نصيحة لمعالي وزيرة الثقافة..إنهم اللصوص فاحذريهم/ محمد ولد شيخنا
عندما تم تعيين السيدة لاله بنت اشريف قبل حوالي الأسبوع وزيرة للثقافة والشباب والرياضة أحسست بأن من واجبي أن أقدم لها المشورة لتسهيل مهمتها في إدارة قطاع أقل ما يقال عنه إنه على فراش الموت،بعد خمسة عقود من السياسات الإرتجالية العرجاء والمزاجية..
فمن حقي أن أدعي أنني أعرف هذا القطاع من خلال تجربة عشرين عاما قضيتها فيه أقاسي ما يقاسيه زملائي من الأطر من تهميش بل إنني و أولئك الزملاء نصلح لأن نكون شهودا على عصر غير ذهبي من تاريخ هذا القطاع.
سيدتي الوزيرة
ابدئي من حيث شئت وكوني كما تشائين فالذين مروا قبلك كانوا هكذا:”كلما جاءت أمة لعنت أختها”،فكل وزير يلعن سياسات سلفه ويدعي أن التاريخ بدأ مع تعيينه الميمون حتى إذا قضى برهة من الزمن انكشفت حقيقته،كما انكشفت حقيقة أسلافه،مفسدا فاسدا لا يتجاوز تفكيره حدود الدراهم والنقود التي يجمعها على عجل قبل أن يغادر.
لا تعولي على أي أحد،أيا كان، فأغلب الذين يتقلدون مناصب تسييرية في وزارتك لا صلة لهم بالقطاع فبعضهم أصبحوا في أواخر حياتهم المليئة بالفضائح فأرسلوا إلى الثقافة علهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة فيها، وبعضهم ارتكبوا فواحش في مؤسسات ووزارات أخرى فوجهوا للقطاع سترا لعوراتهم وحجبا لهم عن الأنظار وصرفا لاهتمام الناس عنهم .وبعضهم جاؤوا تحت ضغط السياسة فعينوا في قطاع الثقافة لأنه مكب لقمامة الرجال والنساء على حد السواء.
ليس بينهم خبير،إلا من رحم ربك،حتى تستشيريه في أمر من أمور القطاع وإن فعلت فاعلمي أن رأيه يؤخر ولا يقدم.
سيدتي الوزيرة
إن أغلب مدراء المؤسسات والإدارات هنا أصحاب سوابق في العبث بمقدرات الوطن والمال العام والفساد، حيث دمروا مؤسسات وعينوا على أخرى في قطاعك ليدمروها فهم عديمو الخبرة والثقافة ولكنهم تبوؤوا مكانة مرموقة على رأس تلك المؤسسات والإدارات لأن هناك جهة ما تعتقد أن التحكم في الشعوب يمر عبر تجهيلها وإبعادها عن الثقافة.
وحتى لا أظلم أحدا ولا أغمض حق أحد فاعلمي ،وفقنا الله وإياك،أن من بين المديرين في قطاعك أشخاصا ينتحلون شخصية آخرين في نفس القطاع فترينهم يحضرون مؤتمرات دولية وإقليمية باسم مديرين آخرين فيقدمون أنفسهم لمنظمي تلك المؤتمرات تحت عناوين كاذبة في غفلة من نظرائهم..أكثر من هذا فإن من بينهم من يوقعون بأسماء غير أسمائهم وطوابع غير طوابعهم ليحصلوابذلك على أموال حرام وامتيازات زائفة..أما ادعاء شهادات جامعية ما أنزل الله بها من سلطان فهذه من أبسط ما يصنعون.
سيدتي
لا تعتقدي أنك مضطرة للإعتذار لأحد عن ما ستفعلين في هذا القطاع فليس من حقهم أن يطالبوك بذلك لأنهم،إلا من رحم ربك،يستحقون أن يخرجوا من الحقل لمن أراد أن يصلح فهم أزمة القطاع ومشكلته وهم العائق الذي يمنعه من المسير على خطى الإصلاح.
لا يعني هذا أن القطاع لا يحوي أطرا ومثقفين وكفاءات ولكنهم منبوذون مهمشون لا أحد من نظرائهم يرغب في التعامل معهم .. ولا يعني هذا أنه خال من الطيبين والرجال والنساء الذين يعول عليهم فهم موجودون ولكنهم الإستثناء الذي يؤكد القاعدة لأنهم قلة أقل من أصابع اليد وليسوا معنيين بما يقال، فمن أعنيهم يعرفون أنفسهم جيدا ولربما يكونوا قد قدموا لك أشخاصهم على أنهم محور الكون وأقطاب رحى الثقافة وعباقرتها الملهمون ولكنهم غير ذلك تماما فلا تصدقيهم.
إنهم اللصوص فاحذريهم إن أردت لهذا القطاع مستقبلا ..والله على ما أقول شهيد..
مع تحياتي الخالصة