اخرجوا من الجبل / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
يقول الصينيون، لكي ترى الجبل لا بد أن تخرج منه.
لقد ولدت موريتانيا في أزمة و ترعرعت في أزمة و لن ترى حقيقتها قبل الخروج من جبل واقعها المأزوم.
حين تأسست الدولة، لم تكن مطلبا شعبيا ؛ لم يكن الشعب يحتاج الدولة في شيء و لم تكن النخبة التي أسستها تحتاج الشعب في شيء ..
من هنا بدأت مشكلة موريتانيا : الدولة ملك للرئيس و وزرائه و مدرائه و سفرائه . و باحتكار وسائل القمع ، تمتلك عنوة الشعب و الأرض و القرار السيادي و مصير البلد بأكمله.
- كان النواب في عهد المرحوم المختار ولد داداه، يوقعون على استقالاتهم قبل دخول الجمعية الوطنية ليحتفظ بها الرئيس في درج مكتبه ، فيقيل من شاء منهم متى شاء..
-
لم يحتج ولد داداه إلى استفتاء شعبي و لم يكن ملزما باستشارة أي جهة لدخول حرب الصحراء بأقل من ألف جندي بلا وسائل و لا خبرات..
-
لم يحتج ولد هيدالة إلى استشارة قانونية و لا نصيحة اجتماعية ، لقتل فرسان 16 مارس من دون محاكمة..
-
لم تكترث السلطات بما جاء في تقرير العقيد طيار كادير، حول حادثة المرحوم العقيد أحمد ولد بوسيف، رغم الإشارات الواضحة لاحتمال تدبير قتله..
نعم، لقد ولدنا في أزمة . وكلما ضاقت على النظام في البلد ، لجأ إلى خلق أزمة أكبر لينسينا آلام التي سبقتها ، ليصبح خلق الأزمات نهجا لتجاوز الأزمات على طريقة “آخر الدواء الكي” .
و على من لم يكتو بنار الفقر في هذا البلد أن يكتوي بنار القهر .
و لأن بلدنا ديمقراطي لله الحمد و مسلم ١٠٠% ، على كل فرد من شعبنا البطل أن يختار بأي نار يكوي و بأي أرض يموت ..