ألا تعسا لديمقراطية الغرب المشؤومة/سيدعلي بلعمش
الزمان أنفو- لم يعرف العالم سخاء غربيًا حد الإسراف ، مثل تبديده و تبذيره بإفراط في توزيع الديمقراطية على الشعوب العربية و الإفريقية..!؟
و لم تعرف هذه الشعوب (العربية و الإفريقية) ، عبر تاريخها المساوي، أسوأ و لا أكثر فوضى و دكتاتورية من الديمقراطية الغربية..
– شرطوا المساعدات بتبني الديمقراطية..
– مولوا البرامج لتشييد كذبة الديمقراطية..
– أنفقوا على المؤتمرات الدولية ..
– مولوا منظمات المجتمع المدني السخيفة ..
– وحدوا البرامج و المهام مع المنظمات التبشيرية ..
– حولوا البنك الدولي و صندوق النقد الدولي إلى آكسسوارات للديمقراطية المكذوبة..
– جندوا جيوشا من منظمات حقوق الإنسان المنحرفة..
– اخترعوا مفاهيم أطباء بلا حدود و مراسلين بلا حدود ..
– أعدوا لوائح التنقيط السنوية للدول الأكثر امتثالا لعبقريتهم المغشوشة..
– ابتكروا كل الطرق العقابية على دول العصيان (العراق، الجزائر ، البرازيل، فنزويلا، كوريا ، ليبيا…)..
– استخدموا كل وسائل الإكراه و الإرهاب الفكري (الدعاية، الحصار، التشويه، الانقلابات…) ، ضد كل من يقف في وجههم (أعني في وجه الديمقراطية) : من يحول بيرام إلى زعيم حقوقي و تيام صامبا إلى منظر سياسي و صرافات تواصل إلى حزب سياسي و أوكسفام و وورد فيزيون إلى منظات خيرية ، لن يعجزه أن يحول قروض البنك الدولي الاستعبادية إلى عمل خيري مشروط بتبني الديمقراطية دِينًا و المسيحية موضة..
هذه الديمقراطية المدمرة ، ساذجة العرض و الطلب ، مكشوفة الأكاذيب ، واضحة الارتباط بعقلية الهيمنة بأعلى درجات الاحتقار، هي الشغل الشاغل لنخبنا المستنيرة و حكامنا العباقرة و معارضينا البواسل..
– الحديث بلغة المستعمر علامة تميز و مطلب سياسي وجيه و دعوة لنسيان ماض لا نصيبَ لأخوَّتنا و تاريخنا المشترك منه..
– التفاخر بتنقيط معايير منظمات سبر الاستلاب ، سذاجة يشترك العاقل و الغبي، في الإشادة بنتائجها: ترى كم نقطة منحت “مراسلون بلا حدود” لأمريكا على غزو العراق؟ كم نقطة منحت هيومن ووتش رايتس لساركوزي على تدمير ليبيا؟ كم نقطة على لوحةالعدل و الإنصاف ، منحت منظمات حقوق الإنسان لإسرائيل على ثمانين عاما من احتلال فلسطين؟
– من أنشأ أبو غريب و غوانتنامو و بيل مارش؟
– من سيدفع رواتب موظفي الأمم المتحدة ، إذا اعترضت على أي قرار طغيان أمريكي؟
– من سيدفع رواتب عمال اليونسكو ، إذا لم تكن الثقافة منصة دعاية لعدل الطغيان الأمريكي و أذياله الأوروبية؟
– من استباح دماء و حقوق و إنسانية زنوج أمريكا و الهنود الحمر و الباسك و الإيرلنديين و الصرب؟
– أي جريمة في تاريخ البشرية أكثر حقدا و أكثر إساءة إلى الإنسانية من بشاعات الرازيا الفرنسية في الجزائر و حرب الأفيون في الصين و انتهاك كل القيم في حرب الفرنسيين و الأمريكيين على فيتنام؟
لقد آن لهذه القوة الشيطانية أن تباد .. أن تحرق .. أن تطرد من الأرض ..
آن للبشرية أن تعي أنه لن يكون هناك أي استقرار على الأرض ما دامت لأمريكا و أتباعها الغربيين كلمة أو وجهة نظر في مصير البشرية..
لقد دارت عجلة التاريخ و على العالم الحر أن يدور معها ليخلص الأرض من هؤلاء الأشرار و ديمقراطيتهم الزائفة و اقتصاداتهم المبنية على نهب خيرات الآخرين و عملاتهم الوهمية..
آن لهذه القوى الشريرة التي أنهكت العالم و نهبت ثرواته و تسببت في كل مآسيه ، أن تسقط إلى الأبد و آن لعَبَدَتها بيننا أن يرحلوا معها بممثليهم و أمثالهم و مثلييهم و ديمقراطيتهم الاستعمارية و منظماتهم التدميرية و ثقافتهم الممسوخة و عدالتهم العرجاء..
ديننا أعدل من ديمقراطيتهم ، ثقافتنا أجدر بالاحترام من عدالتهم ، مرورنا أرحم بالأرض من مرارتهم ..
فليتركوا لنا جحيم تخلفنا و ليرحلوا إلى جحيم تقدمهم..