تحويلات وشيكة تشمل الأساتذة والمعلمين بولاية العصابة
الزمان أنفو – علمنا من مصادر شبه مؤكدة أن الإدارة الجهوية للتهذيب الوطني بولاية لعصابة تعكف هذه الأيام على إصدار مذكرة لتحويلات شاملة للأستاذة و المعلمين في عموم الولاية . و ستشهد هذه التحويلات حركة كبيرة للمعلمين و الأساتذة من أماكن عملهم الأصلية إلى مواقع أخرى من أجل ضمان تغطية نوعية شاملة حسب توزيع المدارس إلى فئات أربع أوصت بها بعثة المنصة خلال جولاتها المكوكية في جميع ولايات الوطن. و ذكرت المصادر أن جميع المعلمين المزدوجين حسب تخرجهم سيحولون إلى المدارس من فئة (ج) و المكونة أساسا من أربعة أقسام تربوية فما دون، و بهذه الوضعية الجديدة سيفقد بعض مديري هذه المدارس الصغيرة مراكزهم إن لم يكونوا مزدوجين حسب لغة العمل، كما سيحظى الكثير من المعلمين المعربين و المفرنسين بولو ج المراكز الحضرية الكبرى لأنهم سيحولون إلى المدارس من فئة (أ) التي لا توجد غالبا إلا في عواصم المقاطعات. و في مجال التعليم الثانوي أوردت المصادر أن ضرورات التغطية النوعية الشاملة تقتضي أن يحمل جميع الأستاذة في جداول عملهم عدد الساعات المنصوصة في القانون (18 لأستاذ السلك الثاني) و (22 ساعة لأساتذة السلك الأول) كما أن جميع المراقبين و المراقبين العامين و مديري الدروس سيحملون جداول زمنية كاملة حسب سلكهم الوظيفي و لن يستثنى منهم سوى من تضم مؤسسته أكثر من 1000 تلميذ.
مصادر “الزمان انفو ” أشارت إلى أن ولاية لعصابة كانت سباقة في تنفيذ تعليمات الأمين العام للوزارة مطلع السنة الدراسية الجارية ، مضيفة أنها كانت الولاية الوحيدة تقريبا التي أصدرت مذكرة شاملة لتغيير مديري المدارس الابتدائية لمواقعهم الأصلية. و يتوقع الشارع التربوي في الولاية أن تأتي الردود على هذه التحويلات متفاوتة بين من يراها وجيهة و مبررة و بين من يراها غير مبررة ما لم تصاحبها تحويلات مماثلة في باقي الولايات، و قد يرى البعض أن توقيتها المناسب ليس الآن و لو أجلت إلى بداية السنة الدراسية المقبلة لكان أحسن..و يرى فيها بعض قدماء المعلمين إجحافا في حقهم لأنهم ألفوا العمل منذ سنوات في أماكنهم الحالية و لا يرغبون في التحول عنها. و من الناحية الموضوعية إذا كانت هذه التحويلات ستضمن تغطية شاملة للمدارس و يبقى الفائض فإن مصلحة التلاميذ في الحصول على التعليم أولى من بعض المصالح الشخصية للمعلمين و الأساتذة . لكن التحدي الأكبر الذي قد تواجهه هذه التحويلات هو تدخلات أصحاب النفوذ من ساسة و منتخبين و موظفين سامين حيث لا تفتأ هذه الفئة تؤثر على توزيع المصادر البشرية في التعليم بسبب التدخلات و الوساطات التي لا تراعي المصلحة العامة في أغلب حالاتها و تقف حجر عثرة أمام تكافئ الفرص أمام المعلمين و الأساتذة حيث يظل سوادهم الأعظم ضحية لهذه التدخلات غير المنصفة. فإلى متى يظل حقل التعليم مسرحا لتجارب بناء الشخصيات الكرتونية للساسة الذين يسعون بتدخلاتهم فيه إلى كسب نقاط انتخابية، و للنافذين الذين تدفعهم القبلية و الجهوية إلى الضغط للحصول على مكاسب آنية لا صلة لها بالمصلحة العامة؟ أسئلة من بين أخرى كثيرة نترك الإجابة عليها للظروف المستقبلية مع يقيننا أن المستقبل -كما يقول أحد المفكرين- ليس هو الزمان الذي سيأتي، و إنما هو المستوى النفسي و الفكري الذي يجب علينا أن نصل إليه في الوقت الراهن.