عن زيارة رئيس الحزب وعشاء “المعكرونة”المتواضع
تقرير موقع نوافذ:
الزمان انفو:عرفت الليلة الأولى لرئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد الطالب أعمر في مقاطعة الشامي محطات وصفها البعض بالعشوائية في مختلف تفاصيلها ، الأمر الذي كانت له انعكاسات كبيرة على الزيارة وأهدافها الرئيسية.
الاستقبال …حضرت المظالم وغاب المناضلون
خلال المحطة الأولى من زيارة بدا عجز الجهات المنظمة للزيارة واضحا عن تنظيم حشد يبين موقع الحزب ومكانته في المقاطعة، خصوصا نائب المقاطعة لمرابط ولد الطنجي الذي ظهر في الدقائق الأخيرة قبل الاستقبال وهو يحاول تصدر صف متواضع الحضور، الأمر الذي أحرج رئيس الحزب ووفده المرافق.
استقبال بنكهة المظالم
المتجول في صف المستقبلين يدرك بجلاء أن أغلب من قدم لاستقبال رئيس الحزب الحاكم بمدينة الشامي هم أصحاب المظالم والحاجات الخاصة خصوصا المنقبين، ينضاف إلى ذلك بعض الحضور من العاصمة نواكشوط، ومن قادهم الفضول، ما جعل البعض يتساءل عن حجم حضور الحزب في المقاطعة ودور المنتخبين فيها وعلاقتهم بالسكان.
استضافة بطعم المرارة!!!
تمت استضافة رئيس الحزب الحاكم والوفد المرافق له في شقة ضيقة قيل إنها منزل النائب ولد الطنجي ، الأمر الذي جعل الشارع الخيار الأوحد أمام زوار رئيس الحزب وبعض أعضاء الوفد نتيجة غياب مكان للجلوس في شقة ضيقة بغرفتين فقط.
مكان لعقد الاجتماعات …ما راتون البحث
بعد استراحة قصيرة طلب بروتوكول الحزب تحديد مكان لإجراء الاجتماعات المبرمجة، وهو أمر بدا من الصعوبة بمكان نتيجة ضيق “المنزل” ما تسبب في تأخير اجتماعات رئيس الحزب لقرابة نصف ساعة بسبب عدم وجود غرفة بمساحة كافية تعقد فيها الاجتماعات، وهو ما جعل المنزل الصغير ساحة للترحيل بين غرفة وأخرى ، حيث دخل ضيوف الحزب في ماراتون للبحث عن المكان الأنسب للإقامة والاجتماع .
اجتماعات مغلقة ورئيس يوزع (اللايكات)…
فضل رئيس الحزب الحاكم إغلاق اجتماعاته التي عقد ليلة البارحة بالشامي دون الصحافة ، رغم ضيق المكان وغياب الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كوفيد 19، إلا أن رئيس الحزب بدا رومانسيا في ردوده علي المنقبين حيث كرر إعجابه بالمنقبين ، وبــ “نسائهم ” ، مكررا تهنئته له .
وتجنب رئيس الحزب الجواب علي السؤال الملح للمنقبين عن “فتح تفرغ زينه ” ، مكتفيا بالقول إنه سيوصل مشاكلهم إلي الجهات المعنية .
منزل بلا سكان
بعد انتظار طويل جاءت سيدة لتعتذر عن تأخر المائدة مضيفة أن المنزل لا يوجد به سكان “أهل الدار ماهم هون” ليكتشف الجميع أن العشاء الفاخر مجرد طبق متواضع من المعكرونة، الأمر الذي فجر موجة من السخرية – هل أراد النائب أن يشعر الحزب ببعض معانات الأسر الهشة – يقول أحد الضيوف متهكما.
في حدود الساعة الواحدة بدأت هجرة جماعية من “المنزل” ولسان حال الجميع ينشد مع المتنبي :
مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ
لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ
أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ
لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيراً عَنْ مَيامِنِنا
لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ