حكومة رمضان..ملاحظات عابرة
كتب عبدالفتاح ولد اعبيدن:
الزمان أنفو-
بحساب الصحفيين الجادين، وفي حساب الشرع الإسلامي، وعلم المقاصد والأصول، يتقدم درء المفاسد والمخاطر على جلب المصالح والمنافع، وعلى غرار هذا الأسلوب قد أفضل في أسلوبي الجاد تقديم بعض المآخذ على حكومة رمضان المباركة، إن شاء الله، على ذكر ايجابياتها، المعتبرة على رأي البعض.
لقد تكرر تدوير بعض المفسدين من خلال توزيرهم مكررا، على نسق الاحتفاظ بولد مرزوك في وزارة الخارجية، ربما من زاوية المعرفة الخاصة بينه وبين الرئيس الحالي، وزاوية الصلة المناطقية (ولاية لعصابه)، أو توهم مصالح انتخابية منتظرة في الاستحقاقات الرئاسية المنتظرة ما بين 2023 -2024.
فولد مرزوك معروف بملفه في منظمة استثمار نهر السنغال، ومهما قيل عن ايجابياته وخبرته الإدارية أو كاريزماه القيادية فإنه متهم سابق بسوء تسيير مسؤولياته العمومية في منظمة استثمار نهر السنغال الإقليمية، ورغم أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، إلا أن الإعلام في مجمله المحلي والإقليمي ظل متواترا على تجريمه رغم عدم تأكيد ذلك عبر محاكمة حاسمة، لكن بقيت تلك التهمة عيبا في نظر الأكثرين، يشيب ملف معالي الوزير الذي احتل منصب وزير الخارجية الموريتاني في حكومة رمضان المباركة، على نهج التفاؤل ببركات شهر رمضان، شهر القرآن والصيام والقيام.
وإن كانت حكومة رمضان محل جدل، فإن بركتها بحكم تزامنها مع شهر البركات والخيرات، قد يكفي من مدحها والجنوح نحو التيامن بها على وجه الترجيح، بإذن الله، ولأول مرة يحتل “حرطاني” منصب وزير الخارجية في موريتانيا.
كما كرس بقاء ولد حننا في منصب وزير الدفاع فرصة المزيد من الثراء الفاحش لهذا الجنرال المتقاعد، وربما المزيد من استغلال النفوذ ضد خصومه في باسكنو، وغيره من ربوع المنشئ والمصدر المبارك الداوودي.
فهل يتعظ صاحبنا وزير دفاعنا الموقر ليتجاوز ثغرات تجربته السابقة في إدارة الشأن العام الأمني والعسكري، ويعزز ايجابياته إن وجدت، أو تحققت في هذا المنحى الصعب المضطرب، رغم ما يجمع عليه البعض من ازدواجية، وجمعه بين الكفاءة واستغلال النفوذ على وجه مثير للتساؤل المستمر على الأقل!
أما وزير الصحة المتنقل من قطاع الجمركة المغرضة إلى الثقافة الممتهنة، وبعد أن زاد قطاع الثقافة والرياضة والصحافة رهقا، وغيرهما مما علق بقطاعه الوزاري السابق، فها هو يكلف من غير وجاهة وإقناع بوزارة الصحة، ويكاد المشهد يثير السخرية أكثر مما يثير من الاستغراب التراجيدي التاريخي المذهل!
جمركي فاشل، ومثقف بطعم التزلف، وناطق رسمي باسم حكومة فاشلة، يفلح في محاكاة ولد محم، ولم يفلح في نزاهته وبعض عفته مع المال العام، إلا أن طبيعة انتمائه المناطقي، والطمع على ما قد يترتب على انتمائه العائلي من قيمة معنوية وانتخابية، دفع صاحب الفخامة قهرا للاحتفاظ به، وربما لما يثير من شهية الاستماع والمتابعة عندما يحمل حقيبة “لا تعنيه من قريب أو من بعيد”، وإن كان فعلها يوما في وادان ففسرت بالأخلاق على رأي الأغلبية، الصائبة ربما، فمن يعين اليوم منى بنت الدي، الصحفية اللامعة، في إقناع الجمهور بأن قطاع الصحة ليس خدميا ولا تخصصيا، ويكفي أن يعين على رأس هرمه أي واحد، ولو كان جمركيا فاشلا وسياسيا من طراز خاص يحسن التلاعب بالحروف مثلما يحسن، وربما أكثر، التلاعب بالمواقف السياسية.
ثم جاء التخلص من بنات المشيخات التقليدية (مشيخة أهل الشيخ سيديا – مشيخة أهل الشيخ عبد الله – مشيخة أهل الشيخ سيدي المختار الكنتي)، ثم جاءت بنت انتهاه على انقاض كل رجالات اسماسيد” المغضوب عليهم دون سبب واضح، أو على الأصح المقصيين في أغلب فرص السياسة والمال العمومي، وتصدرت المشهد السياسي الغزواني، فكما يقال في المثل، اكتفى أهل أطار الشرفاء السماسدة من الغنيمة بالإياب، لعل صفية بنت عبدات ولد انتهاه، شقيقة حرم نجل معاوية، أحمد ولد سيدي أحمد ولد الطايع، تمثل التفاتة ولو نسبيا لجماعة ظلت منسية منذ وصول صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني لدفة الحكم 2019، وسيظل السؤال كبيرا ومحرجا، لماذا أقيلت آمال بنت سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، رغم بعض نجاحاتها المهمة في قطاع التعليم العالي المتعثر منذ سنوات عديدة؟!
ولماذا أقيل ولد بوخريص، وهل كان ضحية صرامته مع المتلاعبين بقطاعه من بعض الأوساط المقربة من الحكم “الشركاوي” الحالي!؟
ولكن توزير السيد الفاضل المحترم محمد أحمد ولد محمد الأمين على رأس وزارة قطاع الداخلية رد الاعتبار لهذه الحكومة، وبعث الأمل.
وقد قال الواعظ المصري رحمه الله، عبد الحميد كشك: “الحياة ألم يخفيه أمل، وأمل يحققه عمل”.
فهل يقوم معالي وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين بما يلزم بقطاع الأمن والإدارة الإقليمية، والاستحقاقات المرتقبة المحلية والرئاسية ما بين 2023 – 2024، ليتحقق بعض الأمل، إن لم يتحقق كله.
وما لا يدرك جله لا يترك كله، كما قيل في المثل العربي البليغ.
والله ولي التوفيق، ومبروك رمضان 1423 هجرية، الموافق لشهر أبريل 2022، وكل عام وأنتم بخير.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.