حكومة أحلامنا المنتظرة / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو
التعديل الوزاري المرتقب و شيك و أكيد .
و إذا لم يكن أهم تغيير وزاري عرفته موريتانيا منذ استقلالها ، سيكون خيبة أمل تعكس بؤسها على كل أوجه الحياة في هذا البلد المنهك..
كانت حكومات ولد الغزواني السابقة للمناورة و المراوغة و امتصاص الصدمات و معالجة وضع بالغ التشابك و التناقض و التنافر ، يستدعي حكمة لقمان و صبر أيوب؛ (لقد تفهمنا تأنيك فتفهم لهفتنا)
كانت حكومات تَرَيُّث و عض أصابع، تحمّلَ فيها غزواني وحده كل الانتقادات، لتجاوز مرحلة تكفي أكاذيبها لإسقاط أي نظام و قلب أي حقيقة.
تشكيل الحكومة القادمة وحده هو ما سنحكم من خلاله على عبقرية أو فشل الرئيس ولد الغزواني .. هو وحده ما سنقرأ من خلال تفاصيله أين كنّا نظلمه و أين كنّا محقين في ما نصدر من أحكام ضده..
وحدها الحكومة القادمة هي التي ستعبر بوضوح عن توجهه و رؤيته و حقيقة مشروعه ..
وحدها الحكومة القادمة هي التي ستكشف بدقة، ألغاز تشابه أوجه الاختلاف و اختلاف أوجه التشابه في مشروعه..
- ستكون الحكومة القادمة رسالة تاريخية، إذا غابت فيها عملية التوازنات الجهوية و القبلية البغيضة ، بطغيان الخبرة و النظافة و التأهيل؛ لا شيء غير المؤهل و الخبرة و النزاهة.
- ستكون عملا ثوريا، إذا جعلت التخصص و الخبرة قبيلتنا الكبرى و جهتنا الوحيدة..
-
ستكون الحكومة القادمة مشروع إقلاع لا يخاف الإجهاض ، إذا كانت تقال للخبراء و الأمناء العامين و مدراء القطاعات قبل الوزراء..
- ستكون حكومة حملة بامتياز ، إذا اقتنع رئيس الجمهورية بأن خدمة الشعب أهم من الأحزاب و الدعاية ..
- ستكون حكومة الاستقرار المنشود و الرفاه المنتظر ، إذا وعدَ الرئيس الشعبَ بإقالة أي مسؤول لا يرضى عن أدائه و أعطى كل مسؤول حق الدفاع عن تصرفاته أمام القضاء..
- ستكون حكومة عصرية ، تفرض احترامها على الجميع (في الداخل و الخارج) ، إذا كانت خالية من المفاجآت المهولة (ثمة تعيينات يا فخامة الرئيس، لا يمكن وصفها بغير “همزات الشياطين”)..
- ستكون حكومة تجبر الجيران على الانتباه إلى ما يحدث في موريتانيا، إذا تشكلت من رجال جمهوريين أقوياء ، أكفاء، يعترفون بالأخطاء و يعتذرون عند الضرورة و يتحملون مسؤولياتهم و يرفضون الانقلابات و يحمون نظامهم بدمائهم لا بدموع التماسيح و صراخ النفاق المجوقل على اتجاه الريح.
-
ستكون حكومة قادرة على مواجهة كل الصدمات و كل التحديات ، إذا كانت اهتماماتها وطنية و اختلافاتها وطنية و تنازلاتها وطنية و استقالاتها وطنية..
-
ستكون كل النخبة الموريتانية مستعدة و قادرة على الدفاع عن مشروع الإقلاع و عن الرئيس و الحكومة إذا كان مشروعا مقنعا و صادقا و واضحا و جادا .
و لست ممن يخونون النخبة و لا ممن ينتقصون دورها البارز، الذي لولاه لما كانت لنا اليوم أي بقية من هذا البلد المستباح . و إن كنت أختلف مع الكثيرين في من هي . و أرفض أن أفتح قوسا هنا للصراع الأزلي بين الحق و الباطل.