محمد أحمد ولد محمدالأمين..قبس من الوفاء
كتب عبدالفتاح ولد اعبيدن:
الزمان أنفو –
كثيرا ما أتابع في الإعلام الموريتاني بعض المحسوبين على المهنة العزيزة المتميزة، كما أسمع في بعض الصالونات هجوما غير مفهوم على مسؤول دون آخر، وفي هذه الحقبة على الخصوص، على السيد مدير الديوان، محمد أحمد ولد محمد الأمين.
ورغم وجاهة تناول المسؤول العمومي، خصوصا في المواقع المتقدمة من الدولة، إلا أن السيل بلغ الزبى في هذا المنحى، وتجاوز أسلوب البعض في تناول البعض من مديري الديوان، في السابق السياسي من تجربة الدولة الموريتانية.
فقد سمعت كثيرا عن ما قيل عن فلان أو علان من مديري ديوان الرؤساء الموريتانيين، ولم يكن الهجوم على وجه العموم شنيعا في هذا الاتجاه، إلا على الدكتور لوليد ولد وداد في عهد الرئيس الأسبق معاوية، وإنما فاقه الهجوم والاستهداف ضد المدير الحالي للديوان الرئاسي، السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين.
وأقول مجددا مثل هذا التناول غير غريب وقد لا يكون موضوعيا على وجه العموم ودون استثناء، وربما مرده إلى مواقع مدراء الديوان، ومستوى مسؤولياتهم في التجربة الرئاسية الموريتانية، وطريقة تعاملهم مع المواطن، من مختلف المستويات.
وباختصار تدعوني مناسبة طرق هذا الموضوع، إلى دعوة هؤلاء المدراء وغيرهم من المسؤولين، للانتباه إلى طبيعة الأمانة العمومية، فهي تكليف قبل أن تكون تشريفا.
ولعل بعض الرؤساء يتخذ بعض المدراء كورق “اكلنكس” يمسح فيها بعض ما تعذر عليه تحمله أو التعامل معه بأسلوب صريح شفاف ، فيهجم الناس على الحاجب ومدير الديوان، على غرار التركيز على الرمية وتجاهل مصدرها.
فإن كان خيرا نسبوه إلى صاحب الفخامة، وإن كان غير ذلك حملوه لحاجبه ومدير ديوانه، وغيرهم من المحيط المتنفذ.
وهذه جدلية قديمة متجددة، قد يحسن التنبيه إلى بعض المفاهيم المفيدة لسبر بعض جوانبها، لكن المقصد هو إنارة الرأي العام حول بعض تجربتي في هذا المعنى، وخصوصا بالنسبة لعلاقتي المحدودة، زمانا ومجالا، مع السيد مدير الديوان الحالي.
وأريد أن أقول بكلمة واحدة، لقد تأكدت من خلال صلتي المباشرة معه، من قلة كلامه ووفائه بالوعد، ولم يمنعني ذلك من ملاحظة تأثير التراتبية على بعض التزاماته.
شخصيا أعتبره وفيا وجديا، ويكره الظلم.
وقد تبينت ذلك من خلال تجربتي الأخيرة، حين أحطته علما بمحاولة توريطي في ملف مفبرك ومغرض بامتياز، كان سيضر كثيرا بمصداقية النظام وعدالة الدولة، وخصوصا العلاقة بين صاحب الفخامة ومختلف أوجه الحقل الإعلامي دون استثناء.
لقد أنقذ مدير الديوان الموقف، وساعده بشكل خاص المدير العام للأمن، مسقارو ولد سيدي، الصديق الوفي.
وفي تصوري الخاص، وحسب تجربتي الخاصة، السيد مدير الديوان يعكس لوحة أخلاق رفيعة، وفضائل أصيلة كادت تندثر، وخصوصا ثلاثية الوفاء والكرم وترك اللغو.
وفي الختام سنبقى دائما بحاجة إلى تكريس مفهوم تقريب الإدارة من المواطن.
فالرئيس عموما بحاجة لحل مشاكل المواطنين كلهم دون استثناء، وليس التركيز فحسب على القادرين للوصول للقصور والمكاتب المحكمة الإغلاق والحراسة، وإن لم يتمكن الرئيس شخصيا من حل كل المعضلات الرئيسية، فليبذل الجهد، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، للاطلاع المباشر وشبه المباشر، على أوضاع الرعية، فهو المسؤول عنها أولا وأخيرا.