عن دعم المغرب و السنغال في كل ما يخص موريتانيا (تزويدنا بالملفات السرية عن مؤامرة 89) و طرد (فورا و علنا) كل المنظمات الزنجية المعادية لموريتانيا و تجريمها و العمل الفوري على تنفيذ اتفاقية 1907 بخصوص أزواد (في حق تقرير مصيره).
ما تستطيع أن تقدمه موريتانيا اليوم لفرنسا لا يمكن لأي بلد آخر في المنطقة أن يقدمه لها و علينا _ حين تمر علينا مثل هذه الفرص النادرة _ أن نعرف كيف نستفيد منها مع حفظ أوراقنا و أسرارنا و ترك مسافة شاغرة دائما للتراجع و النفي النكران كما يفعل الجميع . و علينا هنا أن نتذكر أن كل البلدان المجاورة ظلت تسوي مشاكلها على حسابنا من دون أي قدر من إحراج ..