ورحلت يا ماديكي
كتب حبيب الله في تأبين زميله الراحل
الزمان أنفو _
تشيعك دموع زملاء فقراء كانوا وحتى آخر رمق يجمعون لك من رواتبهم الزهيدة مبلغا يساعد اهلك فى تحمل اعباء مرضك
زملاء من العائلة الفضفاضة للطب والصحة وقفوا معك كانوا إلى جانبك حتى اللحظة الأخيرة
معذرة ماديكى ولكن لماذا اخترت التمريض والتخدير ولوكنت رجل اعمال اوجنرالا اووزيرا اوبرلمانيا اووجيها سياسيا يعمل لتيارداخلي اوخارجي لحملتك طائرة طبية مجهزة إلى ارقى مستشفيات فرنسا اوتركيا اوالمغرب
اسفى عليك
قضيت عمرك محاربا صبورا تهزم الالم بابتسامة الأمل ثم اسلموك فى النهاية لسرير بائس وكذبوا علينا عندما اخبرونا بانهم يدرسون نقلك استعجاليا للعلاج خارج البلاد
انطفات كما شمعة فى بيت فقير تنير حياته وهي تاكل( سلكها) و(شحمها) ببطئ
ذبلت كوردة فواحة بالشذى جف عنها المنبع وضربتها عوادى الزمن
لم تمت ياماديكى قلبا وروحا وبصمة ضمير وإن غاب جسدك
انت باق فى بسمة كل طفل وقفت عندراس امه تحارب تاج( القيصر) لتخرج من تحته طفلا وديعا بريئا لوملك من الأمر شيئا لمنحك صرخة حياته وانت تصارع الموت
انت باق بقاء يدك البيضاء كقلبك الحليبي وسترتك التى يجللها اخضرار النماء وبياض الثلج
انت باق ذكرى لاتغيب لدى كل الفقراء الذين كنت تشرع فى علاجهم وقلبك الرحيم يسبق الفواتير الجشعة
انت باق بقاء يدك البيضاء التى ستبقى مدى الزمن بصمة عطف لاتنمحى
نم أيها الفارس الشجاع بهدوء ولن تنام اعين الذين اسلموك وخذلوك وتركوك على قارعة الموت
سيبكيك وطن كنته قناعة وعزما وإنسانية ورسمته حبا وحنانا وتضحية وطن اشاح عنك بوجهه عندما ضعفت وانت الذى اذبت زهرة شبابك فى خدمته باريحية وكنت لكل ابنائه كهفا وملاذا وليسالوا كل تلك الليالى البائسة وانت تنزرع نخلة عطاء لاتهزك ريح ضعف الراتب وتذبذب العلاوات وانقطاع الكهرباء وجيوش البعوض والقطط وغيرها من المنغصات فرسالتك أن يستيقظ مريضك معافى اوتستيقظ مريضتك وفى احضانها طفل هو كل الحياة بالنسبة لها
نم ياسيدى متوسدا صالح عملك مغتسلا بغيمة ثلج وبرد مستبشرا بلقاء ملك لايظلم عنده أحد
اللهم اغفر لماديكى انيانغ وارحمه وتجاوز عنه