لا تتركوا خطأ ممكنا إلا و وقعتم فيه / سيدي علي بلعمش
الزمان أنفو _
اليوم يعود بيرام للمرة العاشرة ، إلى عادته القديمة ، محولا التقرير الأمريكي الذي تحدث عن الفساد في موريتانيا ، إلى جزء من نضاله المكذوب : ” هذا هو مشروعهم هوم الحاكمين، من الانقلاب على المختار ولد داداه إلى ولد الغزواني . هذا هو مشروعهم هومَ : أن أتم احريثتكم انتومَ تُسرَّح فيها ليبال و أهل ليبال ما يحاكموا و لا يحاسبوا و إلين تسموهم انتومَ تنحبسوا”
هذا (ضمن فصول أخرى من حديثه المكذوب)، تحوير و تحريف كامل لما جاء في التقرير الأمريكي الذي لم يشر بأي فاصلة إلى ما يمكن تأويله إلى أي غبن شرائحي ، في بلد وزيره الأول حرطاني و تم إعداد التقرير في عهد تولي آخر وزارة داخليته (و هي أهم وزارة في النظام الفرنسي المتبع في البلد) و آخر على التعليم العالي و آخرين لا يمكن حصرهم في كل مفاصل الدولة (و هذا حقهم الكامل بطبيعة الحال بلا استكثار و لا منة و لا غمز و لا لمز ).
أن يتلفظ الخائن بيرام بمثل هذا الكلام المجافي لكل الحقائق ، هذا ما تعودنا عليه منه ، لكن أن يفعلها و هو يحظى بمثل هذه المكانة عند النظام ، فهذا ما لا نستطيع فهمه.
على ولد الغزواني الذي نحمله كامل المسؤولية في تقريب (حد التبني)، من كان بالأمس يصف ما يسميه ب”دولة البيظان” بنظام الآبارتيد، أن يفهم أن العقارب لن تتخلى أبدا عن عاداتها ..
لا أفهم و لا يمكن أن أفهم ، كيف ينقذ النظام هذا الدعي في لحظة سقوطه و تعرية أكاذيبه حتى من أقرب الناس إليه ..
بيرام محتال ماهر ، يلعب على كل حبال الارتزاق و كلما أسقطه “رفاقه” في النضال و تبرؤوا منه و كشفوا زيف نضاله ، تبنته أجهزة النظام و حمته و لمَّعته و أغدقت عليه بالعطاء. فما سر هذه اللعبة التي لولاها لما حصل أصلا على تزكية تسمح له بالترشح للرئاسة و لا لمنصب نائب ؟
لا نقول لكم اليوم سوى ، لمِّعوا بيرام و دللوه و اغدقوا عليه بالعطاءات و امنحوه ما لا يستحقه أي موريتاني آخر من الثقة، لكن لا تنسوا صنيعتكم: لن نقول لكم غدا سوى هذا ما تستحقونه فعلا ..
أعرف جيدا أن بيرام يقول لكم ، لن أحافظ على مكانتي و لن أستطيع أن أساعدكم في إدارة “اللعبة الخبيثة” إلا إذا سمحتم لي بتجاوز كل المنافسين لي في التطرف و التجرؤ على التحرش بالبيضان و سبهم و نعتهم بأقدح النعوت . لكنه في النهاية لن يستغل كل ذلك إلا ضدكم و ضد مصلحة البلد و ضد سلمه و استقراره..
أن يضحك عليَّ مرة الغبي المكشوف بيرام ، فهذا مؤسف حقا ، لكن أن يضحك عليَّ للمرة العاشرة ، فهذا لا يمكن أن يسمى بغير التبلد المخجل، المؤسف، المخزي ، المذل، المقرف …
الحوار كما يسمونه و التشاور كما تسمونه و فرصة اللعب على النظام كما يسميه بيرام، أمامكم و الانتخابات النيابية و البلدية و الرئاسية أمامكم .
ليس لدينا ما نقوله لشعبنا اليوم سوى تذكيره ب”العطشة”: “لبلاك بالحلفَ غلظلو افتيلك” …