اليوم وكل يوم ..قتل الصحافي لن يقتل القصة
كتبت الصحافية اللبنانية هلا نهاد نصر الدين :”اليوم وكل يوم ..قتل الصحافي لن يقتل القصة "
فازت منظّمة “القصص المحظورة” Forbidden Stories في 14 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021 بجائزة “دافني كاروانا غاليزيا للصحافة” لعام 2021 وذلك عن مشروع “بيغاسوس”الذي كان موقع “درج” الشريك العربي الوحيد فيه في تمّوز/ يوليو 2021.
وتُعتبر هذه الجائزة تكريماً لجهود الكثير من الصحافيين الذين استثمروا وقتهم وجهدهم وبحثهم لكشف حقيقة استغلال الأنظمة الدكتاتوريّة، تقنيّة “بيغاسوس” التجسّسيّة لاستهداف صحافيين وحقوقيّين ونشطاء. ويعتبر “درج” هذه الجائزة استمراراً لمسيرة صحافيين سبقونا وقتلوا في مواجهة السلطات القمعيّة في مناطق عملهم.
وقدّم أنتوني بيلانغر، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين (International Federation of Journalists)، نيابة عن أعضاء لجنة التحكيم الـ29 جائزة قدرها 20 ألف يورو إلى ساندرين ريغو ولوران ريتشارد، اللتين تمثلان الشركاء الإعلاميين في مشروع “بيغاسوس”.
مشروع بيغاسوس العابر للحدود
مشروع “بيغاسوس” (The Pegasus Project) هو تحقيق عابر للحدود اعتمد على تسريبات حصلت عليها منظّمة Forbidden Stories، وشاركتها مع “درج” و16 مؤسسة صحافيّة أخرى من 10 دول في العالم بمساعدة تقنيّة من Amnesty International’s Security Lab. علماً أنّ منظّمة Forbidden Stories، هي عبارة عن مجموعة من الصحافيين الذين اتّخذوا من المتابعة في مسيرة الصحافيين المقتولين أو المسجونين أو المهدّدين مهمّةً لهم.
كشف هذا المشروع التعاوني الاستقصائي، الأكبر في تاريخ الـ Forbidden Stories، الذي شارك فيه أكثر من 80 صحافياً، في تمّوز/ يوليو 2021، استخدام أنظمة وحكومات عدّة حول العالم لبرنامج “بيغاسوس” التجسّسي الذي تنتجه شركة NSO الإسرائيليّة، ضدّ ما لا يقل عن 50 ألف شخص حول العالم. وأظهرت البيانات المسربة أنّ حوالى 200 صحافيّ، إضافة إلى مدافعين عن حقوق الإنسان وزعماء دينيين وسياسيين وعسكريين، استُهدفوا في دول عدّة من بينها الهند والمكسيك والمجر والمغرب والمملكة العربية السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة وغيرها.
إقرأوا أيضاً:
دافني كاروانا غاليزيا: الشرارة التي أطلقت Forbidden Stories!
تم إطلاق جائزة دافني كاروانا غاليزيا للصحافة في 16 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2020، الذكرى الثالثة لوفاتها، لمكافأة الصحافة المتميزة.
كانت دافني كاروانا غاليزيا صحافية مالطية ومدوّنة وناشطة في مجال مكافحة الفساد ونشرت تحقيقات حول الفساد وغسيل الأموال والجريمة المنظّمة وبيع الجنسية وروابط الحكومة المالطية بأوراق بنما. بعد المضايقات والتهديدات، قُتلت في انفجار سيارة مفخّخة في 16 تشرين الأوّل 2017. وعقب الاحتجاجات على قتلها وتعامل السلطات مع التحقيق في جريمة اغتيالها، قدّم رئيس الوزراء جوزيف موسكات استقالته.
و”جاء خبر مقتلها صاعقاً على فريق “درج”، الذي كان يستعد يومها لإطلاق الموقع في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر والمشاركة في مشروع وثائق بارادايز الذي ينظمه الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICIJ) بعد ذلك بأقل من أسبوع”، وفقاً لمقال عليا ابراهيم، مؤسّسة مشاركة ورئيسة مجلس إدارة موقع “درج”، بعنوان “بعد قتل ريجينا: من يخنق صوتاً سيجد أصواتاً تلاحقه”.
وكان مقتل غاليزيا هو شرارة فوريّة لولادة منظّمة Forbidden Stories، منذ أربع سنوات وتنسيق أوّل مشروع لها وهو #مشروع_دافني. فرأت المنظّمة أنّ استكمال تحقيقات الصحافي المقتول أو المسجون هو أفضل ردّ في وجه الإفلات من العقاب وتأكيد أنّ “قتل الصحافي لن يقتل القصة”. نتيجة لذلك: قرأ 16.1 مليون شخص تحقيقات دافني والأسرار التي نتجت عنها، وهو أكثر بـ53 مرة عن عدد قرّاء مدونتها قبل وفاتها.