حرية الصحافة مشروع مرتقب أم مجرد فخ؟!
كتب عبدالفتاح اعبيدن من اسطنبول:
الزمان أنفو – حرية الصحافة مشروع مرتقب أم مجرد فخ؟!/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول/منذو أشهر بلغني من مصادر متعددة و مؤكدة أن النظام القائم فى نواكشوط أزعجته بعض الصوتيات،التى سجلتها حول بعض المواضيع،و قرر وضع اسمى على اللائحة،لطلبي للتحقيق،بمجرد وضع قدماي على أرضية مطار إم التونسي بنواكشوط،و بحكم علاقاتي الواسعة جدا،محليا و وطنيا،و بحكم الإلهام و الذكاء و البعد الروحي،لا يمكن بإذن الله،أن يحدث أي أمر ذى بال فى وطني،إلا و أخبرت به مسبقا،كما أن مكانتي الاجتماعية فى موريتانيا،تكرس هذا الأمر.
ترى من سيدفع الثمن،و من المتضرر الأول، معنويا و عمليا،من هذا التصرف المرتقب؟!.
باختصار لن يتضرر سوى الثقة المهزوزة أصلا فى حرية الصحافة و التعبير و طبيعة الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة فى وطني خصوصا، و الوطن العربي عموما!.
لأنني شخصيا لن أسعى لشخصنة هذه الحادثة العرضية الباهتة الحمقاء ،إن طبقت فعلا ،يوم رجوعي لانواكشوط،و لدي علاقات وثيقة على مستوى النظام نفسه،أريد أن يبقى بصيص منها لخدمة أهل الحق، المستهدفين المحاصرين،داخل “الجمهورية الموريتانية أو الثكنة الموريتانية”،المتلبسة بشعارات ديمقراطية خادعة زائفة مكشوفة بامتياز!.
و أشد من سيكون حرجا فى هذا الامتحان العسير لحرية الصحافة و حرية التعبير عموما،هو المدير العام للأمن،لعلاقاتي الشخصية مع محيطه الضيق و هو شخصيا لحد ما،كما أن مدير الديوان الرئاسي،قد لا يطيق خبر هذا الإجراء الظالم الاستفزازي،الغير مبرر إطلاقا،لكنه إن طبق سيكون نهاية نظام ولد غزوانى و نهاية الأمل فى قدرته على تكريس حرية صحافة و تعبير متوازنة،داخل القطاع الإعلامي و كذلك تحت قبة البرلمان،التى بدأت تتصدع و تتداعى للسقوط،رغم خروقات المقاولة المكلفة للمقر الجديد،و رغم بعض الأصوات القليلة داخل هذا البرلمان الفاسد،المكرس لشهادة الزور،كما سينكشف الغطاء عن الموريتانيين و جالياتهم فى الخارج،ليصبحوا على يقين تام، أن شيئا كثيرا لم يتغير فى هذا الوطن البائس المغدور بامتياز.
سأقولها دائما، مواجهة حملة الأقلام الجادة، أشد بأسا من مواجهة حملة المدافع،و ولد غزوانى إن أراد إكمال عهدته و محاولة تحسين صورته و تسويق بعض تعهداته و تنفيذها،بإذن الله،و لو جزئيا أو تدريجيا و ببطء و صعوبة ،فليغرب عن وجهي. فلست عزيز و لا آلكس،فعزيز متهم باستغلال النفوذ و قد اعترف أنه غني و لم يأخذ من راتبه أوقية واحدة، و آلكس دعا لقتل العلماء و “البيظان” عموما،أما أنا مهما تكن نواقص خطي التحريري،فلكل فوكال خلفية عامة مفيدة لجميع مكونات الشعب الموريتاني لا غير.
قلت أنك و لو بطريقة غاضبة، لا تعرف السياسة،الشواهد متواترة و متكاثرة و متزايدة،و معطى قابل للتحسين،فالحياة مدرسة،فهي قاعة تعلم و تدرب،و الجميع فيها تلميذ،سواءً كان رئيسا أو مرؤوسا.
دعوت الشمال الموريتاني للحكم الذاتي، و لم أدع لتجزئة الوطن،فالحكم الذاتي خلاف الانفصال،ثم تراجعت عن هذه الدعوة مؤقتا ، تاركا الأمر للأجيال القادمة،ما لم ينصف الشمال الموريتاني الغني المغبون،رغم غناه!.
أجل تراجعت بقناعة ذاتية عن هذا المنحى، حتى لا يكون مبررا للغير أو نغمة يعزف عليها من لا يحذرون الفرق الشاسع، بين الحكم الحكم الذاتي و الانفصال و تشتيت هذا الوطن الهش ،الذى يعانى أكثر من تحد و خطر وجودي و اقليمي و تسييري داخلي و انقلابات سابقة و حصيلة فاشلة تراكمية،لن يسعفها سوى التهدئة و الحكمة و الحنكة الغائبة باستمرار،للأسف البالغ!.
قلت بأن ولد حنن استغل النفوذ فترة تسييره فى BED، لدي المزيد فى هذا الصدد،و أجبره ولد عبد العزيز على رد بعض السيارات كادت تفقد،و تواصل معه ولد مكت و رجعت السيارات لمكانها فى إدارة BED.
ثم اخترت بعد التأمل خطا تحريريا ،وفق مراجعات ذاتية حرة و عن قناعة،تنحو نحو تكريس التوازن فى الخطاب،ليس تفاديا للعقاب،و إنما شفقة على حاضر الوطن و مستقبله المنظور،خصوصا على المدى القريب و المتوسط،عسى أن يراجع ولد غزوانى سلوكه الاستفزازي تجاهنا معشر الصحفيين الجادين،حيث تعمد التمسك و إقرار قانون الرموز المثير للجدل و حبس المدونين و التضييق على المعارضة البرلمانية داخل البرلمان،و غير ذلك من أوجه محاصرة الرأي الآخر،بينما الأفضل توسيع صدره،إن شاء،و المصلحة له شخصيا و لنظامه الهش المهزوز و لدولته الفاشلة،التى تجمعنا افتراضا،رغم ظلمنا الشنيع و استهدافنا باستمرار،سواءً أيام عزيز أو فى عهده،أي غزوانى،حتى لو خرجنا للتنفس و العلاج فى تركيا مع عيالي.
اللهم أشكو إليك هؤلاء المستبدين الظلمة جميعهم ،دون استثناء.
اللهم انتقم.
و الصلح خير ، و قد كتبت هذا المقال التحذيري،فلو أوقفت دقيقة واحدة فى المطار يوم رجوعي،فباختصار ،كما قال الإمام المجذوب، الشريف الشمسدي يوما فى أطار:”الداخل منا و الخارج غيرنا و ناقلنا هو المنقول”.
أجل، بإذن الله.
يا سيادة الرئيس لا تجرب صبري على الظلم، فإني لا أحتمله،و لا أجامل صاحبه،و حتى الآن لم أصطدم بنظامك مباشرة،و لدي علاقة وثيقة بمدير ديوانك،السيد الفاضل المحترم الوفي،محمد أحمد ولد محمد امين.
فإن شئت تراجع عن استجوابي وقت رجوعي و أعرف أن خطي التحريري المتوازن،المريح لي شخصيا و المنصف لك و لنظامك و وطننا الجامع،أغلى عندي من مقعدك الرئاسي،و الله خير حفظا.
و هذا الشرح التمهيدي محاولة للإجابة الضمنية الإيحائية،على عنوان المقال.
و لا يريحني أن أقدم على بلدي قادما مختارا غير مكره،ثم أستقبل بالظلم و المهانة،الذى لا يليق بي إطلاقا.
و رغم وجود شعرة معاوية بيني و هذا النظام الاستفزازي،أحرص و يحرص أصدقائي داخله،على أن لا تنقطع،لكن المركب بدأ يتململ بالجميع و الوضع شديد الخطورة و الطقس متقلب كل يوم و ليلة،لكثرة المؤثرات المحلية و الاقليمية و عند الجار الجنب و الوضع صعب بامتياز،لكن الوضع لازال تحت السيطرة نسبيا،لله الحمد والمنة،و نظام غزوانى أنصحه مجددا بالرجوع إلى الله و الابتعاد عن الظلم الخاص و العام و اتخاذ جملة إجراءات إصلاحية استعجالية،عسى الله أن ينقذنا جميعا، و أستغفر الله العظيم و أتوب ،اللهم آمين.