السيّد وزير الصحة المحترم … انتبه لهؤلاء..!! / د. محمد ولد أممد
بسبب عملي في الولايات الداخلية و قلة الاحتكاك بالمؤسسات الصحية في نواكشوط كنت أسمع دائما بأن هناك ديناصورات ( المصطلح متداول بين الأطباء ) تحاول السيطرة على القطاع وتسييره حسب هواها, رغم أنف الوزارة و حتى رغم أنف الحكومة, ليظل قطاع الصحة مصدراللثراء المادي لهذه الديناصورات و لو كان ذلك على حساب المواطنين المساكين.
لأجد نفسي اليوم وجها لوجه أمام أحد هذه الديناصورات و ذلك بعد ثلاثة أسابيع من دخولي في التكوين معه. ليعلن اليوم تمرده على التعليمات القادمة من الوزارة , ورفضه لتنفيذ قرارها, و يعلن أمام الملء تحديه للوزارة و لقراراتها لا لشيء إلا أنه لا يريد بل يرفض بتاتا زيادة الاخصائيين في مجال تخصصه!!!! ليبقى مسيطرا على سوق أموال المرضى الحرام, و بدون أن يعطي أي اهتمام مسؤول للمصلحة العامة,وإليكم الادلة الدامغة على ذلك :
— أقام هذا الديناصور سنة 2010 الدنيا و لم يقعدها و ذلك عندما قررت وزارة الصحة في حينها إبرام عقد مع أخصائية مغربية في الاشعة للعمل على جهاز “التصوير بالرنين المغناطيسي”بعد شراء الجهاز مباشرة و ثارت ثائرته, و لكن في النهاية انتصر الحق و بدأت المغربية بتقديم خدماتها الجبارة و المنتظمة لهذا الشعب الطيب الذي عانى كثيرا من جشع هذه الديناصورات.
— هذا الديناصور لا يحضر للعمل في المستشفى العمومي إلا يومين فقط في الاسبوع مع العلم بأن يوم المستشفى عنده و عند المهملين للعمل العمومي من امثاله لا يتجاوز ساعتين إلى ثلاثة ساعات في اليوم على اكبر تقدير مع الحضور متأخر و الخروج السريع من المستشفى ( أي 3 إلى 5 ساعات اسبوعيا ).
— هذا الديناصور يعمل في عيادته الخصوصية في أيام الاسبوع السبعة من ساعات الفجر الأولى و حتى ساعات الليل الاولى من كل يوم.
— هذا الديناصور فتح عيادته الخصوصية و التي تأخذ %95 من عمله على بعد عشرات الامتار فقط من المستشفى الشيء الذي تنكره الأخلاق والدين.
— الاخصائية المغربية التي كان هذا الديناصور يرفض عملها في موريتانيا, عند إلقاء نظرة في سجل عملها اليومي و اجراء عملية حسابية بسيطة نجد أن بقائها للعمل في المستشفى يضاعف اضعافا مضاعفة وقت بقاء هذا الديناصور في المستشفى مما انعكس إجابا على الأداء و تقريب الخدمة من المواطن.
و في الختام أقول لهذا الديناصور بأننيو كما نجحت بجدارة و تفوق في المسابقة, مما مكنني من الحصول على تخصص جيد, حلم به و تسابق من أجله العشرات من الدكاترة, فبعون الله تعالى سأستمر في التخصص الذي وجهتني إليه وزارتي و سأنجح و سأتفوق و سأخدم المواطنين في المستشفيات العمومية و لن أمص دمائهم في العيادات و لن احتكر تخصصي بل إنني سأكوِّن بدوري أخصائيين في نفس المجال حتى يستفيد كل مواطن من الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية و في ذلك فليتنافس المتنافسون.
و للمتسائلين عن سبب الجرأة في الكلام و الطرح أقول لهم بأن من أهم الاسباب وراء ذلك بانني حاصل على جميع شهاداتي بجدارة و بدون “تزوير” كما هو حال البعض من من يعرفون انفسهم جيدا, و ناجح كذلك في جميع مسابقاتي بتفوق و بجدارة و بدون “تبتيب” , و السبب الآخر هو الشعور بوجود العدالة و الحرب على الفساد و المفسدين في بلدي موريتانيا, أما السبب الرئيسي و الأساسي و الأهم فهو إيماني المطلق بقوله جل جلاله (الذي خلقني فهويهدين والذي هويطعمني ويسقين وإذامرضت فهويشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفرلي خطيئتيي ومالدين…….)
و إلى الرسالة القادمة و ليسقط جميع المفسدين و الديناصورات و المعاويين..
الدكتور محمد ولد أممد
كلية الطب تخصص أشعة