الكشف عن تفاصيل تسجيلات صفقة ملعب نواذيبو
الأخبار (نواكشوط) – حصلت صحيفة “الأخبار إنفو” على تفاصيل التسجيلات الصوتية التي أطاحت بوزيرة الثقافة والشباب والرياضة سيس بنت الشيخ ولد بيده، وأدخلت عدة شخصيات إلى السجن في القضية المعروفة بصفقة ملعب نواذيبو.
وكشفت المستندات الرسمية التي حصلت عليه الصحيفة اعتقال الدرك الموريتاني للمتهمين لمدة 16 يوما دون علم النيابة العامة في موريتانيا، وتضمنت إحالة المتهمين إلى القضاء معلومة تقول إن بداية التحقيق معهم يوم 10 يوليو 2013 رغم أن عددا منهم تم اعتقالهم مساء 24 يونيو 2013. وتشير المستندات الرسمية إلى أن الدرك الموريتاني بدأ صباح الأربعاء 10 يوليو 2013 التحقيق مع المتهمين، بناء على “تعليمات لمباشرة التحقيق مع المتهمين، للكشف عن ملابسات قضية التسجيلات الصوتية لبعض الأشخاص من بينهم موظفين عموميين، أثارت – حسب الدرك دائما – الكثير من اللغط والشائعات حول تورط بعض موظفي الإدارات العمومية في رشاوى وفساد مالي. وأظهرت المعطيات التي حصلت عليها “الأخبار إنفو” أن بعض المشاركين في الصفقة قام بتسجيل عدد من المقاطع الصوتية التي تثبت تورط أطراف مقربة من الوزيرة في العمل على منح الصفقة مقابل الحصول على مبالغ مالية، بدأت بـ100 مليون أوقية، قبل أن ترسو على 85 مليون أوقية. وتؤكد المستندات الرسمية أن ملاك الشركة الفائزة بالصفقة سجلوا عدد من المقاطع الصوتية أثناء مفاوضاتهم مع الطرف الآخر، وخصوصا رئيس لجنة صفقات قطاع الثقافة والإدارة والاتصال الشيخ ولد المصطفى، وكذا زوجة وزيرة الثقافة الملازم أول احبيب ولد أحمد سالم، وتركزت التسجيلات على المفاوضات حول حجم التعويض المالي مقابل الفوز بالصفقة، فيما تمت معاجلة هذه التسجيلات لاحقا للتخلص من بعضها غير الضروري من أجل تخفيف وزنها. وشملت تحقيقات – حسب الصحيفة – عدة شخصيات، هم: 1- محفوظ ولد محمد ولد زيدان: مولود سنة 1973 في كيفة، رجل أعمال ومدير الشركة الوطنية للأشغال العامة والتمثيل في نواكشوط، حاصل على شهادة مهندس في التركيب الآلي. 2- الشيخ ولد المصطفى: مولود سنة 1969 في نواكشوط، رئيس لجنة صفقات قطاع الثقافة والإدارة والاتصال، حاصل على شهادة إداري مدني. 3- محمد لحبيب ولد أحمد سالم: مولود سنة 1973 في نواكشوط، ملازم أول، عامل في الإدارة العامة للبحرية الوطنية، حاصل على شهادة الباكلوريا من الثانوية الوطنية، انتسب إلى الجيش الموريتاني منذ العام 1996. 4- محمد عبد الله ولد سيدينا: مولود سنة 1976 في كيفة، رجل أعمال. 5- الداه ولد سيد محمد ولد بي: مولود سنة 1966 في لكصر. وكانت نتيجة التحقيقات التي أعلن عنها بعد نصف شهر تقريبا على اعتقال بعضهم هي توجيه عدة تهم لهم، وذلك بعد الحصول على ما وصفه المحققون بـ”الأدلة القوية والمتماسكة، والتي من طبيعتها تشكيل الرشوة والاحتيال”، وهي جنح منصوصة ومعاقبة في المواد 171 وما بعدها، والمادة 376 من القانون الجنائي الموريتاني. وأكدت المستندات الرسمية أن الملازم أول احبيب ولد أحمد سالم نصح ملاك الشركة الفائزة بالاتصال بواحد من شخصيتين نافذتين، معتبرا أن الاتصال بهما سيضمن بقاء الصفحة ويحصنها من الإلغاء، مشيرا إلى الشخصية الأولى هي رجل الأعمال افليل ولد اللهاه ابن خالة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وكيل أعماله، مؤكدا أن دفع مبالغ مالية لهذه الشخصية النافذة كفيلة بأن تحقق لهم كل ما يريدون. أما الشخصية الثانية –حسب نصيحة ولد أحمد سالم – فهي العقيد المتقاعد الشيخ ولد بايه المدير السابق لمندوبية الرقابة البحرية، ومستشار وزير الصيد والاقتصاد البحري حاليا، معتبرا أن هذا الأخير يمكن أن يبذل جهوده في مساعدتهم دون مقابل مالي. وخلال التحقيقات ورد اسم رئيس الاتحاد الموريتانية لكرة القدم أحمد ولد يحي، حيث تساءل المحققون عن نوعية العلاقة التي تربطه بالشركة الأسبانية “كونتراتوس”، وهو تجمع تقدم للمشاركة في المناقصة من خلال شراكة مع شركة STS والتي يديرها رجل الأعمال عبد الله ولد احمياده. وكان لافتا خلال التحقيقات الدور التي قامت اتحادية كرة القدم في الحصول على وثائق تثبت تزوير المعطيات التي تقدمت بها الشركة الفائزة، حيث راسلت اتحادية كرة القدم الموريتانية نظيرتها الغينية من أجل الحصول على هذه المعطيات وهو ما تم فعليا. مدير شركة STS ولد احمياده نفى للمحققين أي علاقة لرئيس اتحادية كرة القدم الموريتانية ولد يحي بالشركة الأسبانية، مؤكدا أن دوره اقتصر على ربط ولد احمياده بوزير صيد أسباني قديم، وهذا بدوره ربطه بمدير مطعم في نواذيبو يدعى أنيسيو، وقد ربطه أنيسيو بالتجمع الأسباني المعروف بـ”MONTANA DELFIGO CONTRATOS” الذي شارك معه في التقدم للمناقصة.