توقعات بتنازل أمير قطر عن السلطة
قالت تقارير من الدوحة ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفـة آل ثانـي يلتقي غدا الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد في الإمارة وسط توقعات بأن البحث سيتركز على تنحي الأمير لولي عهد الشيخ تميم والعمل على تهئية البلاد لعملية الانتقال بشكل سلمي وهادىء.
نصر المجالي: كشفت قناة (الجزيرة) الممولة من امير قطر عن اجتماع الاثنين في عنوان رئيس على موقعها الالكتروني.
وكانت التقارير توالت في الأسبوعين الأخيرين عن تنازل الامير لولي عهده الشيخ تميم الذي كان حلّ في المنصب يوم 5 أغسطس/ آب 2003 بعد تنازل له عنها أخوه الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني.
وكان مسؤول قطري كبير سرّب معلومات في الثلث الأخير من مايو/ ايار الماضي كشف أن الأمير نفسه الذي يتوقع أن يتخذ قراره في غضون ستة أشهر، وربّما في هذا الصيف واحتمال خلال عطلة عيد الفطر، يبحث عن طريقة تؤدي إلى خروجه من السلطة معاً هو ورئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وفي هذا المجال، قال المسؤول القطري إن حمد بن جاسم بن جبر يسعى حاليا إلى ممارسة صلاحياته كاملة كرئيس للوزراء وهو يعترض على قرارات وتعيينات يتخذها وليّ العهد الذي يرد عليه بالمثل.
واكدت تقارير كانت نقلتها صحيفة (لوبوران) الفرنسية قبل ثلاثة اسابيع ان أمير قطر بات ميالا لقضاء بقية حياته بعيدا عن الحكم، ورجحت أن يقوم تميم بتغيير رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم حال تسلمه مقاليد الأمور.
وأشارت التقارير الى ان أن الشيخ حمد، الذي يتولى الحكم منذ عام 1995 بعد انقلابه الأبيض على أبيه أصابه التعب ويرغب في الابتعاد عن السلطة.
ويعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر نفسه شريكا في السلطة وذلك بعدما شارك حمد بن خليفة في الاستيلاء على السلطة في العام 1995 وعزل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، والد الأمير الحالي.
وشددت الصحيفة الفرنسية على أن نفوذ تميم ازداد في شؤون قطر خلال الأشهر الأخيرة، ما يعني أنه انتقال بسيط سيتعين خلاله على رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني ترك منصبه.
تقرير الايكونومست
وكانت مجلة (الايكونومست) البريطانية نشرت في عددها قبل الاخير تقريرا موسعا عن قطر وتوسعاتها الاستثمارية في العالم، وقالت ايضا ان الامير سيسلم ولي العهد السلطة قريبا.
وقالت الايكونومست فى تقريرها الذى حمل عنوان “الديمقراطية.. شأن يخص بقية العرب”: “إنه فى إمارة مثل قطر- تقدم نفسها للعالم باعتبارها نموذجاً يُمول الإصلاح فى المنطقة- لم يفكر القطريون أنفسهم فى تجربة ما يعظ به قادتهم فى المحافل الدولية”، مضيفةً: “إن الاحزاب السياسية محظورة فى قطر، كذلك الأمر بالنسبة إلى المظاهرات والاتحادات النقابية والجمعيات”.
وأوضحت المجلة “أنه لا أحد فى قطر تقريباً يشير بصراحة إلى أهمية وجود مجلس تشريعى يتولى سلطة التشريع فى البلاد، وإذا قام الناس بالتعبير عن معارضتهم لهذا النوع من الممارسات فى قناة الجزيرة – المملوكة للدولة القطرية والتى تُشجع هذه المعارضة فى جميع أنحاء العالم العربى– فإنها تفعل ذلك همساً”.
وقالت المجلة، حول ما يُثار عن تولى ولى العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى شئون البلاد خلفاً لوالده، “ليس واضحاً إلى الآن ما الفارق الذى سيحدثه الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، ولكن معظم ملوك الخليج يعلمون جيداً مدى إعجاب الأمير بجماعة الإخوان المسلمين وهو ما يعتبر للكثير منهم خطراً حقيقياً”.
وختمت المجلة: “لا تتوقعوا تحركاً مفاجئاً نحو الديمقراطية فى قطر مع تولى تميم بن حمد آل ثانى خلفاً لوالده حمد بن خليفة آل ثانى”.
ابلاغ مراجع عربية ودولية
معلومات كانت تسربت قالت إن خبر تنحي أمير قطر الوشيك كان هو شخصياً أبلغه إلى مراجع عربية وأخرى أوروبية إلى سببين:
– السبب الأول هو الحال الصحية للشيخ حمد الذي يعيش بكلية واحدة زرعت له بعدما تبرّع بها أحد أفراد العائلة. – والثاني إصرار زوجته الشيخة موزة على تسليم نجلها تميم، وليّ العهد حاليا، الموقع الأوّل في البلد فيما لا يزال والده حيّا يرزق وقادرا على إسداء النصح إليه وتوجيهه وحمايته من الأجنحة الأخرى في العائلة.
ومثل هذه الحماية يبدو تخص “حماية الامير المقبل من نفوذ حمد بن جاسم بن جبر الرجل القوي في الوضع الحالي”.
ومعروف، من الناحية النظرية والقانونية، أن لا صلاحيات محددة لولي العهد في قطر، لكنّ هناك ملفات كانت في عهدة حمد بن جاسم قرّر الأمير نقلها إلى نجله في سياق عملية “تقليم أظافر” لرئيس الوزراء والإعداد لتسليم الشيخ تميم موقع أمير الدولة. كما هو معروف أيضا أن هناك مصالح كبيرة تجمع بين الأمير الحالي وحمد بن جاسم، ودفع ذلك الأخير إلى المطالبة بضمانات واضحة في حال خروجه من السلطة. وقالت الشخصية القطرية التي كانت سربت المعلومات إن أكثر ما يخشاه رئيس الوزراء حاليا هو لجوء الشيخ تميم إلى إجراءات انتقامية تطال مصالحه ومصالح القريبين منه في حال تفرّد الأخير بالسلطة ووقوعه تحت التأثير الكامل للشيخة موزة. الشيحة موزة وحمد بن جاسم
ذكرت الشخصية القطرية أن الشيخة موزة لا تكنّ ودا للشيخ حمد بن جاسم، وهي تخشى من عدم قدرة نجلها على ضبطه في غياب الأمير الأب.
في الوقت ذاته، يعتقد رئيس الوزراء الحالي أنه لا يمكن أن يضع نفسه في خدمة الشيخ تميم على غرار ما هو حاصل مع الشيخ حمد الذي يسمح لنفسه أحيانا بأن يوجه إليه كلاما بذيئا لتأكيد أن هناك رجلا قويّا واحدا في البلد هو الأمير. وأوضحت الشخصية القطرية أن حمد بن جاسم يمتلك نقاط قوة عدة، من أهمها الانتماء إلى جناح قويّ في العائلة أساسه جدّه جبر الذي كان شخصية قويّة، ولذلك، يصرّ على استخدام اسمه الثلاثي (حمد بن جاسم بن جبر) في كلّ المناسبات والمراسلات. أما أبرز نقاط الضعف لديه، فهي عائدة إلى أنه منغمس في كلّ النشاطات التجارية في البلد، فضلا عن استعدائه عائلات مهمّة أبرزها آل العطيّة، إضافة بالطبع إلى عائلة الشيخة موزة والمحيطين بها والمستفيدين منها. ويتزعم حمد بن جاسم فكرة الرهان على الإخوان المسلمين في المنطقة وتجسير الفجوة بينهم وبين الولايات المتحدة وتقديمه لهم في البيت الأبيض، وخاصة تبنيه الدعم المالي والاستثماري للتجربتين الإخوانيتين في تونس ومصر، وهو ما قد يزيد من حدة الخلافات بينه وبين الأمير تميم.
إيلاف