مؤسسة السلام للدراسات تنظم ندوة فكرية
الزمان أنفو- ضمن نشاطاتها الموسمية، وفي إطار جهودها المتواصلة لتعميم فكر تنوير الأمة الذي يقود مساراته باقتدار وكفاءة الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، نظمت مؤسسة السلام للدراسات والبحوث الإسلامية ندوة فكرية تم التحضير لها أيام 21 و22 يونيو 2022، وعقدت يوم 23 يونيو 2022م بفندق نواكشوط، تحت عنوان “رسالة السلام محبة ووئام”.
وشارك في هذه الندوة جمهور كبير ضم الأئمة والعلماء، وأساتذة الجامعات، والطلاب، والباحثين الذين توزعوا على أربع ورشات.
وافتتحت الندوة بكلمة للأستاذ حي معاوية الأمين العام مؤسسة السلام للدراسات والبحوث الإسلامية (نص الكلمة)، رحب فيها بالحضور وشكرهم على المشاركة في هذه الندوة المنظمة تحت عنوان “رسالة السلام محبة ووئام”، مؤكدا “أنه عنوان كبير يندرج تحته الكثير”.
وقال “إن الهدف من هذه الندوة هو مناقشة السبل الأكثر فاعلية في تنبيه الأمة من غفلتها لتعود للأصل الذي هو القرآن ولتتخلص من هذا الكم الهائل من الآراء المختلفة والمتناقضة التي تكبل عقلها وتربك مسارها ، وتحول بينها وبين ما يريده الله منها، فالإسلام قبل كل شيء هو دعوة للسلام ، والتآلف والتعاون وتحريم العدوان ، والإسلام عبادة وشريعة ومنهاجا، وهو تطبيق شريعة الله فيما حرمه الله من الذنوب والنهي من ارتكاب المعاصي وهو الالتزام باتباع المنهاج الالهي في سلوك الناس بالرحمة والعدل والإحسان”.
وأضاف “سنعكف خلال هذه الندوة على تدارس ومناقشة هذه المواضيع من خلال كتب ومقالات الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي وهو مفكر عربي آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب، وألهمه التوجه نحو ترشيد وإرشاد الأمة لما فيه مصلحة حالها ومئالها”.
وقد ناقشت الندوة بشكل مستفيض المحاور التالية:
1. مفهوم الصلاة على النبي عليه السلام، وقد قدمه الاستاذ الفقيه نوح عيسى، القرءان بين التنزيل والتضليل، وقد قدمه الأستاذ محمد ولد احمدو استاذ بجامعة نواكشوط.
وأكد المحاضر أنه قرأ عشرات المرات مقال مفكرنا الكبير الاستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي والذي هو بعنوان (الصلاة على النبي) عليه السلام
فوجد أن المفكر الحمادي يتسم بسعة الفكر ووضوح الطرح والعمق في المعنى فقد انتبه الى ان المسلمين اليوم لم يدركوا مقاصد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتي اتخذها المسلمون عادة متوارثة يرددونها بألسنتهم في كل مناسبة وفي كل وقت دون ان يكون لها رد ايجابي على أعمالهم ومعاملاتهم وسلوكياتهم واخلاقهم والسبب في ذلك راجع لفهم وتأويلات من يسميهم مفكرنا بشيوخ الدين ويطلق عليهم العوام لفظ العلماء يقول الاستاذ الحمادي (كما أوهمهم شيوخ الدين ومن يسمون بالعلماء بقولهم عن ثواب ترديد الصلاة على النبي هو الشفاعة يوم القيامة ) وقد رد الحمادي هذا الافتراء بالنصوص الصريحة من الذكر الحكيم .
2. ماذا فعل المسلمون بميثاق الله؟، وقد قدمه الحاج محمد الأمين مدير مكتب رسالة السلام اسبانيا.
وأكد المحاضر “أن المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي ذكر في الكتاب القيم وثيقة الدخول في الاسلام أن أغلب المسلمين لا علاقة لهم بالإسلام، وأساس الإسلام هو الإيمان، وحين يخاطب الله المسلمين بقوله سبحانه: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الحجرات: 14)، فالمسلم غير المؤمن بكتاب الله مرجعه ويتبع ما بلغه رسول الله من الآيات البينات فليس مسلماً مؤمنًا حقًا.
وذكر نقلا عن المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي “أن الإسلام يدعو دائمًا إلى التعاون بين جميع البشر بمختلف عقيدتهم، ونشر السلام في كل مكان من أجل أن يعيش الإنسان آمنا على حياته وحياة أسرته، منصرفًا لتأمين قوت يومه له ولأهله في سلام واستقرار، لذلك حرم عليه العدوان وقتل الإنسان والاستيلاء على أملاكه، وعدم استباحة حقوقه كما حرم عليه الإضرار بالناس والفساد في الأرض.
3. الصلاة فرصة لتجديد العهد مع الله، وقد قدمه عبد الله انجاي الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام بالسنغال.
وأكد المحاضر “أن المسلم الحقيقي في مراقبة دائمة لريه في أفعاله وتصرفاته وعباداته، بل إن حياته كلها عبادة إذا نوى فيه وجه الله، وأن من واجبه تجديد عهده مع ربه في كل فرصة، وقد منحه الله خمس مواعيد مفروضة لتجديد العهد معه، ويمكن أن يضاف لها كثير من المواعيد الاختيارية”.
وقال “في هذا الصدد يقول الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي “أن الله سبحانه وتعالى فرض على المسلمين اقامة الصلاة تأكيدا لأمره سبحانه لرسوله عليه السلام (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وأن اقامة الصلاة يشترط فيها للقبول عند الله تطبيق الالتزام بالشرط الذي ذكرته الآية في قول الله سبحانه: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)
واذا لم يتحقق الشرط ولم يتم الالتزام به تصبح الصلاة مجرد ركعات للصلوات خمس مرات في كل يوم، واذا لم تنهيه الصلاة عن الفحشاء والمنكر فكأنما ذهبت صلاة الانسان هباء منثوراً.
4. ماذا جنى علينا هجر القرآن؟ وقد قدمه الأستاذ احمد الحافظ.
وتحدث المحاضر “عن معضلة عظمى، وكارثة كبرى، أرقت حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذي شكاها إلى ربه (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) وعلى ما سيؤدي هذا الهجر لأهله في الآخرة من متاعب، نسأل الله السلامة، ونسأل لهم الهداية والعودة إلى القرآن، رغم ذلك فقد جنى هذا الهجر علينا في الدنيا وابلا من الجنايات شوهت دين الله وأبعدتنا عنه.
وتحدث المحاضر عن مبادئ الدين تم تحريفها تحريفا بينا؛ أولها هو مفهوم “الإسلام” نفسه.
5. القرءان بين التنزيل والتضليل، وقد قدمه الأستاذ محمد ولد احمدو استاذ بجامعة نواكشوط.
وأكد المحاضر ” على خطورة ما خلفته الروايات من الأكاذيب التي شوهت صورة الإسلام، وزرعت الفرقة، ونشرت الفتن وأطلقت خطاب الكراهية والعدوانية لمن لا يتبع مذاهبهم، وخلقت مرجعيات متعددة كل مرجعية مستندة لروايات وأقوال تستمد منها عقائدها، وتولدت منها مناهج متناقضة ومتصادمة مع بعضها، أججت صراعا خسر بسببه المسلمون الكثير من أوطانهم، وتم نهب ثرواتهم، وعاشوا فى حالة من الإرهاب والتقاتل ،لأنهم ابتعدوا عن ثوابت محكم التنزيل المستند على التشريعات الإلهية، وبأخلاق القرآن التي هي السنة الحقيقية.
وقد عرضت هذه المحاور في مداخلات تلتها تعقيبات قدمها كل من الإعلامي الكبير السيد الولي سيدي هيبه، والأستاذ عبد الله فال، ثم نقاشات مستفيضة، أظهرت حاجة الأمة الإسلامية للتخلص من تراكمات. الماضي غير المؤسسة على القرآن وأحكامه.
ومن خلاصات النقاشات التي تضمنتها الندوة “أنه من اللازم إقناع الأجيال الحالية والمتلاحقة بان إذا كان القرآن العظيم كتاب الوحي الجامع الخاتم المنزل من الله رحمة وهدى للناس، وإقامة للحجة عليهم، بيضا وحمرا وسمرا وصفرا وسودا، في أي زمان بعد النبي الخاتم، وكل مكان، حتى يرفعه الله؛ ليس من تراث المجتمعات المنقرضة؟!
وقد وجه المشاركون في الندوة شكرهم لمؤسسة السلام للدراسات والبحوث الإسلامية لإتاحتها لهم هذه الفرصة، كما شكروها على الكتب القيمة التي وزعت عليهم والتي هي من تأليف الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.
وطالبون بتعميم توزيع هذه الكتب على المراكز الثقافية في الولايات الداخلية الموريتانية وعلى المكتبات العامة في عموم البلاد لما لها من أهمية وفائدة عظيمة.
وأوصى المشاركون بتنظيم المزيد من هذه الندوات من أجل تعميم هذا الفكر المستنير الذي تحتاجه الأمة الإسلامية في أدق لحظات حياتها وفي أوج أزمتها.