مغالطات “إيرا” وسعيها لافتعال أزمة عنصرية

 قال تعالى: ” يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.

فوجئنا بخبر تم نشره على موقعكم المحترم بتاريخ 03 أغسطس 2013، تحت عنوان “إيرا تدق ناقوس خطر حرب أهلية بين السكان في باركيول”، وتضمن الخبر بيانا موقعا باسم اللجنة الإعلامية لحركة ” إيرا”

كتب بلغة مفعمة بالخطاب العنصري ويطبعها التحامل، وقد تضمن البيان الكثير من الأكاذيب والمغالطات والاتهامات الجزافية المجانبة للحقيقة ، فضلا عن كونه يمثل محاولة لافتعال أزمة عنصرية ومخطط طائفي يدق إسفين العداوة والبغضاء بين أبناء الوطن والدين الواحد والتاريخ والمصير المشترك مما استدعى منا نشر هذا التوضيح دفاعا عن السلم الأهلى وتبرئة لأعراض أشخاص زج بأسمائهم زورا وبهتانا في معركة وهمية بين من تسميهم حركة ” إيرا” لحراطين والبيظان ليتضح الموقف للسلطات التي تمسك بالملف وللرأي العام الذي يتابع القضية.

حقيقة هذه المنطقة ” شلخت عائشة” أنها منطقة زراعية مملوكة لملاك كثيرين ينحدر أغلبهم من أسرة مشهورة من هذه الشريحة( الحراطين) وهي أسرة أهل عبدوكه بشهادة القاصى والداني بمن في ذلك المعترضون على بيع الأرض وقد قام أحد أفراد هذه الأسرة ببيع جزء منها بمحض إرادته واختياره لمحمد فاضل ولد خطرى بعد أن أعطى الأسبقية في بيعها لهؤلاء المعترضين على البيع ولما لم يبدوا رغبة في ذلك باعها لمن دفع الثمن وهو محمد فاضل ولد خطري المذكور الذي لم يأل جهدا في السابق والحاضر في تسخير أرضه لمن يريد زراعتها والاستثمار فيها وبدأ في استصلاحها وإقامة أعمدة إسمنتية عليها وتسييجها تمهيدا لتحبيسها على بعض الفقراء من شريحة الحراطين.

ألا أننا تفاجأنا أثناء ذلك بتدخل عناصر ينتمون لحركة ” إيرا” في الموضوع وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وجعلوا من القضية قضية عبودية وانتزاعا لأرض من ملاكها الآصليين وأعلنوا أنهم لن يقبلوا بملكية شخص من شريحة البيضان لهذه الأرض.

وبعد طرح الملف على السلطات الإدارية وإحالته للمحكمة لبحثه صرح جميع هؤلاء أمام قاضي المقاطعة بعدم ادعاء ملكية الأرض لكنهم في نفس الوقت لن يقبلوا أن تصير ملكيتها إلى رجل من شريحة البيضان وهددوا أي أحد من هذه الشريحة بالقتل إن هو حاول تملك الأرض في القرية المذكورة وتقطيعه إربا إربا وأطلقوا على مكان النزاع تسمية جديدة هي “شلخة لحراطين” بدل ” شلخة عائشة” تعبيرا عن الرفض والعنصرية وإشعال نار الفتنة .

وقد لاقى هذا التصرف الشاذ استهجان كل ساكنة القرية من أبناء شريحة الحراطين بمن فيهم إخوة وأبو أحد العناصر، معتبرين أن ما أقدموا عليه يشكل تقويضا لسنوات طويلة من التعايش والتلاحم بين أبناء القرية وإشاعة لروح الكراهية بينهم وبين إخوتهم من شريحة البيضان وهو ما يرفضونه بشكل قاطع.

وقد أعطت السلطات الإدارية مهلة للمتنازعين للنظر في الملف وهو ما اعتبره هؤلاء نصرا لهم وأقاموا – بتأطير من منسق حركة إيرا – حشدا في مكان النزاع وأقدموا على هدم وتخريب الدعامات الإسمنتية التي تحدد حوزة الأرض والتي كلف تشييدها مبالع معتبرة الأمر الذي دفع السلطات إلى اعتقال هؤلاء وتقديمهم لوكيل الجمهورية في الولاية.

ومن الجدير بالتنبيه عليه هنا أن العناصر الذين أقدموا على هذا التصرف ليسوا مقيمين في القرية ويتخذون من العاصمة محل إقامة لممارسة نشاطهم الذي لا علاقة له بالأرض وإحيائها ولم يسبق أن مارسوا الزراعة ولا إحياء الأرض وإنما قدموا من العاصمة بهدف إشاعة الفرقة والكراهية والعنصرية وإشعال نار الفتنة.

ونحن إذ نؤكد زيف ما تضمنه بيان اللجنة الإعلامية لحركة ” إيرا” المضلل والمشوه للحقيقية جملة وتفصيلا نؤكد في نفس الوقت أن كل محاولات بث الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد التي يروج لها خطاب شرذمة قليلة من حركة “إيرا” في المنطقة ستتحطم على صخرة اللحمة القوية والتماسك الاجتماعى بين أبناء المجتمع في هذه القرية.

كما نهيب في نفس الوقت بالسلطات بالوقوف بحزم أمام محاولات النيل من وحدتنا الوطنية وقطع الطريق أمام دعاة الفتنة والتفرقة والدفاع عن أملاك المواطنين وحقوقهم المحمية بالقانون

و نهيب في الأخير بوسائل الإعلام بتوخى الدقة والصدق في الأخبار التي تردها وأخد وجهة النظر الآخرى في القضايا قبل القدوم على نشرها.

محمد الأمين ولد خطري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى