سمعة الجيش فوق كل اعتبار

كتب عبدالفتاح ولد اعبيدنا

الزمان أنفو _ لا حظت فى الأيام الماضية بعض الأقلام،التى تعرض بالجنرالات،محملا إياهم المسؤولية،فيما قد حصل من فساد فى وطننا،و الحقيقة أن هذا التعميم،غير صحيح.

فالجيش جزء من المكون السياسي فى هذا الوطن،بحكم دخوله فى المعترك، منذو انقلاب 1978،لكن الكسب متفاوت،ما بين الإيجابي و السلبي،أما أن نعمم التقويم السلبي،فذلك بعيد من الموضوعية.

و الرأي العام يعرف النافذين الميسورين من هذا القطاع و أصحاب الأيدى، الأقل تورطا بالمال العمومي،و لعل بعضهم، رغم ما أتيح له من فرصة،بغض النظر عن الجانب التسييري أو السياسي،ظل قريبا من الناس متواضعا،يتعاطى مع المجتمع بأخلاق رفيعة.

و عموما ينبغى أن نعي أهمية و جوهرية مراعاة سمعة جيشنا،فمهما تكن أخطاء بعض القيادات فى التجربة السياسية،فالجيش هو درع الوطن و حاميه،بإذن الله.

و فى السنوات الاخيرة،أتيحت لبعض الحنرالات،فرصة مخالطة المدنيين،بحكم بعض وظائفهم،فتعرف الناس،بشكل واسع على مكت و مسقارو،على سبيل المثال لا الحصر،و قد أثارا إعجاب البعض،بحكم أخلاقهم و وفاءهم،و خالطت شخصيا، الجنرال، محمد ولد مكت،فلاحظت اهتمامه بالإعلام و إدراكه لمكانة الإعلاميين فى المشهد الوطني، و المجال السياسي بوجه خاص،كما لفت انتباهى اعتزازه بالبعد الجمهوري و بعده من الثقافة الانقلابية و تواضعه و مسالمته،و قد لا ينقص ذلك من مزايا آخرين،لم تتح لي مخالطتهم بعمق.

و مهما تكن سلبيات بعض السياسيين من العسكر،فإن موريتانيا فى الأغلب الأعم،لم تعرف فى الصف الأول من السياسيين،إلا ضباط الجيش،بحكم هيمنتهم على المسرح السياسي الوطني.

و بلغة أكثر عقلانية و واقعية، هذا الزي العسكري،ينبغى أن لا يدفع بعضنا للتحامل غير المبرر، على مؤسستنا العسكرية و أجهزتنا الأمنية،كما ينبغى أن لا يعني عند بعض أصحابه، التعالى و الترفع على إخوانهم.

و نحن فى موريتانيا،نسجت الأيام صلة ودية فى الأغلب الأعم،بين مدنيينا و عسكريينا،بعيدا عن العداء و التنافر،بل التكامل و الأخوة و التعاون.

بينما فى دول أخرى نزلت حيوشهم فى ساحات الاحتكاك و عاثت فسادا و إهلاكا فى شعبها،و هذا ما لم يحدث بصورة لافتة مباشرة فى وطننا،لله الحمد و المنة،مما حفظ الصلة الأخوية المستمرة،بين الشعب الموريتاني و جيشه.

و قد لا يعنى هذا، التزكية المطلقة للجيش الموريتاني، فى تجربته فى تسيير الشأن العام،و لكن جيشنا، ليس عدوانيا و لا انتهازيا،بغض النظر عن بعض الأفراد المعدودين ،و من سوى ذلك، ضباط و ضباط صف و جنود، خدموا جميعا الوطن، بإخلاص و تفانى و شجاعة،حفظهم الله و أعانهم.

و عموما النقد الموضوعي مفيد و مطلوب،و أما معاداة جيشنا و أجهزتنا الأمنية،فعقدة مستحكمة عند البعض،لا مبرر لها و لا خير فيها،و لا تخدم الاستقرار و تماسك الوطن.

و يتجه جيشنا،تدريجيا و بصورة واعدة، نحو الطابع الجمهوري،فجدير بنا وعي قيمة ذلك،ليقوم بمهامه المهنية،فى سياق تكريس الدستور و هيبة القانون،المجسد لهويتنا الحضارية الإسلامية الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى