حول مؤتمر دفاع عزيز الأخير/ سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
- يكرر دفاع عزيز دائما عبارات عامية بغباء مضحك : ما يتعرض له موكلنا هو “تصفية حسابات” واضحة .
- مشكلة عزيز الأولى و الأخيرة يا هؤلاء هي مشكلة “حسابات” و من الطبيعي أن تتم تصفيتها معه حتى آخر فلس . لا أحد ينكر هذا الأمر و لا يمكن أن يستنكره غير فريق دفاعه الذي ما زلنا نتساءل من يدفع له و من أي “حساباته”، بعد حجز أمواله و تجميد أرصدته ؟
نريد فريق دفاع عزيز أن يرد على هذا اللغز المحير !!؟ - يتباكى فريق الدفاع في مداخلات كل أعضائه ، مستنكرا رفض “الإفراج المؤقت” عن موكلهم ..
- لقد رفض عزيز شروط المراقبة القضائية و تحدى السلطات و أساء إلى رجال الأمن و لم يعتذر حتى الحين عن أي من هذه التصرفات الصبيانية . فلماذا يُقبل طلب دفاعه للإفراج المؤقت ؟
لو كُنتُم تحسون بحرج إهانة السلطة و تحدي موانعها ، لما كانت تعويضات موكلكم أهم عندكم من هيبة بلدكم . و ليست مهمتكم أن تدافعوا عن أخطاء عزيز بقلب المفاهيم و لي أعناق النصوص ، كأننا لا نفرق بين المهنية و الامتهان.. - بعد معاينة ملف عزيز من فريق دفاعه و الاطلاع على خطورته و قوة أدلة الاتهامات الموجهة له، كان تسييس الملف هو المخرج الوحيد أمامهم؛ فنصحوه بما يقوم به من وقت لآخر من خرجات غبية حوَّلته إلى مهرج حقيقي و حولت فريق دفاعه (بمحاولة إلصاق تهمة التسييس بالنظام) إلى خلية دعاية سياسية تستبدل القانون بخَطابَة شعبوية، تعمل على دقدقة مشاعر البسطاء: لا يحتاج النظام إلى تسييس ملف عزيز لتبرير سجنه. هذه سذاجة تخوِّلُ القضاء إرسال فريق دفاعه إلى مستشفى المجانين.
و حين يصل الغباء الجماعي إلى هذا الحد، يكون الحل في الصمت : يكفي هؤلاء ما يقولونه لكشف تفاهة ادعاءاتهم الواهية.
و ما الفرق بين “تكييف” القضية الذي يذرع فيه فريق الدفاع و تكييف اتهاماتهم هم للقضاء التي يصبغونها كل يوم بألف لون ؟؟ - يقول ولد الشدو ” عزيز مسجون منذ خمسة أشهر لا لشيء سوى أنه تكلم عن مشاكل البلد.. سُجن لمنعه من الكلام ”
- عن ماذا يمكن أن يتكلم عزيز يا ولد الشدو ، بعد ما ألحق بالبلاد من دمار و خراب و ذل و عار و تلطيخ سمعتها من أعلى هرم في السلطة ، بتزوير العملات و تبييض الأموال و رعاية المخدرات و اتفاقيات “المتاركة” مع المنظمات الإرهابية؟؟
من يسمع كلام ولد الشدو يعتقد أننا أمام صدام حسين. - يعيش ولد عبد العزيز (و لا أقول يسجن) في فيللا مفروشة تتوفر على كل وسائل الراحة ، في حين يشتكي فريق دفاعه من سجنه الانفرادي .
و حين يُرمى به غدا في جناح لصوص من امثاله (و هذا ما كان ينبغي أن يحدث) سيرفعون عقيرتهم من جديد ، مطالبين باحترام خصوصيته كرئيس سابق، متناسين أنه لص سابق أيضا. و لا ندري أيهما نقدم على الأخرى: ليس في السجون يا هؤلاء، سوق لبيع السيارات و لا سوق لتهريب العملات و لا صفقات تراضي تدر ملايين العمولات و لا قصور ناعسة و منتجعات سياحية تحوي أغلى نوادر الحيوانات ، فلا تنتظروا أن يرضى عزيز عن سجنه .. - بعد عدة تفتيشات محترمة ، يتم فيها اكتشاف هواتف مع عزيز و إشعاره باحترام، بعدم السماح له باستخدامها ، أرغم الأجهزة الأمنية على التعامل معه بما يستحق كل لص من خشونه. و قول ولد الشدو “لن يظل يوما دون وسائل اتصال” تحد سافر للسلطات ، أول ما يترتب عليه منع الشدو نفسه من الدخول عليه و جعل الحراسة مباشرة عليه (عدم وجود أي حاجز بينه و بين حراسه) و خلع بوابة حمامه. و سترى يا ولد الشدو أنه سيظل حتما من دون وسائل اتصال. و أن كل ما تقوله و تفعله لا يفيد في غير تضييق الخناق عليه ؛ فماذا يستطيع عزيز و ماذا تستطيع أنت؟
- و لأنك تتقاضى تعويضات ضخمة عن دفاعك (الوهمي) عن عزيز و الذي سيضره حتما أكثر من أن ينفعه ، نتفهم جيدا يا ولد الشدو قولك “القوانين معطلة لكن حتما الرئيس محمد ولد عبد العزيز سيخرج منتصرا” .
نعم، لو لم تكن القوانين معطلة لكان حكم بالإعدام أو المؤبد ، صدر أول يوم في حق ولد عبد العزيز . و نحن أكثر من يتجرع كأس تأخير محاكمته ، لكن تأكد يا ولد الشدو أن عزيز لن “يخرج” لا منتصرا و لا غير منتصر ، من السجن ..
ربما كانت مشكلة القضاء الموريتاني اليوم في أنه لن يجد عقوبة في القانون موازية لجرائم عزيز الذي وصلنا في زمنه – دون أي مقدمات – إلى تعاطي المخدرات في المدارس الابتدائية .. - و كأن ولد الشدو هو من يحدد معايير التوشيح في البلد ، يقول “لو كان القاضي وُشح قبل سنتين لكنا هنأناه أما توشيحه بعد توليه الملف فهذا لا يجوز ” ..
لا أعتقد أن القاضي كان ينتظر تهنئة من ولد الشدو و لا كان يحتاجها في شيء . و إذا كان التوشيح استحقاقا ينال بمجهود غير عادي ، كان علينا قطعا أن نهنئ هذا القاضي و أن نطالب بأن يكرم بطريقة استثنائية كأن يخصص التوشيح هذا العام له وحده لتكون له دلالة بحجم جهوده و نبل تضحياته .
ما فعله ولد عبد العزيز في موريتانيا لم يسبقه له إنس و لا جان ؛ ما زالت أسبابه غامضة بالكامل و هذا سيكون جانب محاكمته الأصعب، إذا لم يقرر القضاء الحكم عليه من خلال ادعاء محاميه ولد الشدو بأنه “غير مسؤول عن أفعاله” أي أنه مجنون.. - لقد كان هذا المؤتمر الصحفي ركيكا كسابقيه، خاليا من أي لمسة إبداع ، عاريا من أي جديد ، تافها في ادعاءاته و اتهاماته . و يتضح من خلال بحثه عن أي هفوة للنظام، أنهم لا يجدون ما يدافعون به عن موكلهم غير النبش في أخطاء الآخرين . و هذا قد يساهم في تشويه صورة الآخرين (في أحسن الأحوال)، لكن بماذا يمكن أن يفيد عزيز ؟؟
و لا أدري بماذا سيدافعون عن أنفسهم إذا وجه لهم القاضي تهمة التلاعب بعقل موكلهم لاستنزاف جيوبه ، حين يقول ولد الشدو “القوانين معطلة لكن حتما الرئيس محمد ولد عبد العزيز سيخرج منتصرا” !؟
اسمعوا جيدا ما قاله ولد الشدو في هذا المؤتمر الأشبه بمقطع ركيك من مسرحية مبتذلة : - القضية تصفية حسابات ..
- الملف مسيس ..
- القانون معطل ..
لكن عزيز حتما سيخرج منتصرا .
لا يمكن أن نفهم من هذا الكلام سوى أن ولد الشدو يتعهد لولد عبد العزيز بإخراجه منتصرا من السجن بقوة قاهرة لم يتحدث عنها، لا تكون إلا بالسحر أو بالسلاح ؛ قد يكون في مثل هذا الكلام ما يريح عزيز لكن ليس فيه قطعا ما يعكر صفو طول عمر “مربع” ..
فما الفرق بينك الآن يا ولد الشدو و بين مجنونة عزيز !؟