ماذا بعد ؟ / سيدي علي بلعمش
الساحة الموريتانية اليوم ، تأخذ منعرجا خطيرا ، يتساوى في الترنح على منزلقاته المعارض و الموالي و غير المهتم:
– حين يتسيد الجوع قيادة المعارضة ..
– حين يحتل الرعاع واجهة المشهد السياسي..
– حين تصبح الانتهازية أهم مهارة في البلد..
– حين يتعانق الموظف و التاجر بلا حياء أمام الجميع..
– حين تتحول الإدارة إلى سوق سوداء ، تتعاطى بلغة الإشارات..
– حين يصبح صراخ المظالم ، أهم مؤشرات الديمقراطية..
– حين يصبح عويل الأرامل مقلب لاستباحة “التآزر” ..
– حين تحتل الفوضى كل ساحة عمومية و يحتل “النفوذ” كل خصوصية..
حين يصبح الجميع راضيا من الغنيمة ، بالإياب..
# يكون من كامل حقنا .. من كل واجبنا .. من أقل مسؤولياتنا ، أن نسأل بكل ما يملي الموقف من استغراب ، أليس في هذا البلد عاقل.. أليس في هذا البلد راشد .. أليس في هذا البلد صاحب رأي سديد ؟؟؟
* لم يعد لما يحدث في موريتانيا إسم غير الاستباحة المطلقة (السيبه) ..
* لم يعد لما يحدث في موريتانيا مبرر غير البغي المتبجح ، المتحدي لمشاعر الجميع..
* لم يعد لما يحدث في موريتانيا صفة دقيقة غير الفوضى المحمية..
# لا شك أن للتراكمات الجمة، الموغلة في القدم، نصيبها من هذا الواقع المؤلم . لكن، تذكروا أن الشعب انتخبكم لإزالتها لا لتبرير استمرارها..
# لا شك أن للإكراهات الصعبة، نصيبها في ما يحدث ، لكن لا تنسوا بماذا بررتم ترشحكم لإخراج البلاد من محنتها ..
* لا صوت يعلو اليوم على صوت الجهوية و القبلية و الشرائحية و كل سخافات المجاعة الفكرية التي يتخبط فيها البلد منذ عقود ، نتيجة تحكم السياسات المعوقة و العقول الأنانية و اعتماد منهج الترقيع و الهروب من الحقائق الكبرى و الخوف من أي تغيير ..
# البلد لم يعد يتحمل مزيدا من الفوضى .. لم يعد يتسع لمزيد من القبائل و الشرائح و الشروح المبررة للتخلف و السخافة .. لم يعد يتحمل مزيدا من منظمات عقوق الإنسان المافيوية و أحزاب الشنط الممثلة للبؤس ..
* كل شيء في هذه الأرض اليوم مؤسس على الغش و التحايل و التزوير ..
* كل انحراف في هذه الأرض اليوم محمي بقوة النفوذ لصالح متغولين معفيين من القانون و العقوبة..
* لا شيى في هذا البلد اليوم يخضع لأي حد من الجدية..
# كل صحيح في هذا البلد اليوم معطل بإرادة واعية.. بتغييب القانون و فساد الإدارة و سطوة الرشوة و المحسوبية ..
* كل أسئلة اللحظة أصبحت محرجة..
* كل تبريرات اللحظة أصبحت خيانة ..
* كل آمال اللحظة أصبحت تواطؤا..
# فماذا بعد؟
# ماذا بعد ؟
# ماذا بعد ؟