خواطر من صفحات المدونين
كتبت المدونة زروق:
الزمان أنفو _
وقفتُ وقت الغروب في وجه رياح الغرب العاتية التي أنوي من فرط الكسل أن أسند إليها بعض الأمور العالقة.
هبت من الغرب نسمات تگانتية، يُخيل إليّ اندفاعها من البحر صوب المناطق الجبلية التي رُسمت على شاشة العين بكل ما فيها من أودية مزركشة بالنخيل، تقوم الريح بنقل حبوب اللقاح من شماريخ فحولها إلى الإناث المهملة كالتي تعود إلى أبي قرب ينابيع الخنشة، أقاوم الرغبة في الاستظلال بها من مرحلة الطلع حتى الرُّطب تاركة كل شيء خلفي.
في الركن شهادة عليا، بذلتُ من أجلها أحلى سنين عمري لكني لم أستفد منها في الدنيا و في الأخرة لا يمكنها الشفاعة في فإما أن تزمجري أيتها الريح ملء فاك لطمرها بالتراب أو تجعلي الحلقة المفرغة التي يدور فيها البلد كالهباء .
كثيراً ما يثير قلمي الهواء المتحرك بين البحر و اليابسة لكني لا أستطيع أن أطلق له العنان مع استمرار رياح الغرب الحالية خوفا من تعكير صفو علاقتي مع الحكومة التي تجتمع كل يوم أربعاء و تدرس و تقرر أنني أسير نحو المجهول فهبي يا زوبعة المخيلة لتوسعي لنا الهاوية!
يهددني الغد و مخالب الذل تنهش كرامتي و أنا امرأة ضعيفة يسيطر الوجع على مفاصل جسمي كما تسيطر شبكات المحسوبية على مفاصل السلطة و ما شاطرتُ الرياح النواح إلا لتجرف معها الجراح أو لعلها ما دمتُ في مهبها تحملني إلى أبعد نقطة يمكن أن يُسمع منها صوتي هناك في أودية النخيل.
محفوظه زروق