“اعصبوها على رأسي وقولوا جبن عتبه “/سيدعلي بلعمش
الزمان أنفو- بمعرفتي الدقيقة للجهات المشاركة في هذا التشاور أو الحوار ، الذي ما كانت له أي دواعي موضوعية و معرفتي الأدق لسلوك بعضهم و أطماعهم و طرق تفكيرهم ، أستطيع الآن أن أجزم بسلبية نتائجه و عبثية جدول أعماله..
جل الجهات المتحمسة للمشاركة في هذه الطبخة العبثية، تعيش على سمسرة الأزمات و معروفة بجشعها و أنانيتها و قدرتها على الصراخ و عدم اكتراثها بأي منطق و أي حقيقة.
كلها بلا استثناء اصطدامية و استفزازية و أنانية حتى الثمالة.
ليس من بينها من يرى الأشياء أو يمكن أن يقبلها إلا من زاوية رؤيته الضيقة و مصلحته الأضيق..
ليس من بينها (باستثناء حالات فردية قليلة) من يحترم خصما أو يكترث لمصلحة الوطن ..
ليس فيها من يحتكم إلى منطق ديمقراطي أو يحترم منهجا عمليا أو يلتزم بشرط توافقي .
ليس فيها من يبحث عن طرق للخروج من الماضي و التطلع إلى المستقبل ..
كان أملنا في تجاوز آلام الماضي من خلال تجاوز من يعيشون على مآسيه..
كان أملنا في تجاوز قضايا الماضي من خلال تناسي أخطائه و أكاذيبه و سلبية أسبابه..
كان علينا اليوم أن نقول كفى، لمن يعيشون على آلام الوطن..
لمن يبددون خيرات الوطن..
لمن يتاجرون بكل شيء في هذا البلد الذي أهدانا كل شيء و بخلنا عليه بأي شيء..
كان علينا اليوم أن نحاسب أنفسنا و نعتذر لشعبنا عن كل أخطائنا..
عن تقصيرنا في واجبنا تجاه الوطن..
عن التمادي في التبريرات الكاذبة..
اليوم يجتمع من نهبوا الوطن و من حملوا السلاح ضده و من وصفوه بالآبارتيد ، فماذا تريدوننا أن ننتظر منهم؟
أكبر هدية يمكن أن يقدمها النظام اليوم لهذا الوطن المستباح، هي العدول عن هذا الحوار ..
أكبر هدية يمكن أن يقدمها أي مواطن اليوم لهذا الوطن المنهك، هي عدم المشاركة في هذا الحوار العبثي ..
نعم، “أعصبوها برأسي و قولوا جبن عتبة”